رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكلام الذى صدر هذا الأسبوع، عن وزير خارجية إثيوبيا، في نيويورك، يستحق أن نتوقف عنده، لأن قائله هو وزير الخارجية الإثيوبى، شخصيًا، ولأنه كلام مهم.

الوزير كان هناك، ضمن وفد بلاده في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تنعقد في هذا الموعد من كل عام، وعندما وجد نفسه أمام الإعلاميين المصريين المتواجدين مع الوفد المصرى، قال رداً على سؤال مهم، إن المصريين والإثيوبيين، إخوان.. ثم استدرك سريعاً، ليقول: نحن إخوة.. لا إخوان!

وكان في استدراكه يريد أن يفرِّق، بين كلمة الإخوة، وبين كلمة الإخوان، التى يمكن أن تلتبس مع مسمى جماعة الإخوان بكل ما فيها من سوء!

هذه كلها بالطبع، مسائل شكلية تختلط فيها خفة دم الوزير، بسرعة بديهية، لنتوقف بعد ذلك عند أصل الموضوع!

أما أصل الموضوع، فهو ماء النيل بين إثيوبيا من ناحية، باعتبارها دولة من دول المنبع فيه، وبين مصر والسودان، باعتبارهما دولتى مصب.

وقد وصف البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، ماء النيل، في زيارة له إلي العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، هذا الأسبوع أيضاً، بأنها عطية من الله، وأنها لابد أن تكون مصدر خير، ونماء، وتنمية، للجميع، وأن الله كما يجعل شمسه تشرق على الكل، فإنه يمنح الماء، للكافة من عباده، دون تمييز بين أحد منهم، على حساب أحد.

كلام البابا، كلام له معنى، وكلام لابد أن يصل معناه إلى الإخوة فى إثيوبيا، لأن الرئيس السيسي يردد هذا المعنى نفسه، في كل مناسبة يأتى فيها كلام عن النيل، سواء فى أثناء توقيع وثيقة المبادئ، بين الدول الثلاث فى الخرطوم، مارس الماضى، أو قبل التوقيع، أو بعده، إلى اليوم.

وقد قيل إن الرئيس قد التقى هذا الأسبوع كذلك، مع ديسالين، رئيس الوزراء الإثيوبى، في نيويورك، وأن لقاءهما كان على هامش اجتماعات الجمعية العامة.

وإذا كانت الصحف التى نقلت الخبر، قد قالت بأن الرئيس، ورئيس وزراء إثيوبيا، قد ناقشا الأمور المتعلقة بسد النهضة فإن الصحف نفسها لم تذكر شيئاً، عن تفاصيل اللقاء.

وما أعنيه بتفاصيل اللقاء، هو مستقبل المفاوضات الجارية، بين الدول الثلاث، حول المسائل الفنية فى السد، بعد أن انسحب أحد المكتبين الدوليين، اللذين كان عليهما أن يقدما تقريراً عن هذه المسائل تحديداً، فى موعد غايته 5 سبتمبر الحالى!

وقد كان الموعد الأصلى المتفق عليه، بين العواصم الثلاث، قبل 5 سبتمبر بشهرين، ولكن تم تمديده، إلى موعد نهائى، هو الخامس من سبتمبر، ومع ذلك، فإن الموعد قد جاء، ثم مرّ، دون أن يتقدم المكتبان الفرنسى والهولندى بشىء!

ليس هذا فقط، وإنما فوجئنا بعد الخامس من سبتمبر بأيام، بانسحاب المكتب الهولندى، ليبقى الفرنسى وحده، بل ويبقي الأمر المفاوضات كلها، معلقاً فى الهواء!

وعندما سُئل أخونا وزير الخارجية الإثيوبى، خلال لقائه مع الصحفيين المصريين، عما إذا كانت هناك خلافات بيننا وبينهم، حول مسار المفاوضات، رفض الرد، مبرراً رفضه بأن المفاوضات يتولاها وزراء الرى والمياه في الدول الثلاث، وأنها تنطوى على أشياء فنية لا يستطيع هو الخوض فيها!

وكم تمنيت، لو كنت مع إعلاميينا هناك، لأنبه الوزير الإثيوبى، إلى أن الحكاية في سد النهضة، من أولها لآخرها، حكاية سياسية أولاً وأخيراً، لا فنية أبداً، وأن الكلام عن الأمور الفنية في ملف السد، هو هروب من مواجهة الحقائق في الموضوع، لأنه لو توفرت الإرادة السياسية الكافية، لدي الجانب الإثيوبى على وجه التحديد، في اتجاه ألا يسبب السد ضرراً بحصة مصر من مياه النيل، ما كانت هناك حاجة في الأصل إلى مفاوضات، ولا إلى مسار لها، ولا إلى مكتبين دوليين، ولا أكثر، ولا أقل!

كلام الوزير الإثيوبى، عن الإخوة التي بيننا وبينهم، في حاجة إلى أن يصادف ترجمة عملية علي الأرض، وأن تكون الإخوة عملاً حياً، لا كلاماً حلواً وفقط!

نحن نصدق الوزير، فيما قال، ولكننا فقط نلفت نظره، إلى أن السياسي من جانبهم إذا غلب على الفنى، علي نحو إيجابى، فيما بيننا وبينهم، فلن تكون هناك أى مشكلة!