منذ ان طل علينا عام ٢٠١٥ بأيامه و كنا جميعنا نأمل في أن يكون له شكلاً جديداً يختلف عن ما سبقه من سنوات من حيث الأمل و التفاؤل ، و كنا كلنا فى شغف لإنتظار حدوث أمور إيجابية كثيرة تعمل على اسعادنا و دخول البهجة و السرور لأيامنا . إلا أنه تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .
فمنذ أن بدأ هذا العام و قد تبادلت علينا المواقف الصعبة و ارتفعت المواقف السيئة و كأن هناك علاقة بين هذا العام و بين كلمة ارتفاع و لكن للأسف ليس الارتفاع الجيد و لكن السيئ .
ففي هذا العام شاهدنا ارتفاع في درجات الحرار و التي تخطت الاربعين في عدد من المحافظات مما نتج عنه حدوث بعض الوفيات خاصة المرضي في مستشفيات الامراض العقلية و النفسية خاصة و ان العنابر لم تكن مجهزة بوسائل التهوية الكافية لهم .
ثم شاهدنا ارتفاع أكوام القمامة في الشوارع مما كان له أكبر الأثر في تشويه صورة الشارع المصري و انتشار الناموس و الذباب ، و أصبحت شوارع المحروسة لا تخلو من التلوث البصرى وسط عدم قدرة المسئولين لعلاج الامر . فى حين أن مخلفات القمامة فى الدول المتقدمة تعتبر ثروة قومية حيث يتم إعادة تدوير هذه المخلفات مرة أخرى و تصنيعها و تصديرها للخارج .
كما ارتفع عدد الضحايا هذا العام سواء الناتج عن كثرة حوادث الطرق و الذي يرجع لعدة عوامل منها عدم تجهيز بعض الطرق طبقا للمواصفات العالمية بالاضافة الي عدم الرقابة الجيدة علي سائقي المركبات .
و ايضا بكينا جميعنا على ضحايا السيول و الذى منهم الأطفال الذين ماتوا صعقا بالكهرباء نتيجة أن السلوك غير مغطاه و لمستها مياة السيول مما تسبب فى ارتفاع عدد الضحايا . نظرا لإهمال المسئولين في الاستعداد لمواجهة مياة الأمطار من تسليك للبالوعات و الشنايش أو صيانة محطات رفع مياة الصرف أولاً بأول . و ايضا غرق بعض الأراضى الزراعية و التى غمرتها مياة السيول نتيجة إهمال فى المصارف الزراعية مما تسبب فى تلف المحصول .
ارتفاع عدد ضحايا العمليات الارهابية
كما يعد هذا العام هو أعلى نسبة وفيات للمصريين فى موسم الحج . نتيجة سقوط الرافعة و تدافع الحجيج فى منى .
و ظهرت ايضا مرة أخرى الوقفات الاحتجاجية لعمال الغزل و النسيج ، و طالبي التعيين من حملة الماجستير و بعض أمناء الشرطة . مطالبين جميعا بأخذ حقوقهم .
كما أدى رفع الدعم عن بعض السلع و ارتفاع سعر الدولار و الذي تخطي الثامنة جنيهات و نصف مما ادي الي ارتفاع جميع الأسعار مما ادي الي زيادة الاعباء علي المواطن المصري باعتبار ان معظم الشعب من محدودي الدخل . دون وجود أى خطة من الحكومة لمواجهة هذا الإرتفاع و إكتفائها بالمشاهدة .
ارتفاع عدد المصابين بأمراض الكبد و التي علي اثره اصبحت مصر للأسف تحتل مركزا متقدما على مستوى العالم في عدد المصابين بهذا المرض و الذي يرجع الي تلوث مياة الشرب في بعض المناطق و المبيدات الخطيرة التي ترش بها المحاصيل الزراعية بالاضافة الي المزارع السمكية و ما ادراك ما المزارع السمكية و ما يتغذي عليه السمك من فضلات الدواجن بالاضافة لاختلاط بعض المزارع بمياة الصرف الصحي و الصرف الصناعي بإعتراف المسئولين أنفسهم . و بإعتراف أصحاب هذه المزارع بانه لا توجد أى رقابة حكومية تتابعهم .
كذلك عدم الوصول إلى حل يرضى المصريين فى مشكلة سد النهضة و الذى بلغ نسبة البناء فيه إلى 50 % .
و أخيرا و ليس أخرا كان لنتاج ذلك كله ارتفاع نسبة العازفين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية ، لعدم شعورهم بحدوث ما هو جديد خاصة بعد ثورتين عظيميتن كنا نأمل من خلالهما أن نقفز إلى المرتبة العليا التى تستحقها مصر .
و لكن الأمل فى الله عظيم . و لن نيأس و نحن نأمل أن تمر الأيام المتبقية لهذا العام على خير و سلام . و أن نستهل عاما جديداً ببرلمان قوى يستطيع أن يشرع القوانين التى يسير عليها الشعب و يراقب ما يفعله الحكومة من تفعيل لهذه القوانين من خلال التخطيط الجيد و التنفيذ الجيد و المتابعة الجيدة حتى تستطيع أن تلبى احتياجات شعبنا .
عاشت مصر و عاش شعبنا الكريم .