رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ليس في المقال التالي كلمة من عندنا ولن نعلق عليه كما اعتدنا فهو مقال بقلم رجل غربي شريف يدعي بن نورتون بتاريخ 23 مارس يعبر  فيه عن  تقززه من ازدواج معايير ونفاق من مايسمي بالحضارة الغربية.

 يقول نورتون أن النفاق الخلقي البغيض في بروكسل واضح، فلماذا تكون الهجمات الإرهابية ضد المدنيين في الشرق الأوسط مهملة؟ إن مئات القتلي في الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة لا يجدون عشر معشار التغطية الإعلامية التي يجدها قتلي الأوربيين.

فعندما انفجرت قنبلة عليها عبارة صنع في أمريكا وقتلت مدنيين في الشرق الأوسط لم تسقط دمعة واحدة. وعندما يكون الغربيون هم هدف نفس الإرهاب تكاد السماء أن تسقط. وقد رأينا ذلك مرات لا حصر لها، في باريس في يناير ونوفمبر قبله  2015، وفي بروكسل الآن فرد  فعل المجتمع الدولي يجعل من الواضح أن أرواح الغربيين و خاصة من الجنس الأبيض تفوق في قيمتها كثيراً أرواح أهل الشرق الأوسط، وواضح أن هذه الملاحظة أصبحت علامة مميزة،  فهي ليست جديدة، فعلينا العودة لفيتنام أو الجزائر وجواتيمالا أو أيام الاستعمار البلجيكي للكونغو، حيث أشرف الملك ليوبولد علي قتل عشرة ملايين كانوا وقتها نصف سكان الكونغو. ولم يتحدث أحد عن هذه الإبادة الجماعية.

ورغم أنها علامة مميزة فقد أصبحت طبيعية لدرجة ضرورة الإشارة لها كلما تحدث. فقد قتلت داعش أكثر من ثلاثين شخصاً في بروكسل في 22 مارس وكان يوماً بشعاً قطعاً. ولكن ماذا عن المئات الذين قتلهم داعش في سوريا والعراق، خلال أسبوع فقط أواخر فبراير؟

عندما تقتل داعش آلاف العراقيين لا تسمع الكثير. وليس ذلك فقط بل يشوه الأوربيون والأمريكيون صورة الضحايا ويحرمونهم من الفرار للغرب.

وعندما يواجه الأوربيون نفس الإرهاب فإنهم يتوقعون أن تسقط السماء علي الأرض ويحبس العالم أنفاسه حداداً.

نفس الإرهاب يتعرض له اليمنيون علي يد الحضارة الغربية ـ فلحوا لي عام هاجمتهم قوات تقودها السعودية ويزودها الغرب بالقنابل وأسلحة الدمار، بينما يشجب الغرب الإرهاب الموجه ضد مواطنين فقط. ويتعرض اليمنيون وهم أفقر العرب للإبادة بأسلحة محرمة دولياً مثل القنابل العنقودية. مات في اليمن في نفس الأسبوع أربعة أمثال من قتلوا في بروكسل. ولم تجد مجزرة مدينة حجة أي صدي. هؤلاء ضحايا مزدوجون يعانون من الموت ومن الصمت المطبق علي ما يحدث لهم.

وحدث ولا حرج عن ضحايا العدوان الغربي علي العراق خلال الثلاثين عاما الماضية. والذي فاق ضحاياه الملايين. وكان ذلك السبب المباشر في ميلاد الإرهابيين الذين يخربون المنطقة. فعندما عملت أمريكا علي امتداد الحرب العراقية الإيرانية لثماني سنوات عن طريق مساعدة الطرفين بالسلاح والمال والاستخبارات مات في هذه الحرب أكثر من مليون انسان. وعندما فرضت العقوبات الغربية علي العراق بعد غزوة الكويت مات من أطفال العراق خمسمائة وسبعون ألفاً كما اعترفت أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا. ثم أعقب ذلك جورج بوش بغزو العراق 2003 الذي قتل فيه أكثر من مليون آخر.

أما ما يسمي بحرب الغرب علي الإرهاب فقد خلقت نفس الشياطين الذين يدعي الغرب محاربتهم. فالحرب التي يساندها الغرب في اليمن كانت وقود قيام عصابة داعش. والفراغ الكارثي الذي تركه الغرب في ليبيا 2011 بعد تدمير القذافي وكل مؤسسات الدولة مكن داعش من اقامة قاعدة في ليبيا. ونتساءل هل يحزن المجتمع الدولي علي كل هؤلاء الضحايا في العراق واليمن وليبيا وفلسطين وسوريا وباكستان والصومال ونيجيريا والكونغو؟

إجابة هذا السؤال هي طبعاً ازدواج معايير الحزن سياسياً وهو مبني علي قرار سياسي ناجم عن سياسات غربية معينة مؤداها أن  ضحايا الحروب الغربية يستحقون مصيرهم. وهي سياسة ستدمر الغرب في النهاية. فالاستعلاء العرقي للرجل الأبيض سيزيد من وقود عصابات الإرهاب مثل داعش والقاعدة. وكلما صور الغرب نفسه علي أنه أرض المساواة والحرية والتنوير فشل في العيشة طبقاً لما يردده وما ثبت كذبه دائماً. وكل مرة يحدث هجوم مثل هجوم بروكسل الأخير تنشر مقالة مثل هذه مجرد كليشيه. والكيلشيهات ليست دائماً سيئة ـ فهي تذكرة عن مدي عدم أخلاقية ازدواج المعايير وأن تكرار هذه الازدواجية هو مقدمة  كارثة حقيقية فما لم تعامل أرواح البشر فكل البشر علي أنها متساوية في قيمتها بصرف النظر عن العرق ولون البشرة فقل علي البشرية السلام ومرحباً بالنفاق الأخلاقي والسياسي.

وإلي هنا ينتهي مقال الكاتب الشريف بن نورتون. ولا تعليق لنا عليه سوي جملة واحدة: شكراً أيها الرجل الشريف.

الرئيس الشرفي لحزب الوفد