رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

كان لرجل أربع أبناء أراد أن يعلمهم درس رائع فى الحياة ألا يحكموا على الأمور بسرعة و لا تكن نظرتهم سطحية لذلك أرسلهم إلى مكان بعيد حيث توجد شجرة كبيرة و طلب من كل منهم أن يصف الشجرة له فذهب الأبن الأكبر في فصل الشتاء وذهب الثاني في الربيع والثالث في الصيف والأصغر في الخريف, و عندما عادوا من رحلتهم البعيدة جمعهم و طلب من كل منهم أن يصف ما شاهده فقال الأول أن الشجرة كانت قبيحة و جافة، بينما قال الثاني أنها كانت مورقة و خضراء، وتعجب الأبن الثالث قائلاً أنها مغطاة بورود ذات رائحة جميلة و تبدو غاية في الروعة والجمال ، وأنهى الأبن الأصغر الكلام معلقاً أنها كانت مليئة بالثمار و الحياة.
فشرح الأب مفسراً كلامهم جميعاً أنه صحيح لأن كل منهم ذهب في موسم مختلف لذلك لا يجب أن تحكم على شجرة أو شخص في موسم أو موقف بعينه، لذلك إذا استسلمت في وقت الشتاء فستخسر كل جمال الربيع، والاحساس الرائع في الصيف و الحياة المثمرة في الخريف.
 
لاتتسرع في اصدار الأحكام على الغير  و تمهل قبل ان   تتفوة بكلمات جارحة سهامها اشد فتكا من  الرصاص فالكلمه سلاح خطير يجب ان نتعامل معها بكل عنايه وحذر حتى لا نتسبب لاحد بضرر بالغ او أعاقه نفسيه مزمنه, تترك بصمه مؤلمه بالذاكره ومخزون قاسي من الذكريات الحزينه, تخسر بها راحة ضميرك و نفسك و الكثير من حسناتك
هناك دائما أشياء اذا فقدناها لايُمكن إسترجاعها, فلا لا يُمكنك إسترجاع الحجر بعد إلقائه
ولا يُمكنك إسترجاع الكلمات بعد نطقها.
الغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها يُمكنك إسترجاع الحجر بعد إلقائه, و لا يُمكنك إسترجاع الكلمات بعد نطقها

   التحكم فى انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكى ينجح الإنسان فى حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها, ولكى يتفادى أيضاً كثرة التصادم والاحتكاك والذى يحصد بسببه خصومات وعداوات كثيرة. ويتفق معظم علماء النفس على أن الغضب ضرورة لحماية النفس من عدوان العالم الخارجى، ولكنه فى غاية الخطر عندما يزداد ويستمر
   ويشبه البعض الغضب بالبخار المضغوط فى إناء محكم إذا لم يجد منفذاً لخروجه فانه يصيب الفرد بمرض أو أكثر من تلك المجموعة المسماة بالأمراض النفسجسمية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبى والصداع العصبى المزمن.. الخ، ويعبر البعض عن ذلك بأن الغضب إذا لم يخرج فسوف يستقر فى أحشائك.
قامت عالمة النفس الأمريكية كاشلين لولر بإجراء تجربه فى جامعة "تينيسى" الأمريكية عن أثر بعض الضغوط على عدد كبير من الطلاب، فوجدت أن مجرد التفكير أو التحدث عن معانى الإساءة والخيانة التى يتعرض لها الإنسان لدقائق معدودة .. يؤدى إلى تغيرات ملحوظة فى ضغط الدم ومعدل نبض القلب ومستوى التوتر العضلى، وزيادة فى معدلات الموصلات العصبية والنشاط الكهربى فى الجهاز العصبى .. ناتجة عن ضخ عدد من الهرمونات والمواد الناقلة العصبية تتسبب فيما وصفته.
كثيرة هي الثرثرة والغيبة والنميمة ونهش لحوم البشر وأعراضهم وقذفهم بأبشع المصطلحات واتهامهم بأسوأ الأمور والشك حدث ولا حرج وتأليف سيناريوهات وروايات وقصص من نسج الخيال لمجرد ايماء أو ابتسامة أو كلمة أو موقف يفسرها البشر كما يشاؤون من تفسيرات وتحليلات وكلها تعكس أخلاق من يحلل على مزاجه وهواه ، لا يهم لديهم سمعة وشرف وعرض من ينهشون في لحمه وعرضه المهم عندهم أصبح مادة للتشريح وحصة عملية لكيفية التشريح والتجريح وفضحه وقد يكون فضح آخرين معه سواء من طرفه أو غيرهم.
الله سبحانه وتعالى نهى في كتابه الكريم بسورة الحجرات عن الظن السوء وعن التجسس وراء عورات المسلمين وعن الغيية والنميمة وأن يذكر الانسان عيوب يكرهها صاحبها فتلك الصفات المذمومة لا يجب أن تكون من صفات المسلم الصادق بإسلامه وأفعاله تنم عن تصرفاته ودينه وأخلاقه
يجب أن لا نتسرع بالحكم على أي شخص من تصرف أو موقف حتى لا يكون عرضة للتشهير والقدح والقذف وبالتالي يكون محلا للاساءة وقد يكون مظلوما وأن ما ادعى عليه شيء ما قد يكون بكراهية وحقد خاص يستغله للتشويه والنيل من سمعة الناس.
ولكن هذا لا يمنع من أخذ الحذر والحرص في التعامل مع الناس ﻷن العقول مختلفة والافكار متنوعه ومتعددة والناس أطباعهم ونياتهم مختلفة عن بعضهم البعض.
الحذر والحرص مطلوبين كما أن سلامة النفس من الاحقاد ضرورة شرعية.يجب أن نتحلى بالأخلاق الحميدة وألا نسرع في الحكم على الناس وأن نضع دائما مبدأ حسن النية في علاقتنا بالناس وتعاملنا مع الآخرين, والا يكون حكمنا أول الجلسة.

[email protected] yahoo.com