عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

سوف يموت حكام الثورة في إيران، وفي أنفسهم شيء من الأماكن المقدسة في المدينة المنورة، وفي مكة المكرمة.. سوف يموتون، وفي أنفسهم شيء منها، كما مات الشاعر القديم، وفي نفسه شيء من «حتي» التي ظل يبحث في أصلها، وفصلها، حتي مات!

وإلا.. فما معني ما يخرج من إيران، كل يوم، عن حادث الحجاج الذين سقطوا صرعي في مني، أول أيام العيد؟!

لقد سقط حجاج من كل لون وصنف، وليس هناك دولة في العالم، إلا وتقريباً لها حجاج في الحادث، ومع ذلك، فإن إيران لا تزال تتصرف، وتتكلم، وتصرح، وكأن كل الذين سقطوا من الإيرانيين وحدهم، أو كأن الحادث حين وقع، أياً كان سببه الذي لم نعرفه بالضبط بعد، قد راح يختار ضحاياه من بين الإيرانيين.. وفقط!

تسمع أنت، الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو يتحدث في الموضوع، فلا تعرف ما الذي يقصده علي وجه التحديد!

فهو يقول إن إيران تصرفت، ولا تزال بلغة الأخوة، والمشاعر، والدبلوماسية، ولكنها سوف تتصرف بلغة الاقتدار، إذا لزم الأمر!

فما هي لغة الاقتدار هذه؟.. وماذا تعني؟.. ومتي تتصرف طهران وفقاً لها؟.. لم يذكر روحاني شيئاً عن هذا كله!

ليس هذا فقط!، ولكن إيران تتجاوز كلام روحاني، غير المفهوم، إلي كلام آخر لقائد الحرس الثوري، غير مقبول من أي مسلم غيور علي دينه!

وهو غير مقبول، لأن محمد علي جعفري، قائد الحرس التابع مباشرة لمرشد الثورة الإيرانية خامنئي، يقول إنه، كقائد حرس، في انتظار تعليمات المرشد، لتوجيه رد سريع، وعنيف، وفي أي مكان، وأي زمان، ضد المملكة السعودية!

ولا يكتفي جعفري بهذا، وإنما يتجاوزه إلي القول بأنه، حين يفعل ذلك، بتعليمات من المرشد، سوف يكون في موقع الدفاع عن عزة المسلمين بشكل عام، وعن عزة الإيرانيين، بشكل خاص، ضد حكام آل سعود!

ولابد أن هذه هي المرة الأولي، التي سنسمع فيها، أن إيران يهمها شأن أي مسلم، في أي مكان.. اللهم إلا إذا كان هذا المسلم يعيش في داخلها ومن أبنائها، أو كان يعيش في خارجها، ويأتمر بما تراه وتريده!

ثم إن هذه هي المرة الأولي أيضاً، التي نسمع فيها، من جعفري، أن عنده من القوة، ما يجعله يرد بسرعة، وعنف، وفي أي زمان، وأي مكان، دون أن يقول لنا، أين هذه القوة، مما يلحق ببلاده، في اليمن، في كل صباح؟!

إنني لم أكن ضد إيران، بالمطلق، في أي وقت، بل إنني كتبت دوماً، عن أن علاقات سياسية طبيعية يجب أن تقوم بيننا، في القاهرة، وبين إيران، بشرط أن تفهم طهران، أن ذلك سوف يكون كالعلاقة بينها، وبين أي دولة في العالم، وأنه لن يكون علي حساب علاقة مصر، بالخليج، وبشرط أن تفهم أيضاً، أن الدول العربية المجاورة لها، دول عربية ذات سيادة، وأنها كجمهورية إيرانية إسلامية، إذا كان لها بعض النفوذ، اليوم، في تلك العاصمة العربية، أو تلك، فإن ذلك يظل من قبيل الوضع المنحرف، الذي لابد أن يعتدل ذات يوم، كما أنه كنفوذ طارئ، هنا، أو هناك، لا يمنحها أي حق، في أن تتحدث باسم كافة المسلمين، أو عن مقدساتهم في مكة أو في المدينة!

وإذا كان «جعفري» في كلامه عن أن رده حين يحدث سوف يكون دفاعاً عن عزة المسلمين، ضد حكام آل سعود، قد أراد أن يقول إن المسألة عندهم، إنما هي مع أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وحدهم، وليس مع الدولة السعودية كلها، فهو كلام غير صحيح، كما أنه مكشوف، لأن الفصل بهذه السهولة، بين حكام المملكة، من أبناء وأحفاد سعود، في جانب، وبين شعبها، وأرضها، ومقدساتها، في جانب آخر، أمر لا يستقيم، ولا ينطلي علي عقل سليم!

لو كنت في مكان الأجهزة المعنية في الرياض، لأعلنت نتائج التحقيق الذي أمر به الملك سلمان، يوم وقوع الحادث، وبشفافية كاملة، لأضع حجراً في فم كل مسئول إيراني لا يزال يصر علي أن يتخذ الحادث ستاراً للمتاجرة بالقضية كلها، ولتسويق أطماع إيرانية قديمة ليست خافية علي أحد، ولا هي سوف تكون مقبولة من أحد!