رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لو كانت قبيلة السبكى هى التى خربت عقول المصريين وأفسدت ذوقهم ودمرت صحتهم وتعليمهم ونهبت أراضيهم.. إذن نحن أمام قبيلة أقوى من الدولة.. أو هى القبيلة الدولة.. والأمر بالتأكيد ليس كذلك حيث إن آل السبكى مجرد عضو صغير جداً فى جسد اخطبوط الفساد بمصر. طبعاً مناسبة هذا الكلام الجدل الدائر بعد الصاروخ السبكاوى الذى أطلقه أحد أبناء القبيلة بوجه الإعلامى وائل الإبراشى.

ولست بحاجة للقول بأننى من الذين يرون فى ظاهرة الثقافة السبكية المعادية لأبسط قيم الذوق والأخلاق والرقى مؤشراً قوياً – بل وفاضحاً – لدولة تتعامل مع مشاكل الثقافة كما تتعامل مع مشاكل الصرف الصحى والقمامة، وهذا ما شجع البعض علي أن يتركوا تجارة المواشى وينصبوا خيامهم الجديدة بأسواق الثقافة فى مصر والتى أصبح كل شىء فيها يباع ويشترى.. لماذا تلعنون قبيلة السبكى وقد تقهقرت أمامها قبائل المثقفين من أصحاب الفكر المعلّب.. لماذا تلعنون آل السبكى وهم لم ينقلوا متاعهم من أسواق المواشى لدور السينما إلا بعد أن اعطت الدولة المصرية منذ أكثر من ثلاثين عاماً ظهرها للسينما والمسرح والتعليم.. يعنى ببساطة تركت عقول المصريين زى أى سلعة فى السوق تخضع للعرض والطلب وتقدم السبكى واشترى وتاجر وربح.

لماذا تلعنون آل السبكى وهم لم يفعلوا شيئاً سوى أنهم وجدوا شباباً ضائعاً تائهاً بلا عمل ولا أمل فقدموا له مخدرات ثقافية.. وجدوا مجتمعاً مهمشاً عشوائياً تركته الدولة المصرية فى عراء الحياة بلا تعليم ولا علاج ولا سكن ولا مواصلات ولا أمان ولا تسلية فلم يجدوا أمامهم طوق نجاة من هذا الموت إلا دنيا السبكى التى تغيّبهم عن دنياهم البائسة.. ومن بؤس إلى بؤس يموت المهمشون ألف مرة سواء داخل سلخانة السبكى التى اختاروها أو سلخانة الدولة التى أجبروا عليها.

ما الفارق بين مخدرات الثقافة السبكية وأفيون تجار الدين من جماعات وأفراد وأحياناً مؤسسات تنفق عليها الدولة.. صدقونى..المشكلة ليست فى قوة وجبروت آل السبكى ولكن فى ضعف الدولة التى سمحت خلال عقود مضت بأن تكون زرائب القبيلة أقوى من مؤسسات الدولة.. أن يكون «السبكى» أهم من الدكتور طه حسين وأن ينتشر سرطان الثقافة السبكية المدمرة ليلتهم أجمل خلايا الفكر والفن التى كونت شخصية مصر وعظمة مصر ورقة مصر.. المشكلة ليست فى انتاج أفلام سبكاوية.. الأخطر هو انتشار هذه الثقافة الوضيعة واختراقها لكل الأجهزة والمؤسسات ولطبقات متعلمة وفئات اجتماعية لم تكن يوما مهمشة.. تذكروا معى الشتائم الفاضحة واللغة الداعرة التى تفوه بها إعلامى شهير فى أمريكا منذ أسابيع عند اشتباكه مع شاب إخوانى أكثر قذارة وتخلفاً.

عندما تتساوى بنظر الدولة أسواق الثقافة بأسواق المواشى فإن أى «فحل» من قبيلة السبكى يمكن أن يكون وزيراً لثقافة مصر لأن من يقوى على تدمير شخصية مصر التى تكونت عبر آلاف السنين هو شخص عبقرى استطاع أن يفعل ما عجز عنه المستعمرون والغزاة.. والآن من يريد أن يتوجه بأصابع الاتهام للمسئول عن التدمير المنظم للشخصية المصرية ولشخصية المصرى عليه أن يتوجه بالاتهام للقوة التى تملك أن تمنع ذلك من خلال سد أى ثغرات تنفذ منها جراثيم وميكروبات الجهل والتخلف.. هذه القوة فعلياً هى الدولة المصرية خاصة التى استمرت ثلاثين عاماً على رأسها نظام سياسى كنا نتمنى أن تكون هناك محاكمات سياسية لرموزه ولكن وللأسف الشديد انفض السامر واتضح أن شياطين الميدان كانوا أكثر من ملائكته.

عموماً يا أولى الأمر الكرام – اسمحوا لى بشوية بحبحة.. إذا كانت الدولة تعاقب «أحياناً» مقاول لعب فى الخرسانة المسلحة وتسبب فى انهيار مبنى وموت 10 او 15 روحاً بريئة – مش الأهم والأولى أن نعاقب من يلعب فى مبنى كبير اسمه المجتمع ويدمر أساساته وقواعده. وإذا كانت السلطة فى مصر اليوم تقول إنها أنقذت مصر من الانهيار كدولة وحفظتها من التفكك والفوضى.. أليس ترك عقول الناس فى صحراء قبائل السبكاوية التى تأخذ صوراً كثيرة فى كل مكان وتنتشر ثقافتها الزرائبية كالسرطان خطر وجودى يدمر أى دولة بحجم أمريكا والصين.. مش عيب قوى بعد ثورتين ودستورين وثلاث جمهوريات وست حكومات وخمس ست وزراء ثقافة وفتح قناة سويس جديدة أن تبقى القبائل السبكاوية ترتع فى البلد تنهب أراضى وتدمر تعليم وتلهب أسعار وعيالها الصغيرين يعملوا سينما هابطة وتافهة.

الدولة تهمل الناس فى العشوائيات وتكويهم بنار الأسعار ويتولى السبكاوية تدمير ما تبقى من عقول شاردة ونفوس مرهقة.. الدولة تقول مستقبل وشباب وأجيال جديدة والسبكاوية يطلقون صواريخهم الحاملة لرؤوس عجالى ليحولوا نصف شباب مصر على الأقل إلى عبده موتة.. النظام بيتكلم عن برلمان واستثمارات جديدة ومصر 20/ 30.. إزاى يا جماعة وانتم عارفين كويس إن عقول المصريين من 40 سنة وإلى الآن رهينة بين تجار الدين وتجار الضمائر وتجار المواشى.. مش غريبة شوية.

 

 

[email protected]