رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احتفلت إثيوبيا الأسبوع الماضى بإنجازات خمس سنوات فى بناء سد النهضة، وقال نائب رئيس الوزراء الإثيوبى إن السد يمكن أن يولد أكثر من 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء مع 74 مليار متر مكعب من المياه سيحتجزها السد وتشمل نصيب مصر والسودان طبقا لاتفاقية 1959، الذى لم تعترف بها إثيوبيا فى اتفاقية عنتيبى بإيعاز أمريكى - إسرائيلى كما يقول المهندس حيدر يوسف الوكيل السابق لوزارة الرى السودانية بأن التخطيط للسد بدأ فى إسرائيل عام 1988، بناء على دراسة خبير المياه الإسرائيلى «هاجى إيرلينج»، وقد مولتها المؤسسة الإسرائيلية للعلوم ومعهد السلام الأمريكى، وانتهت الى ضرورة قيام إثيوبيا ببناء 26 مشروعا من بينها سد النهضة على أن يتم البدء فى قيام مبادرة لحوض النيل للتعاون تلغى الاتفاقيات السابقة كاتفاقية مصر والسودان 1959، بل ولا تقيم وزنا لقواعد القانون الدولى الآمرة بالأنهار الدولية.

ولم نكن نطمئن لنوايا إثيوبيا  وسياسة حكوماتنا معها، ونشرنا مقالا فى جريدة «الوفد» يوم 7 يونية 2013 بعنوان «ثورة مصرية سودانية عارمة عاجلة على سد إثيوبيا»، وقلنا فيه إن رد فعل الحكومة المصرية يتسم بالضعف الشديد المخزى لدولة كانت فى مصاف القيادة والريادة الأفريقية، ونصحنا الحكومة باتباع عشر نصائح قانونية وسياسية دولية..وتساءلنا: أين الدبلوماسية المصرية؟ أين وزارة الخارجية المصرية وهيكلها الدولى فى المشاكل والقضايا الدولية والأفريقية بصفة خاصة؟

وهل اهتمت الدبلوماسية المصرية بما طرحه أستاذ القانون الدولى فى ذلك المقال وفى عشرة مقالات مماثلة نشرها تباعا فى جريدة «الوفد»، خاصة مقالنا فى أول ونية 2014، تحت عنوان «زلزال إثيوبيا والطوفان»، إذ أكد فيه العديد من علماء الچيولوچيا والزلازل والسدود والمياه أن منطقة السد الإثيوبى معروفة عالميا بأنها منطقة زلازل تهدد سلامة السد وتعرضه للانهيار.

وباختصار فإن الحكومة المصرية قد أخطأت نمطا فادحا فى إدارة أزمة سد إثيوبيا الذى احتفلت بإنجازه فى الأسبوع الماضى وأصبحنا أمام أمر واقع لا نحسب أن الله سبحانه وتعالى سيجعله يمر دون حساب، لأنه يتعارض مع قدر الله فى خلقه للإنسان والحيوان والنبات الذى يحتاج للماء احتياج حياة، كما قال ربنا سبحانه وتعالى فى سورة الحجر «وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين» (الآية 22) وتفسير ابن كثير للكلمة الأخيرة «أى بمانعيه».. فهل ستحجز إثيوبيا 74 مليار متر مكعب من المياه أمام السد وتحرم الناس والدواب والأنعام من نعمة الله فى الماء؟!

ولماذا خلق الله الزلزال وجعله من جنده الرادع للظالمين فى إثيوبيا بسدهم الذى احتفلوا به.. هل أمنوا مكر الله سبحانه وتعالى فى قوله «أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض...» أليست تلك هى حكمة خلق الزلزال الذى يتربص بسد إثيوبيا كما قال علماء الچيولوچيا وصور الأواكس الأمريكية والأقمار الصناعية.. وإنا مع المؤمنين منتظرون.