رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اشراقات

سبحان الله، له الملك، وله المثل الأعلى..

عندما قرر رب العزة سبحانه وتعالى، خلق الإنسان، سمح بفتح حوار، حول هذا القرار الإلهى بينه، وبين الملائكة فقال تعالى:

«انى جاعل فى الأرض خليفة»

فردوا عليه قائلين: «أتجعل فيها من يفسد فيها، ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك»

فرد عليهم سبحانه وتعالى بقوله: «إنى أعلم مالا تعلمون»

مامعنى هذا الكلام ياسادة ياكرام، المعنى أن رب العزة سبحانه وتعالى، سمح لملائكته بفتح حوار معه حول القرار «الإلهى» بخلق الإنسان، وامتد الحوار بينهما بين الأخذ والرد، كل ذلك بين الخالق والمخلوق، فما بالنا ببعض البشر، الذين يحرمون الحوار ويجرمونه، و كأنه حاجة عيب وحرام، حتى يكاد المرء فيهم، يصرخ فى البشر قائلاً:

- أنا ربكم الأعلى.. أعوذ بالله!!

هذا عن رب العزة سبحانه وتعالى، فماذا عن خير خلقه، وأكرم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!

فيروى عن الرسول الكريم أن إعرابيا، حضر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.. وقال له بكل غلاظة:

«أعطنى من بيت المال يا محمد.. فليس المال مالك.. وﻻ مال أبيك»!!

فغضب الصحابة غضباً شديداً.. وكادوا يفتكون بالرجل، لكن الرسول الكريم، هدأ من ثورتهم على الإعرابى، وقال لهم:

- والله إن الرجل لم يقل إلا صدقا.. فالمال مال الله.. وليس مالى وﻻ مال أبى أو أمى!!

شوفتم إلى أى حد، كانت قوة المعارضة فى عهد سيد الخلق، حتى وصلت إلى حد التطاول على مقامه الرفيع!!

اما عن إدارته لأمور البلاد والعباد، فحدث وﻻ حرج، فقد كان صلى الله عليه وسلم، يفتح حواراً مجتمعيا فى كل قضية، إلا اذا نزل فيها الوحى، هنا تكون كلمة الله سبحانه وتعالى هى القول الفصل، حتى أن أصحابه الأجلاء كانوا يسألونه، أكلام الوحى، أم هى أمور الحرب والمكيدة؟!

فاذا قال لهم بل هى الحرب والمكيدة، فتحوا فيها حوارا مجتمعيا على أعلى مستوى.. ليتخذوا فيها قرارا سليما.

وهذا ماحدث ابان غزوة الخندق الشهيرة، التى أطلق عليها هذا الاسم، على اسم الخندق الذى اطلق فكرته، احد الصحابة الاجلاء!!

وكذلك الأمر، مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والذين كانوا يسمحون باعلى درجات المعارضة، ولعل ما قاله الرجل لسيدنا عمر بن الخطاب، وهو يخطب على المنبر، وقد رأى ان ثوب عمر، قد غطى جسده، حتى وصل إلى أخمس قدميه.. مع ضخامة جسده وبنيانه، فقال صارخاً في أمير المؤمنين:

- لاسمعا وﻻ طاعة يا عمر، إلا بعد أن تخبرنا من أين لك بهذا الثياب الطويل، الذى يتميز عما تسلمناه جميعاً!!

هنا لم يغضب عمر - مع حميته المعروفة عنه - ولكنه أمر نجله بالوقوف فى المسجد، ليجد الجميع أن نجل أمير المؤمنين، يرتدى ثوبا قديماً.. بعد أن اهدى والده ثوبه الجديد، ليستر جسده، وهنا قال الأعرابى:

- الآن لك السمع والطاعة يا عمر!!

والآن قد تسألونى: ما الداعى لكل ما ذكرت من أمثلة ووقائع للمعارضة فى الإسلام؟!

لقد ذكرتها حتى أذكركم -ونفسى - بأن معارضة الحاكم حق لكل المحكومين، وعلى الحاكم ان يسمع ويفتح ذهنه وقلبه لمن يعارضه، حتى لو شاب هذه المعارضة بعض التجاوز اللفظى، أو الخشونة فى إبداء الرأى.. هذا هو بيت القصيد، يا سادة يا كرام!!