رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بعد ثورة 25 يناير حدث نوع من الاسهال الإعلامى تمثل فى ظهور عشرات القنوات الفضائية والصحف وأتصور أن ذلك لم يكن صدفة ولكل اسهال اسبابه والميكروب الذى تسبب فى حالة الاسهال الإعلامى بمصر قادم من الخارج وحمله إلى امعاء المصريين بعض «المحللين والشماشرجية» من رجال أعمال وبهلوانات إعلام.. الميكروب تفوح منه روائح نفطية  وخلفه نوايا ومقاصد لدول سعت ولاتزال للسيطرة على وسائل الاعلام  فى أكبر بلد عربى صدر يوما ما الفن والثقافة والفكر للمنطقة بأسرها وامتد تأثيره إلى أحراش أمريكا اللاتينية واقاصى آسيا وغابات إفريقيا.. انتبهت وتنبهت دول شقيقة وحليفة أحيانًا إلى أهمية السيطرة على عقل مصر بالسيطرة على اعلامها وثقافتها، وقد حققت الكثير مما أرادت من قبل 25 يناير بأكثر من ثلاثين عامًا خاصة عندما استغلت هجرة ملايين المصريين للعمل بها بحصارهم بثقافة مغايرة تعود إلى عصور مغرقة فى التخلف والجهل والتطرف ليعود كثير من هؤلاء وقد بدلوا ملابسهم وعقولهم  مؤمنين بأن من خص أرضا بالثروة فقد فضل أهلها بالطهر والعفاف. تشبعت مصر من منتصف السبعينات وحتى 2011 بالأفكار الرملية الصحراوية وانتشر الميكروب واستوطن العقول والنفوس إلى أن وصلنا لحالة يقيس فيها البعض الحضارة والأخلاق بقطعة قماش كلما طالت وغطت واخفت كان ذلك تعبيرًا عن القوة واقتراب الدولة الحلم وكلما قصرت وانحسرت كان ذلك ايذانا بالخراب ونهاية العالم.. هذا كله من تأثير الميكروب الصحراوى اللعين الذى يتحور ويأخذ أشكال واسماء مختلفة.. مرة يكون دعشاوى ومرة قاعدى وثالثة حوثى ورابعة شيعى.. ما حدث قبل 25 يناير 2011 كوم وما حدث بعد هذا التاريخ كوم تانى.. الدول الميكروبية خافت على ميكروبها من أن تدهسه أقدام الثورة وتلسعه بلهيبها وجسارتها وسارعت بحماية ميكروبها القديم وتأمينه بكتيبة من القنوات الفضائية والصحف وساعدها على ذلك اسطوات إعلام وثقافة جاهزون لكل المهمات ما دامت العناوين الكبيرة أنيقة والاسماء تلمع وتكبر رغم سرابيتها وصلعة عقلها.. المصيبة القادمة لو وصل الميكروب وتمكن من رجل الإعلام المريض المسمى بإعلام الدولة من صحف قومية وإذاعة وتليفزيون.. هذا الرجل رغم مرضه وكساحه المهنى إلا أنه سيظل يمثل حائط صد يحمى هوية الدولة وتوجهاتها الوطنية ما بقى حيا وهو مثل الجد العجوز الذى يملك ثروة لن تتفكك وتتوزع على ورثته من الأبناء والأحفاد إلا بعد موته، وأخشى ان ينهش الميكروب الصحراوى جسد الرجل المريض ويسلبه أعضاؤه «حتة حتة» فهل نفيق قبل أن تتوزع التركة فى حياة جدنا.. وقد يسأل سائل... هل يهددهم اعلامنا؟ الحقيقة انهم أعداء النور والتنوير ويحرصون دوما على قتل الثورات والحريات فى مهدها حتى لا تنتقل عدواها إلى الاقليم ويتحول الخامل إلى نشط وتنهار القصور فوق الرؤوس وتبصر الشعوب حقوقها التى دفنت حية.. السيطرة على الإعلام الخاص لحساب قبائل يطاردها ماض لم يمت فى ذاكرتها ويرعبها مستقبل لم يولد بأحشائها لن يدفع ثمنه إلا نحن.. إلا مصر التى قدمت نفسها للعالم منذ فجر التاريخ أنها بلد مهما بلغ به الغنى أو الفقر فإن كنوزه التى لا تنضب بعقل ابنائه فنًا وابداعًا وأدبًا وفكرًا ورسمًا ونحتًا وموسيقًا.. ومن يحقن هذا الكنز بميكروب التخلف أو التسطيح والتسفيه فقد ملك مصر لأنه سرق كنزها.. عقلها.. نورها.. فهل يفيق من بيدهم الأمر والقرار والقدرة على الفعل ويقولون ويسارعون بإنقاذ ما تبقى من الاعلام المصرى بإصلاحه وتقويته وصيانته وتحصينه ضد جراثيم الغواية والتسفيه والتسطيح..