رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

امتنعت عن الكتابة الفترة الكبيرة الماضية نظراً لظروف نفسية ألمت بى، بسبب كم النفاق الذي أزكم النفوس، وأصبح مدعاة للسخرية والكذب والضلال، وذلك من أجل إرضاء حفنة من القطط السمان، الذين يريدون النيل من كل شىء، ليجعلوا الوطن في أيديهم.. هكذا يظنون.. ولكن ماذا يفعل المرء والأحوال تسير من سيئ إلى أسوأ، رغم حجم النجاحات التي يقوم بها الرئيس السيسي داخلياً وخارجياً، وهو ما أدي إلى حالة من الإحباط لدى الشعب بسبب المشاهد اليومية لقيادات فشلت فى الوصول إلى المواطن والوقوف على معاناته، فالنوعية المختارة من الوزراء والمحافظين يتميز أغلبهم بعدم الفهم وتدارك المسئولية التي تقع على عاتقهم، فلك أن تتصور مثلا وزيرا بمجرد جلوسه على كرسي الوزارة يطلب رشوة شقة سكنية، وصيدلية، ويذهب للحج وعائلته على نفقة الراشي، مقابل تقنين أرض ملك الدولة، وكذلك الحال رئيس وزراء، ووزراء ينتقلون إلى القرى المنكوبة للتصوير والتلميع وينتظرون تعليمات الرئيس، ورؤساء مدن ومحافظات غرقى في أموال الصناديق الخاصة، وعندما تغرق المدن والقرى يتعللون بقلة الإمكانيات، وأخيراً وليس آخراً المجلس الأعلى للجامعات برئاسة وزير التعليم العالي الجديد يلغي الحافز الرياضي للطلبة، وكأنه يقول سحقا لممارسة الرياضة، بماذا يتم تفسير هذا الفشل في عقليات أناس تم اختيارهم لنهضة دولة، والوقوف بجانب رئيس يحارب من أجل نهضة مصر، فمؤسسات الدولة والمحليات تعيش في واد آخر وعصر آخر، ولا أمل في إصلاح أحوالها، إلا باقتحام عرين كبار اللصوص فيها، وهدم صوامع الفساد، واختيار القيادات الشابة المطعمين بالشرفاء من ذوات الخبرة، لمواكبة سرعة إنجازات الرئيس، بدلا من الاستمرار في ترقيع الأزمات، والذي يؤدى إلى غرق المركب بمن عليها عاجلا أم أجل، وذلك إذا لم يتم إصلاح أوضاع الدولة من أسفل إلى أعلى وضرب المركزية والروتين في مقتل.. فلك أن تتصور رئيس جمهورية يجوب الدول ليل نهار، ليبحث عن وسائل التنمية والتحديث لدولته، فى ظل بركة عفنة من الفساد، فأنا أمثل هذا الوضع ولا أستطيع تشبيهه سوى بمحرك سيارة جيب شيروكي x3 يتم تركيبه في سيارة فيات ١٢٨، فهل تتصور ماذا سيحدث لجسم هذه السيارة ؟! هذا هو الوضع، رئيس يتحرك بسرعة الصاروخ، داخل بودى لا يستطيع أن يساير سرعته وقوته في الأداء.. بودى منهار من كم الفساد، وقيادات فاشلة تترأس مواقع كبرى، أهدروا أموال ومشاريع الدولة من صرف صحى ورصف، وسلموها لبطون مقاولي الباطن، الذين خربوا البنية التحتية لمعظم مدن الجمهورية، ولم تفلت حتى منهم عروس البحر المتوسط.

إن الوضع لا يحتمل أن يتم ترك جسم الدولة هكذا، دون إصلاح حقيقي، يواكب متغيرات الدولة الاستراتيجية، وإن لم يتم بتر أيادي الفساد، والإصلاح بدءا من أجهزة الحكم المحلى، واختيار القيادات الواعية القادرة على مواكبة الإصلاح، سيصعب بعد ذلك أن نبني دولة عصرية، فلن تبنى دولة عصرية، على تربة فساد غير صالحة، مهما حولنا من مليارات لإصلاح أى أزمات طارئة.. فالبودي متهالك.. وعلى الله السبيل .