رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخاطب في مقالي بالدرجة الأولي المجتمع الدولي عامة، والمجتمع الأوروبي بصفة خاصة - عدا انجلترا وألمانيا - لكونهما الحليف الرئيسي لأمريكا واسرائيل وتركيا وقطر، في تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي جر إلي منطقتنا العربية جحافل الارهابيين من كل صوف ونوع.

الجرائم الارهابية البشعة التي وقعت في باريس عاصمة فرنسا، دليل قاطع علي أن هذه الجرائم منظمة تنظيما جيدا ومخطط لها تخطيطا محكما، إذ لا يعقل ان تكون هناك مجموعة ارهابية داخل فرنسا، تستطيع أن تضرب المدينة في ستة مواقع مختلفة في نفس الوقت، دون أن يقبض علي مجرم واحد. خاصة، وقد قيل إنه كانت هناك مجاميع مسلحة للإرهابيين تجوب شوارع باريس بسياراتهم ويمطرون المارة الجالسين علي المقاهي عشوائيا بالرصاص، دون أن يتمكن المسئولون - رغم ذلك - من ضبط أي منهم، بما يؤكد أن التدبير لهذه العملية كان فائق الاتقان.

ما أريد قوله هو أن الضربات الارهابية التي وقعت في باريس لابد أن يكون من ورائها مخططون محترفون، فمن المعروف ان مخابرات امريكا وانجلترا والمانيا واسرائيل وتركيا هم المنوط بهم تنفيذ مخططات الشرق الأوسط الجديد، ومن المعروف ايضا أن هذه المخابرات اتخذت من مدينة قبرص مقرا دائما لها تدبر من خلاله كافة العمليات اللازمة لتنفيذ المخطط المسموم. وبالتالي فلا أستبعد أبداً أن تكون تلك الجريمة البشعة التي وقعت في باريس مدبرة من جانب هذه المخابرات وصولا إلي تهديد الدول التي تتعاون في ضرب الارهاب والارهابيين.

أما لماذا فرنسا الآن، فلا ننسي أنه قد سبق وان ضربت روسيا ومصر في واقعة اسقاط الطائرة الروسية، كما سبق أن ضرب حزب الله اللبناني ضربة قاسية منذ اسبوع تقريبا بتفجير ترتب عليه استشهاد ما يزيد على مائة وعشرين شخصا، وقع هذا التفجير في الجنوب اللبناني معقل حزب الله. إذن فرنسا لم تكن هي الدولة الوحيدة التي ضربت من الارهاب، بل ان كل دولة او حتي جماعة حاولت التعاون في ضرب الارهاب والارهابيين نالها قسط من التدمير والتخريب والقتل.

ومن هنا.. فإنني أتساءل، إلي متي سيظل المجتمع الدولي هكذا ساكنا؟؟ لماذا لا تتحرك أوروبا (باستثناء انجلترا والمانيا حليفتا أمريكا) ضد هذا الارهاب اللعين. الارهاب لا دين ولا وطن له وسيطال كل دول أوروبا، إن عاجلا أم أجلا، وهو الآن يبعث بأولي رسائله إلي أوروبا وكل من يحاول الوقوف الي جانب الدول التي تقاوم الارهاب، الذي هو في حقيقته ذريعة امريكا وحلفائها في تنفيذ مخططهم المسموم المسمى بالشرق الاوسط الجديد، فهل ينتظر المجتمع الدولي أن يضربه هذا الارهاب اللعين كما ضرب فرنسا ومن قبل روسيا ومصر ولبنان؟؟

في تقديري.. اذا كانت امريكا وحلفاؤها مصممين علي تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجيد. إذن، لابد للمجتمع الدولي - عامة - والأوروبي - بصفة خاصة - ان يتحركا ضد الارهاب في منطقة الشرق الاوسط، خاصة أن جحافل اللاجئين هناك قد بدأت في النزوح الي أوروبا، ولا يستبعد أبداً أن يندس بين هؤلاء اللاجئين بعض الارهابيين لارتكاب المزيد من الاعمال الارهابية هناك. حتي لو كانت الدول الأوروبية لم تظهر أي نوع من العداء ضد هذا الارهاب الأسود، فإن الارهاب الأسود سيصل اليها دون شك عبر اللاجئين الفارين من جحيم الشرق الأوسط.

أرجو أن يستيقظ المجتمع الدولي قبل فوات الأوان، سواء عن طريق هيئة الأمم أم عن طريق مجلس الأمن. لابد أن يتخذ المجتمع الدولي قرارا بتشكيل قوة عسكرية من مختلف الدول، لكي تقضي علي الارهاب في منطقة الشرق الأوسط، وإلا سيظل الارهاب ينموا ويكبر حتي يطول ليس فقط منطقة الشرق الاوسط، بل كل المناطق المحيطة بها بما في ذلك أوروبا نفسها.

خلاصة القول – وقوع البلاء ولا انتظاره – فإذا انتظرت أوروبا أكثر من ذلك سيطولها الارهاب، وبالتالي فمن الأفضل أن تذهب هي للقضاء عليه.

حفظ الله مصر وجنبها شرور الكارهين والحاقدين. وتحيا مصر