رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يخرج شيء عن هيئة قناة السويس، حول المعلومات التي جري نشرها، منتصف ديسمبر الماضي، فيما يتصل بدخل القناة.. وقد انتظرت من جانبي، ما يقرب من ثلاثة أسابيع، لعل الفريق مهاب مميش، رئيس الهيئة، يتكلم، ويوضح، ويشرح، أو يكلف أحداً سواه، في هيئة القناة، ليقوم بالمهمة نفسها!

فلقد نشرت أكثر من صحيفة، يوم 17 ديسمبر، أن دخل القناة في نوفمبر 2014، كان 442 مليوناً و800 ألف دولار، وأن دخلها في نوفمبر 2015، قد أصبح 408 ملايين و400 ألف دولار.. وجاء في الخبر نفسه، أن عدد السُفن التي مرت بالقناة في نوفمبر 2014 كان 1458 سفينة، وأن العدد في نوفمبر 2015 «1401» سفينة.

وقد نسبت الصحف، هذه المعلومات، إلي إحصائية الملاحة الدورية الصادرة، عن هيئة قناة السويس!

وقبل أيام، كان الرئيس السيسي قد أصدر قراراً بمد خدمة الفريق مميش عاماً آخر، يبدأ في يناير الحالي.

ونحن ننتهز هذه الفرصة، لنهنئ الرجل، ثم نطلب منه بهذه المناسبة، أن يُنير الناس وأن يقول لهم شيئاً محدداً، عن معني هذه الأرقام التي أشرت إليها حالاً.

ومما يزيد من حاجة المصريين، إلي مسئول يشرح لهم معني هذه الأرقام، أنهم في غالبيتهم كانوا يتوقعون زيادة في عائد القناة، وفي عدد السفن المارة فيها، أو ثباتاً في العائد، وفي العدد، علي الأقل، وليس انخفاضاً أبداً!

وسبب توقع الزيادة، هو افتتاح القناة الجديدة تم في 6 أغسطس الماضي، وهي قناة سوف تضيف بالقطع إلي عائد القناة عموماً، وإلي عدد السفن التي تمر بها، ولن تخصم منهما بأي حال.. فماذا حدث، ولماذا يجري نشر أرقام كهذه، ثم لا يخرج حولها شرح، ولا توضيح؟!

من الوارد طبعاً، أن ينخفض عائد القناة، وعدد سفنها، في العام نفسه الذي يتم فيه توسيعها، ولابد أن الانخفاض، عندئذ، سوف يكون راجعاً إلي أسباب لا علاقة لنا بها.. كأن يكون تراجع معدل النمو في العالم، عموماً، وفي الصين خصوصاً قد أدي إلي انحسار في حجم التجارة العالمية، بما أدي، بالتالي، إلي تراجع منطقي في عدد السفن التي تحمل البضائع بين الدول.

أقول إن ذلك شيء وارد، لهذا السبب المتعلق بحجم التجارة العالمية، أو حتي لغيره من الأسباب، ولذلك، فإذ كانت هناك أسباب أخري، بخلاف حكاية التجارة العالمية هذه، فلابد من بيانها لكل مصري كان يتوقع زيادة، وينتظرها، ففوجئ بالعكس!

وبمعني آخر: هل هناك أسباب مصنوعة وراء الانخفاض، مثل حادث الطائرة الروسية المصنوع هو الآخر، والذي أدي إلي ضرب موسم السياحة الشتوي في مقتل؟!

إن أطرافاً إقليمية، وأخري دولية، تحاربنا، وتحارب بلدنا، وتحارب رئيسنا، منذ 30 يونية 2013، مع أننا في هذا التاريخ لم نمارس اعتداء علي أحد، ولم نقف في طريق مصلحة هذه الأطراف الإقليمية أو الدولية، علي أرضها!

آسف.. فهذه العبارة الأخيرة في حاجة إلي استدراك، لأن ما قام به المصريون في 30 يونية، كان ضد مصلحة تلك الأطراف الإقليمية والدولية، في وجود الإخوان في الحكم في بلدنا.. فليس سراً، أن الإخوان كانوا يحكمون البلد، طوال عامهم الأسود، لصالح آخرين من حولنا في المنطقة، وفي غير المنطقة، ولم يكونوا يحكمون البلد لصالح أبنائه ومواطنيه!

وليس هناك دليل علي ذلك، سوي إلحاح أصحاب المصلحة هؤلاء، في أن يكون للإخوان موطئ قدم في الحياة السياسية المصرية، وكأنهم يتصورون أن ذلك يمكن أن يتم، دون موافقة، ودون رضا، ودون إقرار، من المصريين جميعاً الذين هم أصحاب الشأن في القضية كلها، من أولها لآخرها!

هذا كله، لابد أن يتواتر في الأذهان، عندما نطالع أرقاماً من نوعية الأرقام التي ذكرتها في أول هذه السطور، ولابد أن يخرج الفريق مميش عن صمته، وأن يبين لنا السبب وراء الاختلاف في الأرقام، ما بين نفس الشهرين، في عامين متتاليين.

نريد أن نعرف، وأن نفهم، لنزداد معرفة بأعدائنا من أصدقائنا.. نريد من الفريق مميش أن يتكلم، وأن يضع الأرقام، ثم الفارق بينها، في السياق الصحيح، فهناك مَنْ يتلقفها، ويوظفها ضدنا، بل ويتعمد قراءتها علي النحو الخطأ، فلا تمنحوهم فرصة لا يستحقونها، ولا تستهينوا بحق المصريين في الشرح، وفي الإيضاح، وفي الفهم.. تكلم يا سيادة الفريق، ولا تمنح الفرصة للذين يهوون الصيد في الماء العكر!