رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

لا أعلم كلما رأيت برنامجاً يتحلي بالأدب أو بالدراما والمواقف الكوميدية وهو ينصح ويرشد الشعب إلى مصلحته؟ أو مذيعاً مبتدئاً ليس له حضور ولا وجود يشخط وينطر في الناس ليحثهم علي نزول الانتخابات؟ أو داعية ينير له الطريق ويرسم خطواته التي يجب أن يسير عليها في كل حياته من الميلاد حتي الممات حتي يصبح مواطناً مسلماً صالحاً يرضي ربه وأولي الأمر؟ أو مذيعاً يحكي لهم أسرار الدولة ويحكي لهم عن الخونة والجواسيس الذين يعيشون بيننا لكي يحذرهم ويحرضهم ويدعوهم إلى محاربتهم بكل الوسائل؟ أو برنامجاً يتحدث عن جمال المصريين وروعتهم في الماضي ويختار إما أيام الستينات العظيمة، أو أيام الملك الهنية الراقية؟

أتذكر علي الفور قولة القذافي الشهيرة (من أنتم؟) ويا للعجب جميعهم يتحدثون بنفس قوة الغباء وجبروت الجهل وسطوة الميكرفون؟ التي كان يتحدث بها القذافي في تلك الأيام.

وإني أسألكم، من أنتم لكي توجهوا الشعب المصري؟ ولكي تعلموه؟ ومن أنتم حتي تصرخوا وتشخطوا في الشعب كرداحات الحواري والأزقة لحساب من يدفع أكثر؟ من أنتم وأغلبكم كان يقدم نفس الدور بنفس المفردات أيام مبارك؟ والمجلس العسكري؟ والإخوان؟

لقد تحولت الشاشات التليفزيونية في مصر إلى منصات وقعدات ترسل رسائل وتستخدم مفردات قد تبدو في ظاهرها أنها مختلفة أو متعارضة ولكنها في جوهرها تصب في هدف ورؤية واحدة، وهي أن الشعب المصري مقصر في حق قيادته؟ وفي حق نفسه؟ وفي حق بلده؟ وأن هذا الشعب كان زمان أجمل وأطيب وأشطر وبيسمع كلام ربه، واللي أكبر منه، وكلام قياداته الوطنية؟ وأنه لهذا كان قادراً علي تقديم سينما أجمل ومسرح أروع وغناء محترم وأن الشوارع كانت أنظف والستات كانت أشيك؟ لقد كان شعباً عظيماً صابراً وصامداً.

لكن يا خسارة بقي وحش ومش عارف مصلحة نفسه وبيعمل حاجات مش لطيفة؟ وبيقدم سينما منحطة!! وفناً لا يليق!!

ولكن هذا الشعب الذين يريدون أن يربوه ولم يحاولوا بخطوات جادة أن يعلموه تعليماً صحيحاً يأخذ بيده، هو نفسه الشعب الذي قال له الزعيم الخالد قائد ثورة يوليو قولته الشهيرة (الشعب هو المعلم وهو القائد) ثم طالبه الرئيس المؤمن قائد الحرب والسلام (بالصبر والصمت) ثم كانت المقولة الشهيرة للنسر المصري قائد معركة العبور (خليهم يتسلوا) هذا هو الشعب نفسه الذي تعرض لأكبر هزيمة ساحقة في ١٩٦٧ ولكنه رفض الاستسلام وشد الحزام علي بطنه، وصبر وصمد حتي انتصر في حرب ٧٣ لتدخل مصر في عباءة الأمريكان في هرتلة اقتصادية أضرت بملايين الطبقات الفقيرة، وهو هذا الشعب الذي صبر علي مبارك ٣٠ سنة، ثم ثار عليه فأدخلوه في دوامة لم يخرج منها بعد.

إنه شعب عظيم، يقدس بلده وضحي أجمل شبابه في ٢٥ يناير من أجل الحرية والعيش بكرامة، فبدلاً من توجيه اللوم له لوموا من ظلموه ولا يزالون؟ لوموا من كبل كل بادرة إبداعية وطنية في كل المجالات خارج نطاق الحكومة الرشيدة، ومن أمم فنونه كي تغني لشخصه وتسبح بحمده ليل نهار، لوموا من باعوا تاريخه الفني ومقدراته للسعودية والخليج حتي أصبح الفن المصري رهينة الإعلانات وأموال الخليج. دافعوا عن حقوقه في حياة آدمية كريمة، إن كانت لديكم قضية.

ولكني لازلت أتساءل وأصرخ من أنتم؟