عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذهاب جائزة نوبل في السلام، إلي تونس هذا العام، لابد أن يؤدي إلي شعور كل مصري بالسعادة، ولابد ان تكون السعادة في هذا الموضوع، لها عدة أسباب:

أما أول الأسباب، فهو أن تكون نوبل 2015، من نصيب بلد عربي، وأما ثاني الأسباب فهو أن يكون هذا البلد هو تونس الخضراء، وأما ثالثها فهو أن تذهب الجائزة هناك إلي أربعة أشخاص مرة أخري، لا إلي شخص واحد، وأما رابعها فهو ان يكون هؤلاء الأربعة العظام، قد حصلوا علي الجائزة، التي هي الأرفع في العالم، لانهم مؤمنون بالحوار سبيلاً إلي حل أي أزمة، ولأنهم ليسوا مؤمنين بالحوار في هذا الاتجاه، وفقط، وإنما هم عاملون بما يؤمنون، ومنفذون له علي الأرض.

< ولست="" أبالغ="" في="" شيء،="" إذا="" قلت،="" أني="" أحسست="" يوم="" الإعلان="" عن="" ذهاب="" هذه="" الجائزة="" الرفيعة،="" إلي="" الإخوة="" في="" تونس،="" أن="" لنا="" هنا="" في="" مصر،="" نصيباً="" فيها،="" بشكل،="" أو="">

أما كيف؟!.. فهذا يحتاج منا إلي أن نعرف، أن الحوار الذي جري اتخاذه سبيلاً، وأسلوب عمل، هناك، ثم نجح إلي حد بعيد، كان بين طرفين: طرف مدني كان ممثلاً في الاتحاد العام للشغل، الذي يوازي الاتحاد العام للعمال عندنا، ومعه نقابة المحامين، وغيرهما، في مواجهة طرف آخر غير مدني.

إذا جاز التعبير، وهو طرف حركة النهضة الإسلامية، فرع جماعة الإخوان في الدولة التونسية.

كان الحوار هكذا، ثم دار بين هذين الطرفين، في مجمله، وما كان له أن ينجح، أو أن يصل إلي ما وصل إليه من نتائج عملية، لولا ما جري في القاهرة، في 30 يونية 2013، عندما أسقط المصريون جماعة الإخوان، من الحكم، إلي غير عودة.

أريد أن أستدرك سريعاً، فأقول، إن ذلك لا يقلل أبداً بالطبع، من الجهد الذي بذلته اللجنة الرباعية، التي رعت الحوار الوطني هناك، فلقد بذل أعضاؤها الأربعة جهداً، وآمنوا بفكر، وأخذوا طريقاً، جعلهم في النهاية، يليقون بنوبل، وجعل نوبل تليق بهم.

هذه نقطة نظام، لابد منها، لأن أي متابع للحوار، قبل سقوط الإخوان عندنا، وبعده، سوف يلاحظ بسهولة، أو استجابة «النهضة» للحوار، ولأن تكون شريكاً، لا صاحب بلد، وقد اختلفت تماماً، بعد سقوط الإخوان، عنها قبل ذلك!

فإذا أردنا دليلاً عملياً علي ذلك، كان علينا أن نعود إلي يوم 16 سبتمبر الماضي، عندما صدر قرار في تونس، بعزل 110 قيادات، من أجهزة الدولة المختلفة، لارتباط هذه القيادات المائة وعشرة، بتنظيمات إرهابية.

إنه قرار صدر، وجري تنفيذه، وتم إبعادهم جميعاً عن مناصبهم، وكان اللافت فيه، ليس أن عدد المعزولين قد وصل إلي هذا الرقم، ولكن اللافت حقاً أن يكون المعزولون من أكثر من جهاز في الدولة، لا من الشرطة، مثلاً، وحدها، ولا من الجيش، وحده، وإنما من قطاعات أبعد ما تكون عن البال، كقطاع الجمارك علي سبيل المثال!

فما علاقة قرار المائة وعشرة قيادات، بالحوار، وباللجنة الرباعية، التي كانت ترعاه، وبنوبل في آخر المطاف؟!

علاقته أن هؤلاء قد تم زرعهم في أجهزة الدولة، خلال فترة حكم «الترويكا» الشهيرة، التي كانت تتقاسم حكم تونس، أيامها، ثلاث قوي سياسية، كانت «النهضة» أقواها، وأقدرها علي فرض ما تريد.. إنها الفترة ذاتها، التي تم فيها تسليم المحمودي، رئيس الوزراء الليبي أيام القذافي، إلي بلاده، يحاكموه فيها، دون ضمانات لمحاكمة عادلة يلقاها، فكانت النتيجة أن حصل علي حكم بالإعدام!

وما إن صار عليه الحكم، حتي دار نقاش واسع عن المسئول عن تسليمه، وعما إذا كان المنصف المرزوقي، مسئولا عن ذلك، فلقد كان المنصف رئيساً في تونس، وقت تسليم الرجل، وكان عضواً في «الترويكا» إياها، مع النهضة، وكان معهما حزب ثالث، فتبين أن المنصف لم يكن موافقاً، علي عملية التسليم، رغم أنه رئيس الجمهورية، وتبين أن «النهضة» هي التي ضغطت لتسليمه، بما يشير لك، إلي أنها هي التي كانت تحكم، وليس المنصف كما كان يبدو لنا من بعيد!

في تلك الأيام، تم زرع القيادات المائة، وعشرة قيادات جاء رجل مثل الباجي قائد السبسي، وكان يقدم صالح البلد، علي صالح حركة النهضة، لا العكس، كما أرادت الحركة يوماً، صدر قرار العزل!

إنني أريد أن أهنئ الأربعة، بنوبل، وأريد أن أهنئ تونس كلها معهم، ولكني في الوقت نفسه، أردت أن أنعش الذاكرة بما كان وجري!