إتيكيت

أكثر ما يؤذي مشاعر اي من ذوي الاحتياجات الخاصة هو الشفقة .فالمبالغة في اظهار العطف من ناحيتك تؤذي ولا تنفع.. الصدق في المعاملة هو اول ما يحتاجه منك الشخص ذو الاعاقة. فهو «انسان عادي» انما يستعيض بما فقد من اعضاء جسدية او حواس بما أتيح له، وهو في ذلك يكتشف قوي وقدرات انعم الله عليه بها وقد لا يتمتع بها غيره. لذا فانت بحاجة الي ان تتعلم أصول التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا حق لهم وواجب عليك إذا كنت من هؤلاء الذين يراعون الآخر في تعاملاتهم .عليك بمعرفة بعض من اصول و«اتيكيت» التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة هذه القواعد بعضها بديهية تمشي فيها وراء إحساسك وبعضها نعرفها من اصدقائنا والمحيطين بنا وهذا ما طلبت أن أعرفه من صديقتي «نهلة» خبيرة الكمبيوتر التي لم تر نور الدنيا كما رأيناه وانما تجدها كيان نابض بالضياء والحياة. قالت لي الناس تعتقد ان فاقد البصر يعيش في ظلام ولا يعلمون ان الادراك لا يرتبط بالبصر وانما بالبصيرة وشتان بين هذا وذاك وكما هو مطلوب مني أن أعيش كما اختار لي الله علي المحيطين بي ان يتيحوا لي فرصة العيش كما أنا. وأن يراعي الآخر بعض الامور في التعامل مع فاقد البصر لن تكلفه شيئا لكنها ستعني لي الكثير فأنا كفيفة لكني استعيض عن نظري بحاستي اللمس والسمع. وهناك لغة نترجمها عن طريق هاتين الحاستين وعلي سبيل المثال. عندما تصافح كفيفا اضغط على يده لان ذلك يعني انك تبتسم له وعندما تدخل مكانا فيه كفيفا أو تغادره، تكلم معه ليعلم بوجودك وبمغادرتك. فلا «تستعمي» الكفيف فهذا امر غير إنساني وغير محترم. وفي الاماكن التي يتردد عليها شخص فاقد البصر، إترك الأبواب، إما مفتوحة بالكامل وأما مغلقة بالكامل، فالباب «الموارب» يشكل خطرا عليه.

وما إذا رأيت حامل عصا بيضاء، الى جانب الطريق او الرصيف، فاسأله ان كان يحتاج الى مساعدتك لاجتياز الطريق مثلا، أو ايقاف سيارة لنقله. ودعه يمسك ذراعك لأن ذلك يمكنه من معرفة حركتك واتجاه سيرك، وتقدم قليلا عنه ولا تدعه يسير امامك. عند اعتراض الكفيف عقبة ما في الطريق قد تؤذيه وما اكثر العقبات في طرقنا وشوارعنا نبهه الى طبيعتها وأرشده الى كيفية تخطيها. وقبل ارتقاء سلم، لا يعلم بوجوده،

أخبره عنه عند الاقتراب منه، وتمهل قبل البدء في الصعود. وعند الدخول الى السيارة أرشده الى ارتفاع الباب، واتجاه السيارة، واتركه يدخل بمفرده، وعند السير عليك ان تكون في المقدمة. من الخطا ان تقوم بدفع الكفيف الي المقعد في محاولة لمساعدته علي الجلوس، فقط أرشده بوضع يده على ظهر المقعد ثم اتركه يجلس بمفرده

هذه هي ابسط القواعد التي ينبغي علينا الإلمام بها لأن الكفيف مثله مثل اي انسان له حقوق وعليه واجبات، فهناك ايضا قواعد ينبغي مراعتها في التعامل مع الصم والبكم وذوي الاعاقات الذهنية والحركية. ينبغي نشر ثقافة المعاملة الحسنة والتوعية واجبة في كل الاتجاهات. وكما نقول دائما فان التأهيل ليس مطلبا لذوي الاحتياجات الخاصة فقط بل لكل افراد المجتمع. وللحديث بقية...