رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات..

أسلم عليك الآن.. لأنك قد تقرأ خبر انتحارى.. فى أى وقت.. صدمنى صديقى بهذه الجملة التي زلزلت كيانى.. وهنا ورغم ضيق وقتى.. تركت كل شىء لأستمع لازمته النفسية.. والتى أوصلته لهذه المرحلة من اليأس والقنوط.. ولأحاول أن أبعد عن ذهنه تماماً.. أى تفكير فى الانتحار..فماذا قال صديقى؟!

كان الرجل يشغل منصب مدير فندق فى طابا.. وكانت الأمور تسير معه على خير ما يرام.. وكان مرتبه عالياً.. لما لا وهو شخص يشهد الجميع بمدى مهارته وكفاءته.. بل انه يجيد أكثر من لغة أجنبية منها الإنجليزية والفارسية.. ومضى به قطار العمر.. حتى تجاوز الـ50 من عمره!

وﻻن الدنيا ﻻ تعطى المرء كل شيء.. تقلبت الدنيا.. بل قل انقلبت على أم رأسه من اللحظة.. التى جاءه فيها صاحب الفندق.. ليخبره على استحياء شديد.. وبعد مقدمة طويلة لشرح ظروف الفندق.. التى كان هو على علم كامل بها.. أكثر من صاحب الفندق نفسه!!

المهم أن كلمة النهاية.. جاءت على لسان صاحب الفندق مضطراً بعد خراب السياحة وهجرة السياح من مصر.. بفعل الأعمال الإرهابية التى شهدتها.. وآخرها حادث سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ!

ومن هذه اللحظة الفارقة.. انضم صديقى لطابور العاطلين.. فلم يستسلم للأزمة.. وأخذ يبحث عن فرصة عمل أخرى.. حتى لو كانت اقل من عمله الأول.. إلا ان كل محاولاته باءت بالفشل..حتى وصل به الأمر - أمام ضغط الحاجة -إلى طرق أبواب السفارات والشركات..للالتحاق بوظيفة رجل أمن.. بجنيهات قليلة.. إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل!!

ومن هنا ضاقت الدنيا بالرجل.. حتى أصبحت فى حجم خرم الإبرة..ومن هنا بدأ الشيطان الرجيم يعبث بعقله.. ويزين له فكرة الانتحار والخلاص من الدنيا.. بكل آلامها وقسوتها!!

تركت كل شيء ورائى وأخذت أهدء روع صديقى.. الذى لم أقابله منذ زمن طويل.. ولم أكن أعرف ما وصلت اليه ظروفه..

فقلت له بكل بساطة.. لماذا تفكر فى الانتحار؟!

فقال.. لأنى خلاص خسرت كل حاجة!!

قلت.. وهل بعد أن خسرت الدنيا.. تريد أيضاً ان تخسر آخرتك؟!

وقلت له ولكنك يا صديقى لم تخسر كل شيء!! فنظر ناحيتى مستغربا..فأكملت كلامى.. ألست الآن تقف امامى بكل صحتك وقوتك.. أليست هذه يا صديقى نعمه كبرى.. تستطيع ان تعمل بها وتنجز كل شىء؟!

وحتى لو لم تجد عمل.. واضطررت لالتقاط طعامك من صناديق القمامة.. فلا تفكر فى الانتحار.. حتى لا تخسر دنياك وآخرتك أيضاً.

فقال.. واين هو العمل الذى استغل فيه صحتى

قلت ان لم تجده اليوم.. فقد تجده غدا.. فلا تيأس وأثناء حوارى معه كشف لى عن موهبه فنية رائعة.. وهى رسم «البورتريهات» ووجوه البشر!!

وهنا قلت له هذا هو المخرج الوحيد من أزمتك.. بالاعتماد على هذه الموهبة.. التى منحها لك الله!!

واتفقت معه على أن يذهب إلى الكافيهات الشهيرة فى الزمالك والمهندسين والدقى..ليقوم برسم البورتريهات لروادها.. نظير نسبة من الأرباح.. فابتهج الرجل وكأنه عثر على كنز مدفون داخل نفسه.. وهنا شكرنى بحرارة.. واتجه لتنفيذ الفكرة!!

وهنا أخذت أفكر.. فى حال السياحة وحالة البؤس للعاملين فيها.. منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن.. التى وصلت لحد أن أحدهم.. قال لى: أثناء تفشى المظاهرات والوقفات الاحتجاجية.. وقطع الطرق.. والله يا أستاذ لو استطعت الحصول على سلاح آلى.. لأفرغته فى قلب كل من يخرب فى مصر.. ويطفش السياح من  بلدنا!

عموماً هذه القصة البائسة التى رويتها عن صديقى.. أهديها لكل من يفكر فى ثورة جديدة.. أو يدعو لمظاهرات.. قد تسمح للإخوان ان يندسوا فيها.. لإحراق البلد على من فيها.. لأقول لهم كفاية نكد.. حرام عليكم والنبى.. الناس لم تعد تحتمل.. أى مراهقة ثورية.. أو أعمال إجرامية مشبوهة.. ترتدى زى السياسة!