التفاعل الكبير الذى لقيته مبادرة صبح علي مصر بجنيه التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى عبر إرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف المحمولة تؤكد ان الشعب المصري عازم علي عبور جميع التحديات التي تمر بها البلاد منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011م حيث شهدت مصر العديد من التحديات منذ قيام الثورة تتمثل في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي حيث استطاعت جماعة الاخوان الإرهابية الوصول الي مقاليد الحكم عن طريق السيطرة علي البرلمان ونجاح الرئيس الأسبق محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية نتيجة عدم الوعي السياسي ونجاح الجماعة الإرهابية في خداع الشعب مبادئ كاذبة ووعود براقة لا تمد الي ارض الواقع بشي .
وقد كانت فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته الإرهابية نقطة البداية لانهيار الاقتصاد المصري وهروب السياحة والاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية بجانب انهيار الاحتياطي النقدي نتيجة التخبط في السياسات وظهور التيارات المتشددة والمتطرفة علي الساحة السياسية وفي الحياة الاجتماعية حيث حاولت جماعة الاخوان السيطرة علي كل مفاصل الدولة ودعم الجماعات الإرهابية المسلحة المصرية والفلسطينية عن طريق فتح ا لانفاق مما ادي الي دخول العديد من الإرهابيين المسلحين الي الاراض المصرية .
ولم تكن جماعة الاخوان الإرهابية تعمل بمفردها علي تنفذ المخطط المدمر لمصر والمنطقة العربية بل بمساعد بعض الدول الأجنبية لتنفيذ مخطط شامل للمنطقة العربية هدفة اسقاط البلاد العربية في الحروب الاهلية والطائفية والعرقية وقد نجح المخطط في العراق واليمن وليبيا وسوريا وغرقت تلك الدول في صرعات دموية أدت الي دمار شامل حتي الان وكانت مصر علي راس الدول المستهدفة ولكن يقظة الشعب المصري الذي خرج بكثافة في ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013م في ثورة شعبية ساندها الجيش المصري انقذت مصر من المخطط المعد لها .
ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الوطن من خلال العمل الجاد علي جميع المحاور من اجل بناء مصر علي أسس سليمة قائمة علي الموارد الذاتية وعدم الاعتماد علي القروض والمساعدات الخارجية والاستغناء عنها بالتدريج من خلال إقامة المشروعات الكبرى وتشجيع الاستثمار في مصر وفتح مجالات جديدة من خلال إعداد التشريعات اللازمة لتشجيع الاستثمار ومنح التسهيلات اللازمة وإزالة العوائق والقضاء علي الإرهاب من اجل عودة السياحة مرة اخري الي مسارها الطبيعي حيث تمثل السياحة في مصر احد اهم الاعمدة التي يقوم عليها الاقتصاد المصري .
ومبادرة صبح علي مصر التي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في اعتقادي هدفها الأول مشاركة المواطن المصري مع القيادة السياسية للنهوض بالوطن وعبور المرحلة الحالية وهي ليست المرة الاولي التي يطلب فيها الرئيس من المواطنين دعم اقتصاد مصر بالجهود الذاتية حيث طلب في السابق من المواطنين شراء شهادات الاستثمار لدعم مشروع قناة السويس الجديدة ودعوات الرئيس لدعم الاقتصاد يستهدف منها بجانب توفير الدعم المادي تشجيع المواطن علي العمل الجاد وارسال رسائل للخارج بان مصر قادرة علي عبور ازمتها الاقتصادية بالجهود الذاتية دون الاعتماد علي احد .
وصبح علي مصر يجب ان لا تقتصر علي دعم المواطن البسيط بجنية ولكن يجب ان تكون حافز لرجال الاعمال لعمل مشروعات في وطنهم ودعم الاقتصاد بشكل مباشر وحافز أيضا للبرلمان ان يصبح علي مصر بالعمل المتواصل وإصدار التشريعات اللازمة التي تصب في صالح المواطن المصري بشكل سريع وحافز لكل مسؤول في موقعة ان يقوم بعملة علي اكمل وجه .
يجب ان يصبح كل واحد منا علي مصر من موقعة بالعمل المستمر لان مصر في المرحلة الحالية تحتاج لجهد كل أبنائها في جميع المجالات وسخرية البعض من مبادرة «صبح على مصر بجنيه»، التي طرحها الرئيس السيسي ليست في محلها علي الاطلاق لان الكوريون خلال الأزمة الاقتصادية التي مرت بها بلادهم تبرعوا بخواتم الزواج للدولة الكوريا الجنوبية عام 1997م التي مرت بأزمة اقتصادية طاحنة تشبه الأزمة التي تمر بها مصر حاليًا حيث كانت دولة منهارة اقتصاديًا و تعاني من نقص العملة الأجنبية وكان الجهاز المصرفي بها في حاجة إلى إعادة هيكلة وأول شيء فعلته كوريا الجنوبية للتغلب على هذه الأزمة، هو إتاحة مناخ جيد للاستثمار وطمأنة المستثمر وإعادة هيكلة سوق رأس المال والمصانع والبورصة، بالإضافة إلى حل مشكلات شركات القطاع العام .
أخيرا ... مصر ليست اقل من اليابان التي خرجت مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية ولا اقل من كوريا الجنوبية التي دمرتها الازمة الاقتصادية والان هم من اهم واكبر الاقتصادات في العالم ومصر قادرة علي تحقيق ذلك بأذن الله .