رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أصدق أن القاهرة بلا محافظ منذ شهرين تقريباً، ولا أصدق أن الحكومة تبحث على مدى الشهرين، عن رجل يصلح محافظاً للعاصمة.. فلا تجد!

ويبدو أنه لا فرق بين أن يكون محافظ القاهرة حاضراً وبين أن يكون غائباً ـ بدليل ـ أن أهلها والمترددين عليها من خارجها لم يشعروا منذ أصبح محافظها السابق د. جلال السعيد، وزيراً للنقل، أن شيئاً قد تغير فيها!

والمتصور أن تكون لدى رئاسة الدولة قائمة جاهزة، بعشرة أسماء على الأقل، يستطيع كل واحد فيهم أن يتولى المسئولية فى العاصمة على الفور، وأن يكون ـ كفؤاً للموقع... والمتصور أيضاً أن يكون واحد من هذه القائمة المفترضة، قد أدى اليمين الدستورية محافظاً، فى اللحظة ذاتها التى أدى فيها الدكتور جلال يمينه الدستورية وزيراً!

وعندما سألوا المهندس شريف إسماعيل، قبل أسبوع، عما إذا كانت هناك حركة محافظين جديدة قريبة، كان رده أن ذلك غير وارد، وأن الوارد فقط.. هو مجيء محافظ جديد للعاصمة.. ولا تعنى إجابة رئيس الوزراء عن السؤال، إلا أنه لم يستقر بعد على اسم المحافظ الجديد، وأنه لا يزال يبحث وينقب ويفتش، وأنه لم يعثر على الإسم صاحب الحظ السعيد حتى الآن!

ومنذ أن أصبح اللواء أحمد تيمور قائماً بأعمال المحافظ، وهو ينشط بشدة فى كل اتجاه، ربما ليجعل أبناء القاهرة يشعرون بأن مسئولاً يجلس على قمتها، وأن الأمور فيها تمضى كما يجب، وأن الحركة فى أجهزتها تسير بشكل طبيعى، وهو شىء جيد بالطبع من جانب اللواء تيمور، ولكنه قطعا يعرف الفارق بين أن يكون الذى يتولى الأمور فى قاهرة المُعز، قائماً بأعمال، وبين أن يكون محافظاً أدى اليمين رسمياً وصار مسئولاً أمام الدولة فى أعلى مستوياتها، وأمام كل مواطن فى العاصمة!

والحقيقة أن القاهرة كانت عاصمة سيئة الحظ طول الوقت، أو أغلبه، وكان الذين يريدون أن يضيئوا وجهها يأتون إليها بالصدفة، ويضيفون الى أجزاء أو أحياء فيها، لمجرد أن له ـ كل وحد فيهم - رغبة خاصة، وشخصية، فى أن يترك وراءه شيئاً إيجابياً يذكره به الناس!

فالمستشار طلعت  حماد وزير شئون المتابعة فى مجلس الوزراء، أيام  حكومة الجنزورى، كان قد أعطى اهتماماً خاصاً من جانبه لمنطقة البورصة فى وسط البلد، وكان قد جعل الذين يترددون عليها فى تلك الأيام يشعرون فعلاً بأنهم ليسوا فى القاهرة سيئة الحظ، التى يعرفونها، وأنهم فى عاصمة من العواصم النظيفة الهادئة فى العالم، وهى عواصم عربية بالمناسبة، وليست غريبة فى كل الأحوال،  وعندما يتردد عليها أى واحد منا، يتمنى من قلبه، لو يرى قاهرته على غرارها!

ولأن ما قام به طلعت حماد، على سبيل المثال كان اجتهاداً خاصاً منه، ولم يكن جزءاً من رؤية عامة لا يجب أن تكون عليه العاصمة فإن حى البورصة قد عاد الى سابق عهده، بمجرد أن غادر الرجل موقع المسئولية، ولم يعد هناك فارق بين حى البورصة فيها وبين سائر الأحياء.

وفى منطقة شارع الألفى حاول الدكتور سعيد أن يضيف شيئاً، ولا أحد يعرف ما إذا  كان ما أضافه هناك سوف يبقى من بعده، أم أنه سوف يختفي، شأنه شأن جُهد «حماد» فى حى البورصة!

وفى كل مرة نتكلم فيها عن السياحة، وعما ننتظره من أعداد السُياح، ننسى أن القاهرة هى فى الغالب أول مكان يراه السائح عندما يأتى إلينا، وبناء على ما يراه سوف يكون قراره بالمجىء مرة أخرى، وإغراء غيره بالمجىء، أم يكون العكس هو الصحيح!

ننسى هذا... وننسى معه القاهرة كلها!