رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعرت بقدر كبير من الضيق والاستياء عندما شاهدت على اليوتيوب في خضم متابعة أزمة نقابة الصحفيين مشهد الاستقبال المهين الذي لقيه الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد لدى دخوله النقابة، حيث استقبله عدد كبير من شباب الصحفيين بهتاف : «برة .. برة». تمنيت لو كنت هناك لزجر أمثال هؤلاء والتأكيد لهم على أن ذلك ليس من أخلاق المهنة ولا حتى من أخلاق المصريين, وأنه لو أن هناك رفضا لمواقف الأستاذ مكرم لوجب التعبير عن ذلك بطرق مختلفة كتجاهل وجوده وعدم الإقبال للسلام عليه أو غير ذلك من أساليب تبدو لي راقية!

غير أني على الجانب المقابل وعندما راجعت مواقف الأستاذ مكرم رحت أسأل نفسي : لماذا يضع شخصا مثله وهو في «منصب شيخ المهنة» بما يعني نقيبها الروحي نفسه في مثل هذه الحالة؟ لماذا قبل أن يكون في الجانب المعاكس لجموع الصحفيين؟ هل هو عدم الاقتناع بمواقف النقيب ومجلس النقابة؟ أمر وارد ومقبول، لكن المشكلة أن الأستاذ مكرم لم يكن يسعى لإخماد النار وإنما إشعالها. رغم أي تحفظات أتفهم موقف الأستاذ عبد الهادي علام الذي دعا لاجتماع شق وحدة الصحفيين في مؤسسة الأهرام .. فالرجل في مرحلة النضج المهني والمستقبل أمامه، غير أنه ما الذي يدفع الأستاذ مكرم إلى ذلك؟

 لا أدرى لماذا جال بذهني مشهد بدايات ثورة يوليو، مع الفارق طبعا، عندما تم استدعاء محمد نجيب ليكون رمزا للثورة وإضفاء قدر من المشروعية عليها، فكان مكرم – في نظري – يلعب الدور ذاته في مشهد أزمة نقابة الصحفيين، غير أنه كان بحق رأس حربة في مواجهة الخصوم بما أكد أن النظام «لا يقع سوى واقف» في اختيار أنصاره ومؤيديه!

هل يريد مكرم جاها؟ لقد حقق الكثير. هل يريد مالا؟ لقد حقق ما هو أكثر. هل يريد أن يبقى في دائرة الضوء وقد بلغ من الكبر عتيا؟ الرجل يطل علينا يوميا من جريدتين يوميتين إحداهما حكومية والأخرى مستقلة، ولقاءاته في الفضائيات – نمسك الخشب – تعبر عن نشاط شاب في مقتبل العمر. تذكرت قوله تعالي: «زين للناس حب الشهوات..» وتذكرت أن كل ما سبق شهوات وأن النفس في كل أحوالها لا تتوقف ولسان حالها دوما: هل من مزيد.

رحت أسأل نفسي لماذا يقف مكرم دوما مع كل نظام؟ هل هذه الخاصية من جيناته؟ تذكرت الأستاذ هيكل الذي تتلمذ مكرم علي يديه.. لقد كان هيكل الذي يعتبر «الأستاذ» بحق وحقيق «حريفا» في التعامل مع الأنظمة وإبقاء نفسه على مسافة منها في مختلف حالات تأييدها أو معارضتها، ولم يرتم في حضن أي نظام  باستثناء الحقبة الناصرية بالطبع والتي كان عرابها!

على المستوي الشخصي لم أتعامل مع الأستاذ مكرم سوى مرة واحدة في شأن نقابي .. وقتها شعرت بفظاظة حمدت الله معها في سري على أن صوتي في الانتخابات التي أتت به راح إلى ضياء رشوان.

إلى الأستاذ مكرم : رفقا بنفسك وتاريخك .. ليكون ذلك زادك عند لقاء رب كريم.

[email protected]