رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

كنت أجلس مجعوصاً كعادتي، وأنا أشاهد مشاهد فيديو خاصة بقفشات البرلمان الموقر، بعد القرار الحكيم جداً بعدم إذاعة الجلسات على الهواء مباشرة، وذلك لمنع المشاهدين من رؤية وصلات الفرفشة اليومية، والتهكم على النواب الأفاضل!!

وبينما أنا جالس وسط حالة من السخسخة المتواصلة، ومش هقولكم ليه، حفاظاً على سرية الجلسات، المهم فوجئت بصديق عزيز  «تائب» من أعضاء الحزب الوطنى البائد، يحدثني تليفونياً، وقال ايه، بيقولى احنا بنستعد للمحليات، وفيه بقى قوائم والذى منه على طريقة الانتخابات البرلمانية، وللحقيقة قمت من جلستى معتدلاً، كى أستمع لحديثه بوضوح، وقلت له: صديقي العزيز، محليات إيه؟ فقال متحمساً: المحليات هذه المرة مختلفة، الكفاءات والشباب والكبار، وهتبقى فللي!!

وانجعصت مرة ثانية في محاولة مني للهدوء، وقلت له ياصديقى، ومن يضمن لى لا تكون المحليات القادمة مثل عزب المحليات السابقة التى غرقت بسببها مصر، في الوحل والفساد طوال أكثر من ثلاثين عاماً مضت؟ ومن يضمن لى أن لا تأتي الانتخابات بأبناء العمد، والمشايخ، وأصحاب الحظوة ومحترفي سبوبة اطعم الفم تستحي العين مرة أخرى؟!

يا صديقي أتضمن لى أن نأتي بمحليات تعرف أنها جاءت من أجل إعمار البلد وتنميتها الحقيقية، والرقابة على المسئول التنفيذى بدلاً من الارتماء في أحضانه، وهل تضمن لى أن تكون الأغلبية فيها من الشباب الواعى الذي لا يعرف طريق هو العشا امتي مثل عواجيز الفرح؟، وهل تضمن لى أن يتم اختيار شباب يعرف حقوق وواجبات النائب الشعبي المحلي، الذي يتحرك ليخدم ويراقب، ويستجوب، ويطرح الثقة في المسئول التنفيذي إذا كان فاسداً؟!

ياصديقي ماذا فعلت بنا المحليات طوال السنوات الماضية  إلا الخراب، وانهيار البنية التحتية بكل محافظات مصر بسبب استلامهم مع التنفيذيين، شبكات الصرف الصحي والمياه المخالفة للمواصفات، فالمحليات كانت سبباً مباشراً في توغل السلطة التنفيذية، وإطلاق يدها في بيع أراضي وشركات الدولة دون حسيب أو رقيب، أتذكر يا صديقي كيف كان أعضاء المحليات يرتمون في أحضان رؤساء المدن والقرى، لرصف الطرق إلى منازلهم وإدخال المرافق للأقارب والمحاسيب، وترك الغلابة يغرقون في الوحل.

وهل نسيت صديقى العزيز أن الأعضاء الشرفاء منهم كانوا، لا يستطيعون طرح الثقة، في محافظ أو رئيس مدينة بل ورئيس قرية، وعدم إعطائهم الحق فى استجواب عن الفساد أو قضية رأي عام، بل كان المتاح فقط سؤالاً، أو طلب إحاطة يأخذ بعدها طريقه إلى أدراج المسئولين، وهل تعلم أيضاً أن المحليات كانت سبباً رئيسياً في انهيار الرقعة الزراعية، والبناء المخالف، بالمدن والأحياء والقرى.

يا صديقي المحترم هل كنت ترى كيف كان يتم اختيار أعضاء المحليات على طريقة وشربنا حجرين عالشيشة، ونظام القرابة والصحبجية، وهل شاهدتهم كيف كانوا ينافقون المحافظون ورؤساء المدن والأحياء، على طريقة «رموش عنيا برابيز لسيارة جنابك يا افندم»، حتي ينالوا الرضا السامي بالموافقة على  مخالفة أو الاستيلاء على قطعة أرض ملك الدولة؟!

إننا يا عزيزي ما زلنا نحرث في البحر، فالمحليات وطريقة الانتخابات المعروفة مسبقاً، كانت سبباً فى كل ما نعاني منه اليوم من عشوائيات، وسكان مقابر ،ومشروعات تم نهبها، بسبب الرشاوى وانعدام الضمائر، إن المحليات ستستمر في أحضان المسئولين، والفاسدين من موظفي الأحياء والمدن، والإدارات الهندسية والتعديات، ما لم يتم الانتقال الى عهد جديد واختيار جيد بعيداً عن قوائم الحبايب، والمنافع والمصالح.. يا صديقي وكل ده، وجاى تقولي محليات.. أبوك السقا مات!؟

[email protected]