رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

قبل ثورة 25 يناير لم نكن نسمع أبداً عن استقالة أى وزير أو محاسبة أى مسئول كبير على أى كوارث تقع فى نطاق مسئوليته بل إن الموظف الشريف الذى سعى لكشف الفساد هو من يدفع الثمن... وهو ما كانت تجسده السينما المصرية فى نهايات أفلامها المتحدثة عن الفساد «إن الفاسد الأكبر الذى يظهر فى نهاية «الحبكة الدرامية» يؤكد أنه ليس هو النهاية لتروس الفساد بل إن هناك تروساً أكبر فى الدولة فى إشارة الى الرؤوس المسئولة الكبيرة فى الدولة»...ولكن  بعد ثورة يناير أصبح الوزراء وهم ولاحول ولا قوة، يطاح بهم على أى فساد أو إفساد فى وزارتهم او تقصير ويطاح بالوزير ويأتى غيره ويطاح  به لدرجة اننا ومنذ ثورة يناير حتى الآن أحرقنا رموزاً وأسماء وشخصيات لم يكن أحد يتوقع أن يطاح بها.. المؤسف ان الوزير يطاح به ولكن الفساد باق ومعشش فى دروب الوزارات لا يستطيع احد الاطاحة به.. بل هو من يطيح بالجميع ويخرج لنا جميعا لسانه.. وللأسف هو دائماً المنتصر.

وهذا فى رأيى ياسادة... يؤكد حقيقة واحدة وهى أن هناك «مراكز قوى للفساد» فى تلك الوزارات تملك من الآليات والمفردات لكل خيوط اللعبة ما تستطيع به أن تسقط أياً من فكر أن يقترب منها أو يظهرها بل على الفور» تستف الأوراق  والمستندات» ويلبسها فى النهاية الغلابة من الوزراء الذين شاء حظهم التعث أن يأتى بهم كوزراء لوزارات عشش فيها الفساد لسنوات طويلة فاقت عمر وسن أى وزير أو مسئول شريف يتولى أمرها...

يا سادة «مراكز قوى الفساد» هذه تمتلك كل مقومات الفساد والإفساد..تمتلك الأموال والوظائف والأراضى والشقق والمصالح وغيرها الكثير والكثير الذى تستطيع به أن تشترى الضمائر والذمم الخربة وهى ما أكثرها وفى كل الجهات حتى الرقابية منها فهناك ضعاف النفوس الذين يبيعون ضمائرهم وواجباتهم الوطنية أمام مقومات الفساد التى تظهرها لها مراكز قوى الفساد فى الوزارات هذه... ليس ذلك فقط بل إن تلك المراكز لديها الأقلام الفاسدة مثلها من «الشماشرجية وكدابى الزفة والمطبلاتية» المعروف عنهم سوء السمعة ولكنهم للأسف يلعبونها بحرفية داخل منظومة فساد وإفساد فهموا خيوطها...فجميعا يتذكر المهندس «إبراهيم محلب» رئيس الوزراء السابق هذا الرجل المحترم الذى أحبه كل الشعب المصرى لأنه استشعر فيه بحق أنه يحب وطنه ويتفانى فى خدمته وخدمة أهله وناسه ولكنه للأسف دفع هو ومجموعة من وزرائه الثمن غالياً لفساد مراكز القوى التى استشعرت أن مثل هذا الرجل المحترم قد يصل اليهم.. .بالضبط مثلما تم مع وزير الداخلية اللواء أحمد رشدى رحمة الله عليه عندما وصل للرؤوس الكبيرة فى تجارة المخدرات وللمساعدين لهم من قيادات كبيرة داخل الوزارة فكانت النتيجة ما حدث ورأينا من «فضيحة الأمن المركزى».

أقول هذا القول يا سادة لأننا أصبحنا على مشارف الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق وهى الانتخابات البرلمانية التى ستفرز لنا برلماناً ما أنزل الله به من سلطان.. مع دستور به ألغام الله وحده حامى مصر من أن تنفجر فى وجه المجتمع والناس... وحكومة سيصبح من حق الأغلبية فى هذا البرلمان تشكليها...ونحن نخشى أن تكون تلك الأغلبية لإحدى التيارات الدينية لنلبس من جديد فى عهد جديد من أخونة مفاصل الدولة.. ووقتها نحتاج لثورة ثالثة الوطن والشعب فى غنى عنها.

همسة طائرة.. سيادة الرئيس «عبد الفتاح السيسى» سيادتكم تحارب الإرهاب وتجرى هنا وهناك من أجل هذا الوطن... تفنى صحتك من أجلنا.. ولكن سيدى هناك «مراكز قوى الفساد داخل الوزارات وأجهزة الدولة»..  هى حقاً خطرها أشد وأكثر ضراوة من الإرهاب.. لأننا ببساطة فى الإرهاب عرفنا من هو عدونا وأصبحنا نحاربه أما تلك المراكز فهى مسستترة تخرب فى مفاصل الدولة لدرجة أن هناك إخواناً فى مراكز حساسة بالدولة والوزارات والأجهزة الرقابية للأسف تعلم بذلك ولا تقترب منها لأن تلك القيادات الإخوانية فهمت أصول اللعبة وأصبحت داخل بعض الوزارت مراكز قوى لايستطيع أى وزير الإطاحة بها لأنها تكتسب رضاء بعض النفر والقلة من معدومى الضمير فى بعض الجهات الرقابية.

... سيادة الرئيس الشعب المصرى كله يلوذ بك ومعه الشرفاء من الوزراء أن تنقذهم و تنقذ الوطن من «مراكز قوى الفساد» فى الوزارات وأجهزة الدولة».