رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

في برنامج (ذي فويس) الذي قدم أخيراً للأطفال وفي أول حلقة كانت المفاجأة المدهشة الطفلة السورية (غني) التي تبلغ من العمر ٩ سنوات والتي غنت (أعطونا الطفولة والسلام) ولأن غني التي تعيش في سوريا والتي حرمت من حياتها الطبيعية وحرمت من السلام والأمان بكت وأبكت كل المشاهدين، والحقيقة أنها مفارقة تعطي مثلاً صارخاً علي المعاير المزدوجة في مجتمعاتنا فقد بكت نانسي وغنت معها وتأثر كاظم وجلس تامر حسني علي الأرض لإظهار أكبر قدر من المساندة للطفلة ولكن للأسف البرنامج نفسه فيه قسوة علي الأطفال ودليل علي كيفية استخدامهم بشكل مؤسف في برنامج مسابقات يقوم علي التنافس والإقصاء والشد العصبي علي الأطفال؟ وهذه هي طبيعة البرنامج الذي يقدم في الأصل للكبار والذي ليس فيها أي مراعاة أو اهتمام بطبيعة ونفسية الأطفال، فالاستوديو الذي يتنافسون فيه يتميز بالممرات الطويلة منخفضة الإضاءة والتي يسير فيها المتسابق من أجل الإثارة والتشويق، والأهل في حجرة أخري والتركيز عليه وأغلبهم يتوسلون إلى الله حتي يضغط أحد المحكمين علي الزر لكي ينجح أبناءهم، وإظهار فرحتهم المبالغ فيها والتي تصل للصراخ والدعاء والزغاريد في حالة نجاح أولادهم للانتقال إلى الدرجة الأعلي في المنافسة!! والحقيقة أن منظرهم يثير الرثاء، والمسرح الكبير جداً والذي يثير الرهبة في الكبار أنفسهم؟

لقد غنت الطفلة أعطونا الطفولة وتعاطف معها المحكمون ذو النفوس والقلوب الرقيقة؟ ولكن ألم يتساءلوا هم والسادة القائمون علي البرنامج؟ هل هذا البرنامج تربوي؟ وهل سيستمتع الطفل بطفولته في هذه المسابقة؟ وهل هي مناسبة لمجتمعاتنا التي يعاني فيها الأطفال من الحروب والتهجير والعنف الأسري والمجتمعي؟ وهل الروح التنافسية التي تشجعها هذه البرامج والذي تقوم علي الإعلانات والسلعة الأساسية هي الإنسان، وهل يجوز أن يكون الأطفال سلعة أيضاً؟

إنه برنامج نتاج البيئة والعقلية الأمريكية التي قامت علي المنافسة في كل شيء والتجارة بكل شىء، فهل يصلح لمجتمعاتنا التي مازالت تحبو في اقتصاد السوق؟ وهل تصلح لمجتمعاتنا التي مازلنا نصرخ فيها من أجل الحقوق الأساسية والإنسانية ليس للأطفال فقط بل للإنسان الراشد سواء رجل أو امرأة.

إن برنامج (ذي فويس) برنامج عمادة وجوهره هو التصفيات والإقصاء؟ وهو ما يتعارض تماماً مع التربية السليمة والنمو بشكل طبيعي، إن الطفل يجب أن يمارس الغناء والتمثيل والرقص والغناء كنوع من اللعب حتي تنضج شخصيته ويشب إنساناً سوياً وليس المطلوب الإجادة أو التمكن في طفولتهم بل هي هوايات لصقل الشخصية، وكم من أطفال مارسوا الفنون في طفولتهم ولم يحترفوا بل أصبحوا مواطنين صالحين متذوقين للفنون ومحبين للحياة، ولكن كم من مواهب اندثرت وضاعت وتحطمت نتيجة الاحتراف المبكر وظروف الإنتاج الصعبة والقاسية في مجتمعاتنا والتي لا تراعي نفسية الأطفال.

في النهاية إذا كانت حكوماتنا وحكامنا لا يهتمون بالطفولة ولا يحترمونها ولا يتذكروها؟

وإذا كان القائمون علي البرنامج لا يهمهم إلا الربح أو المشاهدة الأعلي؟

وإذا كانت طبيعة البرنامج أن كل الأطفال سيستبعدون من أجل طفل واحد فقط هو الفائز؟

فإني أتساءل وأصرخ علي الآباء والأمهات كيف هان عليكم أن تعرضوا أطفالكم في هذا البرنامج الحلقة تلو الأخري تحت ضغط القبول أو الرفض؟ وكيف هان عليكم انكسار روح أطفالهم في هذه السن الصغيرة عند الإقصاء بشكل علني أمام الجماهير علي شاشات التليفزيون؟