رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يخطئ من يتصور أن بريطانيا سوف تتخذ موقفاً حازماً من جماعة الإخوان ـ بوجه عام، أو من الإخوان الموجودين على أرضها بوجه خاص.. ويخطئ أيضاً، من ينسى ـ أن الجماعة ذاتها قد نشأت عام 1928 فى الإسماعيلية، بعيداً عن رعاية الإنجليز، وعن أعين الإنجليز ـ وعن أهداف الإنجليز فى المنطقة.

فلا يزال كل رد  فعل يصدر عن الحكومة البريطانية فى لندن، منذ أعلنت عن مراجعة نشاط «الجماعة» العام الماضى، نوعاً من زر الرماد فى العيون، ليس أكثر.. ولا يزال رد الفعل نوعاً من إبراء الذمة الشكلى، ليقال من خلاله، وقت الضرورة، إنها، أى حكومة ديفيد كاميرون، قد راجعت، وقد انتهت الى موقف أعلنته على العالم!

فالحقيقة أنه لا موقف، لأن الموقف الحقيقى هو أن يقال لنا، ما إذا كانت «الجماعة» تؤمن بالعنف، أولا تؤمن.. تمارسه، أو لا تمارسه.. تحرض أعضاءها ضد الدولة المصرية، أو لا تحرضهم.. ترتكب عنفاً صريحاً، ومباشراً، فى حق المصريين جميعاً، منذ أزاحوها من الحكم إلى غير رجعة، فى 30 يونية 2013، أو لا ترتكب.

هذا هو الموقف الى يمكن التعديل عليه، وهذا هو الموقف الذى يجرى حسابه لأصحابه، لا عليهم.. وهذا هو الموقف الشجاع، لا المتخاذل!

وإذا كان الإنجليز يريدون دليلاً على أن الإخوان جماعة عنف، وأنها لا تهدف سوى الى السلطة، وأنها حين وصلت إليها قد مارست إقصاء فى حق الجميع، وأنها راحت تهين الوطن الذى تعيش على أرضه، وأنها.. وأنها.. إذا أراد الإنجليز دليلاً على هذا، وعلى غيره مما يماثله، فليرجعوا الى كلام صريح، ومباشر صادر عن يوسف القرضاوى، كبيرهم الذى علمهم كل شىء، وفيه يقول إن أبابكر البغدادى الذى يوصف بأنه زعيم تنظيم «داعش» الإرهابى، كان إخوانياً فى شبابه!... هكذا قال القرضاوى وهكذا نشرت كل الصحف عنه فى حينه، وكان ذلك فى بدايات ظهور داعش، وهو كلام لم يخرج بخصوصه تكذيب بحرف واحد عن قائله، ولم يكن يستطيع أن يكذبه، لأنه قاله أمام جمع من الناس، وكان فى كامل وعيه، حين قاله، ولم يرغمه عليه أحد!

فما معنى أن يكون البغدادى إخوانياً فى شبابه؟!.. وهل هناك معنى لذلك سوى أنه قد تعلم كل ما يمارسه حالياً، هو وأفراد تنظيمه، فى  حق المسلمين، وفى حق العالم كله، فى حضن هذه الجماعة الأم؟!

هل يريد الإنجليز دليلاً آخر؟!.. فليعودوا، إذن، الى تصريح لإبراهيم منير، قيادى الجماعة الذى يعيش فى لندن، وقت أن قالت العاصمة البريطانية إنها سوف تراجع أنشطة الإخوان على أرضها.. فليعودوا ليروا أن منير قد راح يمارس ابتزازاً للإنجليز فقال بأن حظراً إذا صدر على جماعته فى بريطانيا، فإن ذلك سوف يُعرض مصالحها خارح حدودها للخطر!

ما معنى هذا مرة أخرى، وهو كلام  منشور، ومعلن!.. وهل هناك معنى له، سوى أنه كما قلت نوع من الابتزاز للإنجليز جميعهم.. وابتزاز بماذا أتى.. بالتهديد بممارسة العنف، إذا ما اقتربت الحكومة الإنجليزية من حقيقة «الجماعة» وأعلنتها على الناس!

إننى لا أفترى على الإخوان، عندما أشير الى هذين المثلين، من بين أمثلة أخرى كثيرة لمن أراد.. لا أفترى عليهم، لأننى فقط أنعش ذاكرة الذين قد يكونون قد نسوا ما كان قد قيل صراحة، ولم يصدر عنه نفى أبداً، بما يعنى من جديد، أنه صحيح، وأنه ليس صحيحاً وفقط، ولكنه يدين أصحابه للذين تريدون دليل إدانة!

الكلام إذن، عن أن الانتماء الى الجماعة دليل محتمل على العنف، كما قيل مؤخراً عن الحكومة الإنجليزية، بعد طول انتظار، إنما هو كلام لا يقدم ولا يؤخر.. وإذا كان البيان الذى صدر عن «الجماعة» قد رفضه، واعتبره إتهاماً، فإن ذلك لم يكن إلا رغبة من الإخوان فى الهجوم.. بديلاً عن الدفاع، حتى لا يقطع الإنجليز خطوة أبعد فى كشف حقيقة ما لديهم عن الجماعة عموماً.. إذ المتوقع، بل المؤكد، أن لدى حكومة كاميرون، وكل حكومة إنجليزية سبقت حكومة كاميرون منذ عام 1928 معلومات كاملة، وكافية، عن «الإخوان» من يوم نشأتها، الى هذه الساعة، ولكن الأوان لم يأت بعد، لإعلان ما عندهم، ولا لتوظيفه كما يجب.. ويوم يأتى الأوان، سوف نرى!