رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وعندما وصل الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى مصر، يوم الخميس الماضى، كانت الصحف المصرية الصادرة فى اليوم نفسه تنشر خبراً تقول فيه إن القمر الصناعى المصرى «نايل سات» قرر حذف قناة «المنار» اللبنانية، من بين قائمة القنوات التى يمكنها بث إرسالها من  خلاله!.

ولم تكن هناك مشكلة فى القرار، كقرار، ولكن المشكلة كانت فى توقيته الذى أثار همساً هنا، ثم ما هو قريب من الهمس هناك، وقد كنا فى غنى عن ذلك كله فى حالتيه!

كنا فى غنى عن أن يقال إن القرار صدر فى هذا اليوم تحديداً، وعن قصد، بما يعنى أنه قرار سياسى، وليس مجرد قرار إدارى كما حاولت إدارة «نايل سات» أن تقول عنه، وأن تروج له، لدى مستقبليه.

وقيل إن توقيته كان القصد منه، تقديم مجاملة للعاهل السعودى، عند وصوله!.. وأظن أن مقام خادم الحرمين أكبر من أن نجامله بقرار من هذا النوع!

إن السعودية تصنف حزب الله فى لبنان، على أنه منظمة إرهابية، مع منظمات أخرى صدر بها قرار واحد عن الرياض منذ فترة.. ومعروف أن قناة المنار هى لسان حال حزب الله، ولذلك، فإن السلطات فى السعودية، كانت قد حذفت القناة من القمر العربى «عربسات» وكان  ذلك فى وقت سابق، ثم كان أن أثار صخباً وضجة عند صدوره.. ولكن قرار حذف، أو إنزال القناة، من «عربسات» كان من جانب الرياض متفقاً فى سياقه، مع قرار تصنيف الحزب على أنه منظمة إرهابية.

وكانت الجامعة العربية قد صنفت هى الأخرى، حزب الله، على أنه منظمة إرهابية، وقد جرى ذلك فى أعقاب اختيار الوزير أحمد أبوالغيط، أميناً عاماً للجامعة، فى 10 مارس الماضى، وكانت مصر من بين الدول التى وافقت على قرار الجامعة بهذا الشأن، ولم تتحفظ عليه إلا دولتان هما العراق ولبنان.

وبما أن القاهرة وافقت على قرار الجامعة، حين إقراره، كان من الطبيعى ألا يسمح «نايل سات» ببث قناة تعبر عن حزب جرى تصنيفه على هذا النحو.

قرار نايل سات، إذن، متسق مع قرار موافقة القاهرة على قرار الجامعة، ولا شىء فيه.. ليبقى الشىء كله فى توقيته، لأن كل ما ذكرته إدارة نايل سات فى موضع تبريرها لقرارها، لم يقتنع به الذين طالعوا كلامها، ولا إنطلى كلامها على أحد!

وانفتح المجال بالطبع، لحديث سخيف كثير، من نوعية أن القاهرة سوف تحصل على ثمن القرار من المملكة، وهو حديث كنا نحن، أغنى الناس عنه، لأنى أظن أنه غير حقيقى، أولاً، ولأن الدولتين، مصر والسعودية، أكبر من أن تكون المجاملة بينهما قراراً صغيراً على هذا المستوى.

كان فى مقدور الذى أصدره، أن يصدره بعد قرار جامعة الدول مباشرة، فلا يستوقف أحداً عندئد، لأن قرارها ملزم لكل الدول التى وافقت عليه، ولأن العمل بموجب قرار الجامعة بالنسبة لقناة المنار أو غير المنار، لن يترك مساحة لأحد، يصطاد فيها ويسجل أهدافاً فى مرمانا.

ولست فى حاجة هنا، إلى أن أقول، إن حزب الله كان محل تعاطف كل مصرى، بل كل عربى، وقت أن كانت حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى، وفقط، ووقت أن كان يمارس مهمته ضد هذا الاحتلال وفى هذا الإطار، وفقط أيضاً ووقت أن كان بعيداً عن أن يكون ذراعاً لإيران، ضد لبنان، كدولة، ثم ضد دول عربية أخرى، من بينها السعودية، بل ومن بينها مصر نفسها، كما اتضح خلال أحداث ثورة يناير 2011.

وفى وقت من الأوقات، كان المصريون يرفعون صور السيد حسن نصر الله، رأس الحزب، فى شوارع القاهرة، وكانوا يضعون ملصقات تحمل صوراً له، وعبارات من أحاديثه على سياراتهم، ولكن وقتاً كهذا قد مضى وكان الأمل أن يتوقف الحزب، ويتوقف نصر الله، عند مثل هذا التحول السلبى فى صورته لدى الرأى العام فى مصر، وأن يتدارك أخطاءه، وأن يعود الى ما كان عليه: حركة مقاومة ضد احتلال إسرائيل للأراضى العربية.. وفقط!

وفى كل الأحوال، فإن الذى أشار بقرار المنار، فى التوقيت الذى صدر فيه، افتقد الحس السياسى المطلوب فى مثل هذه القرارات، وبكل أسف، فإن الذين يفتقدون مثل هذا الحس، فى مستويات الدولة العليا، هذه الأيام، كثيرون!