رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

 

 

أكثر من ربع قرن، وكاتب تلك السطور لا يرى فى حالة الاكتفاء بالشكوى والتباكى وإقامة مناحات الأسى من تغييب المواطن المسيحى فى مناهج التعليم بحذف تاريخ مشاركته فى صناعة حضارة بلاده، وتغييبه من المشهد الإعلامى بتغييب وجود عباداته وبرامج الإعلام عن ثقافاته وتاريخه وحتى ترانيمه وأيقوناته، ولا حضور له إلا فى الأعياد أو عند حلول الأزمات والفتن والكوارث.. الخ، كتبت عاتباً على أصحاب تلك المناحات ليس لتعبيرهم عن حالة الغضب تلك فلكل مواطن الحق فى الشكوى من أى انتقاص لحقوقه ولكن للاكتفاء بذلك دون محاولة بذل الجهود الإيجابية للتغيير عبر اتخاذ خطوات جادة لتجاوز حالة الجور على حقوق المواطنة الكاملة فى وطن قام الناس على أرضه مؤخراً بثورة لوأد جهود السعي لإقامة دولة دينية وصولاً لحلم العيش فى ظل دولة تُعلى قيم «المواطنة» والديمقراطية والعدل والمساواة وتطبيق القانون.

وعليه، ظللت أرصد كل محاولات العمل الجاد الإيجابي لدعم حالة «المواطنة» على أرض بلادى الجميلة مهما كان البعض يرى محدودية آثارها على الأرض، مثل ما تردد بعد قيام ثورة 25 يناير حول إقامة «مفوضية لمناهضة التمييز»، وما قيل عن تشكيل لجان لدعم المواطنة وغيرها (وحتى إن لم يكتب لها الوجود) لتشجيع استمرار مثل تلك الجهود.

وهنا أذكر محاولة الكاتب الصحفي الشاب «روبير الفارس»، وبمناسبة حلول صيام السيدة العذراء أن يتقدم لجريدته «البوابة» بطلب تخصيص صفحة يومية لتناول أخبار البيت المسيحي ومعايشته «لأيام مريمية».. ترانيمه وصلواته وأخبار كنيسته وتاريخ آبائه وأيامهم وذكرياتهم مع تلك المناسبة الروحية الطيبة، وتوافق له الجريدة في مبادرة ينبغي تحية رئيس تحريرها عليها، وتنجح التجربة وتسعد ملايين الأقباط، مما شجع الشاب الرائع «الفارس» لتكرار التجربة ولاقى قبول جريدته لتخصيص صفحة يومية على مدار «أسبوع الآلام» لمعايشة معانى ومناسبات وطقوس كل يوم من تلك الأيام المجيدة الأخيرة في حياة السيد المسيح على الأرض.

إنها مبادرة من كاتب شاب لم يفكر فيها عواجيز الصحافة وشيوخ كهنتها، ونجح في إبداعها بدعم من رئيس تحرير شاب أيضاً قدما معاً محاولة جادة لتجاوز الاكتفاء بحالة التباكي من انتقاص حقوق المواطنة، وحتى لا يتكرر مشهد خروج أمين عام الجامعة العربية ووزير الخارجية المصري السابق لأجهزة الإعلام قائلاً «إن لكل طائفة مسيحية على الأرض المصرية كتابها المقدس» مما اضطره للاعتذار لأقباط مصر، فما بالنا بحال المواطن المصري المسلم الذى لا يعلم إلا القليل عن أحوال المواطن المصري المسيحي وأمور عباداته وطقوس أيامه الروحية؟.

مع كل التمنيات الطيبة لمثل تلك المبادرات الإيجابية عبر كل وسائل الإعلام بوسائطه المختلفة، وأن يُمنح شبابنا المبدع كل فرص التواجد لتجاوز حالة السكون المميت على قبول حال انتقاص أي حق من حقوق «المواطنة الكاملة» وكل عام ومصر بخير.