رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

سوف يظل حادث سقوط الطائرة الروسية، فوق سيناء، أصدق دليل علي أن الذين لم يعجبهم ما قام به الشعب المصري في 30 يونية 2013 مصممون علي أن يجعلوه يدفع الثمن!

الصادم حقاً، أنهم في الغرب بوجه عام، وفي الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل خاص، يتكلمون دائماً عن أنهم منحازون إلي أي طريق ديمقراطي يختاره أي شعب، وأن هذا الطريق يعني أن يختار الشعب حكامه بنفسه.. يتحدثون عن ذلك، طول الوقت.. ودون انقطاع.. فإذا حدث أن جاء الطريق الديمقراطي ذاته، بما لا يعجبهم، انحازوا ضده علي الفور، دون أي حياء!

إن كل ما فعله المصريون في 30 يونية، أنهم رفضوا استمرار الجماعة الإخوانية في الحكم، وأعلنوا ذلك علي العالم بأعلي صوت، ولم يكونوا وهم يتحركون في هذا الاتجاه، يقفون ضد الإخوان، كإخوان، ولا ضد الجماعة الإخوانية، كجماعة، وإنما كان المصريون ضد عجز الإخوان، وفشلهم، وخيبتهم، ثم كانوا في الوقت نفسه، ضد انعدام وطنية الجماعة الإخوانية، التي راحت في كل يوم من أيام وجودها في السلطة، تعمل ضد هذا الوطن، كوطن، ولصالحها هي كجماعة، وراحت تضع نفسها، فوق البلد، وفوق الدولة، وهو ما لم يكن من الممكن أن يستمر بأي حال!

وإذا أراد أحد، أن يتحقق من صدق ما أقول، فليرجع إلي تصريحات قالها الرئيس محمود عباس، في القاهرة، يوم الأحد الماضي، وبشكل مباشر لا مواربة فيه.

الرئيس الفلسطيني رجل مسئول، وهو عندما يقول كلاماً، فلابد أن نأخذه بجدية تليق به، وتليق بصاحبه، لأن صاحبه هذا، رئيس دولة، وليس واحداً من عابري السبيل!

قال الرئيس عباس: إن المشروع الإخواني، لإقامة ولاية إسلامية في جزء من سيناء، عن طريق حركة حماس، لا يزال قائماً، وأن اتصالات بشأنه تجري في سرية، بين حماس من ناحية، وإسرائيل من ناحية، تحت إشراف توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق!

هذا كلام قيل، بهذه الصراحة، وبهذا الوضوح، علي لسان رجل مسئول، هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً!

وما لا يعرفه الأطراف الثلاثة التي ذكرها عباس، وهي إسرائيل، والحركة الإخوانية في غزة، ومعهما توني بلير، أن الملايين الثلاثين الذين خرجوا في 30 يونية، ضد فشل، وعجز، وانعدام وطنية الإخوان، مستعدون للخروج مرة ثانية، وثالثة، وعاشرة، ضد أي اعتداء علي أي حبة رمل واحدة من سيناء، وليس فقط ضد التفكير في إقامة ولاية إسلامية عليها.. الملايين الثلاثون ومعهم باقي المصريين، مستعدون للخروج كتلة واحدة، والوقوف خلف جيشهم العظيم، صفاً واحداً، ضد كل من يفكر مجرد التفكير، في أن ينال من متر واحد من سيناء، وليس منها كلها، أو من جزء فيها!

إن حادث الطائرة، حين يؤخذ في هذا الإطار، لم يكن هو الهدف في حد ذاته، ولكن كان الهدف هو ما سوف يترتب عليه، من نوع ما، لا نزال نتابعه منذ وقوع الحادث، إلي اليوم!

والواضح لكل ذي عينين، أن الهدف قد جري التخطيط له بعناية فائقة، بحيث يتم ضرب شرم، كمكان آمن للسياحة، ثم ضرب اقتصاد البلد من ورائها، ليدفع الشعب كله، في النهاية، ثمن وقوفه ضد الإخوان!.. هكذا باختصار شديد!

وعندما تكون وقفة الشعب، ضد الجماعة الإخوانية، وضد انعدام وطنيتها، قد مضي عليها عامان ونصف العام، ثم لا يزال رُعاتها في الولايات المتحدة، وفي بريطانيا، وفي الغرب عموماً، يتحسسون أقفيتهم، من وطأة الصفعة التي وجهها إليهم المصريون، ولا يتوقفون عن الانحياز للجماعة، فمعني هذا، أن ما كان بين الطرفين من مصالح، علي حسابنا كشعب، وكبلد، كان كبيراً للغاية!

إنك لابد أن تسأل نفسك، عن السر الذي يجعل رُعاة الإخوان في الولايات المتحدة، وفي بريطانيا، وفي غيرهما، متمسكين بهم إلي هذه الدرجة.. هل يحبونهم إلي هذا الحد؟!.. مستحيل طبعاً.. فمنذ متي كان الغرب يحب دون ثمن؟!.. لقد كان هناك، ولا يزال، ثمن، إذن.. وكان هذا الثمن، هو هذا البلد، وهو رغبة أبنائه في أن يكون بلدهم حراً من الإخوان، ومن غير الإخوان!

الشيء المحير، أن رُعاة الإخوان في لندن علي سبيل المثال، لا يريدون أن يفهموا، ولا أن يستوعبوا أنهم كلما قطعوا خطوة في اتجاه الدفاع عن الإخوان، وعن مصالحهم معهم، قطع المصريون مائة خطوة، في اتجاه فهم حجم المؤامرة، وفي اتجاه كراهية الإخوان أكثر وأكثر.. وإذا كانوا يتصورون أن المشكلة في الرئيس السيسي، فهم مخطئون، وواهمون تماماً، لأن الرئيس، حين كان وزيراً للدفاع، لم يفعل سوي إنه انحاز لما يريده كل مصري، ضد الإخوان.. وبالتالي فكل مصري، بالنسبة للإخوان، هو «سيسي» في مكانه!