رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اشراقات

خمسة اعوام مضت، وﻻ حديث للمصريين الا عن الثورة، وكأن الثورة باتت هدفاً في حد ذاتها، ﻻ وسيلة لتغيير حياة الشعوب!!

والغريب أن المعنى الوحيد لكلمة ثورة فى بلادنا، اصبح خلع الانظمة، فى حين ان هناك العديد من الأهداف والمجالات، التى يمكن ان تكون هدفا للثورات، والتى تحتاج بالفعل لثورة حقيقية، وليس مجرد خلع الأنظمة!!

خاصة اذا كان هذا النظام قد جاء برغبة شعبية جارفة، تعدت فيها نسبة التصويت - وأول مرة - حاجز الـ 50%، أما عدد الأصوات التى حصل عليها رأس هذا النظام، ونقصد به الرئيس السيسى بالطبع، فقد تجاوز حاجز الـ 97% من عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، أى اشبه بالإجماع الشعبى!!

فهل نظام جاء بهذه الارادة الشعبية الكاسحة، نفكر اليوم فى خلعه.. اللهم إلا اذا كان قد قصر تقصيرا شديدا.. أو حتى خان الأمانة.

وأظنكم معى فى ان هذا النظام لاقصر، وﻻ خان، بل هو يعمل بجد واجتهاد، شهد به العالم أجمع، حتى إن التصنيف الائتماني لمصر، ارتفع اربعة مرات فى عام واحد- كما ذكرت لكم فى مقال سابق - فما معنى ذلك؟!

المعنى الوحيد لهذه الشهادة الدولية، ان اقتصادنا يسير فى الطريق السليم، ناهيك عن المشروعات الجديدة التى افتتحت، وآخرها البدء فى مشروع استصلاح الواحد ونصف المليون فدان.. كلها تقول إن النظام لم يقصر فى حق شعبه، وبالطبع لم يخن الامانة، فلماذا نثور ضده؟!!

اذن نحن فى حاجة ماسة وحقيقية، للثورة على انفسنا، وعلى مواقع الخلل فيها!!

فنحن فى حاجة للثورة على داء «التنبلة» الذى  ضرب شبابنا، فأصبح غالبيتهم أسيراً للجلوس على المقاهى، فى انتظار أن تمطر السماء على رؤوسهم الوظائف، والتى يفضل ان تكون حكومية، رغم أن دواوين العمل الحكومى أصبحت مكدسة بجيوش من العاطلين، والذين بلا أى عمل حقيقى لهم!!

يكفى أن نقول إن لدينا اكثر من نصف مليون سورى، من الرجال والنساء، وحتى الاطفال، ويندر أن تجد فيهم عاطلاً واحداً!!

اذن نحن فى أشد الحاجة، لثورة على التنبلة والنوم فى العسل، حتى اصبح شبابنا اسرى للمقاهى، والنواصى والطرقات، حتى أكثر من 50% من خريجى الجامعات من العاطلين، وأكثر من 75% من خريجى كليات التجارة والحقوق والزراعة بلا عمل!!

ومع كل ذلك فلا احد يفكر فى التعليم الفنى، رغم أهميته فى نهضة كل الامم، بل إن كل الدنيا، تعتبر التعليم الفنى قاطرة التنمية، إلا مصر التى تعتبره عملا دونيا، وعاراً على صاحبه!!

إذن ياعم الأمووور، إنت وهو، فكر فى تغيير نفسك أولا، قبل ان تفكر فى تغيير الأنظمة!!

الثورة الحقيقية المطلوبة والله، هى ثورة على التنبلة!!

[email protected]