رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

عندما حدثت ثورة 30 يونيو،  حمل علاء الاسوانى قلمه، وطاف بلاد العالم، ومعه مجموعة من المثقفين، وحملة الأقلام، للدعوة لثورة 30 يونيو، والتأكيد ان ارادة الشعب، هى التى خلعت الاخوان من الحكم، وأن الجيش تدخل لدعم هذه الارادة الشعبية، حتى اطلق عليه الاخوان عراب الانقلاب، كناية عن ثورة 30 يونيو المجيدة!!

وﻻ يمكن لأحد فينا أن ينسى، هجوم الاخوان على الأسوانى فى فرنسا، ومحاولة الفتك به، وهو يبصق عليهم، عندما هتفوا يسقط حكم العسكر، فقال لهم الأسوانى: الجيش ده سيدكم، وتاج راسكم.

ويومها عاد الاسوانى إلى مصر، فاستقبل استقبال الفاتحين، وفتحت له ابواب الفضائيات على مصراعيها.. وجميع المواقع الالكترونية، والصحف الورقية، اصبح لا هم لها إلا علاء الأسوانى، وبطولاته فى التصدى للاخوان، وسفرياته المكوكية من أجل التبشير بثورة 30 يونيو.. وإقناع العالم كله بالارادة الشعبية، ونفى صفة الانقلاب العسكرى عن الثورة!!

يومها لم تكن أى فضائية، أو مواقع الكترونية.. أو صحف ورقية تتحدث عن الاسوانى، الا وتسبق اسمه بلقب الاديب «العالمى».. لمَ لا وهو أكثر أديب مصرى أو عربى بعد نجيب محفوظ نال هذه الشهرة العالمية، وترجمت قصصه ورواياته الى العديد من اللغات العالمية، بل أن دور النشر العالمية باتت تتلقف أعماله، وتتسابق على ترجمتها، وهو أيضا اغلى اديب مصرى وعربى، من ناحية المقابل النقدى لأعماله!!

هذا هو علاء الاسوانى، بعد ثورة 30 يونيو.. أما فى ثورة 25 يناير، فقد كان واحداً من اشد مؤيديها، وكان منذ اللحظة الاولى ضد الاخوان وحكمهم، وحتى عندما ارادت ارادة الله ان تجعل المصريين، بين اختيارين احلاهما مر، وهو المفاضلة بين مرسى وخلفه عصابة الاخوان، وبين شفيق وما يحمله من ميراث مبارك الذى ثار عليه الشعب، وهنا اتجهت ارادة النخبة، لتجرع الدواء المر، او ما اسموه عصر الليمون، واتجهوا لفندق فيرمونت لدعم مرسى، والتوقيع على تعهد كتابى،  فيما عرف وقتها بـ «وثيقة فيرمونت»، واحقاقا للحق فإن علاء الاسوانى - كما قال بنفسه - لم يكن من بين الموقعين على هذه الوثيقة، بل ورفض مصاحبة قادة الثورة للفندق الذى شهد توقيع الوثيقة، اعتراضاً منه على دعم الإخوان.. لأنهم حسبما يرى، هم والنظام السابق ألعن من بعض!!

هذه وقائع تاريخية يعرفها الجميع، فماذا حدث الآن.. وحول الاسوانى من حبيب الى عدو، يجاهر البعض بعداوته، بل ويسعدون لخبر قرب رحيله مع اسرته لأمريكا، واصبح التشفي فيه، هو السلوك الغالب، اكثر بكثير، ممن يرثون لحاله، ويرفضون هجرته، بل اصبح غالبية النخب، يستعدون من الآن لكسر القلل خلفه!!

كل جريمة الاسوانى، انه اصبح يبدى آراء قد ﻻ تتفق مع وجهة نظر الحكم، ومن هنا حلت عليه اللعنة، التى جردته من كل قيمة، بل جردوه من رداء الشرف والوطنية، وهنا اصبح الاديب العالمى الوطنى، بين يوم وليلة مدعى الادب، وخائناً للوطن!!

وبالتالى أغلقت فى وجهه كل الفضائيات، العام منها والخاص، وأغلقت الصحف فى وجهه، فمنع نشر مقاله الوحيد، فى الزميلة المصرى اليوم، بل وحتى ندوته الشهرية التى يؤمها العشرات، وكانت بالاسكندرية، منعت بتعليمات أمنية - حسبما ذكر هو مؤخراً - وهكذا حوصر الرجل، وأصبح غير مسموح له الظهور فى الفضائيات.. أو حتى الكتابة فى الصحف، وهنا ضاقت الدنيا بالرجل، ولم يجد بدا من ترك البلد والهجرة لأمريكا!!

وأنا هنا أناقش الامر بشىء من العقل، والرغبة فى مصلحة بلدى، فقد تتفق أو تختلف مع الأسوانى.. لكن اتهامه بالخيانة، لمجرد معارضة النظام الحاكم شىء مرفوض، وإلا لكنا جميعاً خونه، لأننا سبق وعارضنا مبارك، وعارضنا مرسى بكل قوة، فهل اصبحنا فريسة للتكفير أيام مرسى، والتخوين أيام حكم السيسى، فمن ينجو من التهمة الاولى، قد يقع فى الثانية!!

ياسادة ليس من مصلحة مصر، تطفيش المعارضين، حتى لو لم نرض عن معارضتهم، ودعونى اذكركم، ان المعارضة داخل الوطن،  أهون ألف مرة من المعارضة فى الشتات!!

فقل ما تريد داخل وطنك، وستضاف هذه المعارضة، الى رصيد الحرية التى يوفرها، وسيقول العالم ان هذا النظام ديمقراطى، ولديه هامش كبير من الحرية!!

أما إذا طفشنا المعارض من بلده، وجعلناه يقول حقى برقبتى، ويهرب من وطنه، فهذا والله يسىء ابلغ اساءة للنظام الحاكم، ويصمه بالقمع والديكتاتورية.. بل ويمنح الفرصة على طبق من ذهب لاعداء النظام فى الخارج، لاستغلال غضب المعارض، وحنقه على النظام، الذى اخرجه من وطنه، فى تلويث صفحة النظام فى كل المحافل الدولية، وقد يصل الأمر لتوقيع عقوبات على مصر، أو خصم الجزء الأكبر من المعونات الدولية، لمصر، وعدم التعاون معها بحجة اضطهاد المعارضين.. وإضاعة حقوق الانسان، فهل نحن فى حاجة لمثل هذه الأمور، وهل اقتصادنا يتحملها؟!

افتحوا الابواب للمعارضين، فليس لدينا ما نخفيه، او نخاف منه، وﻻ تكونوا كالدبة التى قتلت صاحبها!!

فماذا يضير النظام الحاكم،  من مقال معارض فى صحيفة، أو لقاء إعلامى تليفزيونى؟!!

ياجماعة، لسنا ضعفاء، ولسنا بهذه الهشاشة، حتى نخشى من قلم كاتب، أو لسان معارض، فلا تفرحوا فى تطفيش الأسوانى، أو غيره، فربما يأتى عليكم يوم وينالكم ما ناله من تخوين ومحاصرة، ويومها ستقولون - لكن بعد فوات الأوان - لقد أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض!!