رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، يكرر الخطأ الجسيم الذي ارتكبه اللواء ممدوح سالم رئيس حكومة السادات عام 1978 عندما فاجأ الشعب برفع أسعار مواد المعيشة فانفجرت في وجهه انتفاضة 17 و18 يناير من الإسكندرية حتى أسوان والجماهير الغاضبة تهتف (عاوزين حكومة حرة.. العيشة بقت مُرَّة.. يا ممدوح بيه اللحمة بقت بجنيه)، وكاد الزمام ينفلت من يد الحكومة عندما تخللت ثورة الجماهير أعمال نهب وسلب وتكسير المحلات وسرقة مواد التموين حتي أطلق عليها السادات (انتفاضة الحرامية).. ولكنه ورئيس حكومته تراجعا بسرعة عن قرارات زيادة الأسعار.. وكان الدرس قاسياً على الحكومة وكل حكومة مقبلة حتى عهد عبدالفتاح السيسي وحكومة المهندس شريف إسماعيل.

ففى يوم الاثنين الماضي تصدرت الصحف وفيها تصريحات رئيس الوزراء تقول: (إن الحكومة بصدد اتخاذ قرارات اقتصادية صعبة ومؤلمة ولكنها ضرورية وتدريجية).

وردت عليه جريدة الوفد في اليوم التالى بالعنوان الرئيسى فى الصفحة الأولى: (الغلابة يحذرون الحكومة.. ممنوع الاقتراب من العيش والبنزين والدواء والكهرباء.. الشعب لا يتحمل المزيد من القرارات الصعبة). وخصصت الجريدة الصفحة الثانية كاملة لاستطلاعات آراء المواطنين الذين قالوا للحكومة (ارحموا الغلابة.. مش لاقيين ناكل.. مش عارفين نعيش.. ارحمونا.. أسعار إيه اللي هتزيد وموازنة إيه.. اللي عايزين يعوضوا عجزها على حساب المواطن الغلبان.. وصرخت موظفة في وجه الصحفيين قائلة: الأسعار نار والعلاج غير موجود والمواصلات غير آدمية، وفواتير الكهرباء والمياه والمصروفات الدراسية مرتفعة للغاية ومن الصعوبة استمرارها بهذه الحالة.

وقال من تجاوز عمره 67 عاماً وعلى وجهه علامات الشقاء والمرض (ارحموا الفقراء، فأنا رجل مسن وأعول 3 أبناء ومعاشى لا يتعدى 350 جنيهاً وهو لا يكفي مصاريف الحياة الصعبة في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.

وامتلأت الصفحة الثامنة بجريدة الوفد يوم الثلاثاء الماضى بأوجاع وآلام وهموم نساء ورجال وشباب وعاطلين بالملايين أحوالهم أسوأ مما كانت عليه الأحوال في 17 و18 يناير 1978 والتي اشتعلت بالثورة الشعبية الغاضبة التي كان شعارها الشاكى لرئيس الحكومة (بأن العيشة بقت مرة.. واللحمة بقت بجنيه) فماذا يقول رئيس الحكومة الحالية التي ارتفع سعر كيلو اللحمة إلي خمسة وتسعين جنيهاً في الفاتورة التي أرسلها إلي الجزار في سوق شيديا بالإسكندرية، وفواتير الكهرباء والغاز التي تزايدت باستمرار حتي أصبحت أشفق علي الشباب المتزوج حديثاً ويعجز عن سدادها، خاصة أن مئات الآلاف من ذلك الشباب يعمل في مصانع القطاع العام والقطاع الخاص الذي يتعرض لأزمة طاحنة ولا يصرف لعماله وموظفيه إلا نصف المرتب، بدون علاوات، فإن كان رئيس الحكومية يدرى بهم فهي مصيبة أو لا يدرى وتلك الطامة الكبرى.

وما رأى رئيس الحكومة في زيادة أسعار تذاكر قطارات السكة الحديد فوق أحمال وطاقة الناس.. فقد دفعنا في تذكرة السفر من المنصورة للإسكندرية يوم الاثنين الماضى 22 جنيهاً من المنصورة، وتذكرة إلي محطة دمنهور، ثم 18 جنيهاً في نفس الوقت بتذكرة أخرى من دمنهور للإسكندرية مع أن المشوار واحد، ولكنها حيلة السكة الحديد في زيادة الأسعار. فلتقل الحكومة ما تقوله عن مشروعات قناة السويس والطرق وغيرها لتبرر عجز الموازنة، فالملايين لا يأكلون بتلك المشروعات.. والجوع كافر.. وكما قالت جريدة الوفد في عنوانها «الشعب يحذر رئيس الوزراء».