رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

خطوات الدب الروسى كانت محسوبة بدقة عندما دخل على الوضع فى سوريا فى محاولة منه للتوصل إلى حل. ومن ثم رأينا «بوتين» يركز على نقطة البداية ألا وهى القتال ضد داعش، فروسيا تريد لعب دور أكبر اليوم لحل المعضلة السورية والبداية تتمثل فى محاربة الإرهاب. ولهذا بادر الرئيس بوتين وأفصح عن أن طوق النجاة يأتى من خلال دعم الرئيس «بشار» فى معركته ضد الارهاب، فهو الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب فى سوريا. أى أن روسيا بدخولها على خط علاج الأزمة تضع خريطة طريق ناجعة للخلاص من داعش وغيره من منظمات الارهاب.

تبنى بوتين منطقا عقلانيا فى مسعى بلاده لانهاء الأزمة فى سوريا، وهو مسعى يختلف كلية عما تحاوله الأطراف الغربية عندما تتحدث عن أن الحل يبدأ برحيل الأسد، وهى بذلك تسعى إلى تدمير الحكومة الشرعية السورية وتخلق بالتالى وضعا مشابها لما رأيناه فى دول أخرى فى المنطقة  مثل ليبيا التى دمرت مؤسساتها الرسمية ولم تعد دولة، ومثل العراق الذى تمكن داعش الإرهابى من السيطرة على مساحات كبيرة من أراضيه.وبالتالى فإن بوتين يعرض لحل ايجابى فى سوريا من خلال تعزيز الهيكليات الحكومية ومساعدتها فى المعركة ضد الإرهاب الداعشى. ولهذا ظل الدور الذى تضطلع به روسيا يعتمد على دعم الحكومة الشرعية فى معركتها ضد الإرهاب. الأمر الذى دفع روسيا إلى تعزيز الوجود العسكرى لها فى سوريا لاسيما بعد أن فشلت الحملة التى تقودها أمريكا ضد داعش عبر ما يسمى بالتحالف الدولى والذى فشل وفشلت معه عمليات تدريب قوات من المعارضة السورية لقتال داعش. ولقد شهد شاهد من أهلها مؤخرا عندما خرج المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية ليصرح بأن قوات المعارضة السورية التى دربتها أمريكا لقتال داعش قامت بتسليم السلاح الذى معها إلى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وأردف قائلا: (لاشك أن هذا أمر مقلق للغاية ويمثل خرقا للخطوط الرئيسية لبرنامج التدريب والتجهيز الخاص بسوريا)!!.

بات من المؤكد أن يهيمن الوضع فى سوريا على اللقاء الذى يعقد اليوم فى نيويورك بين بوتين وأوباما على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.ومن ثم ستسلط الأضواء على الخلاف بين الدولتين حول سبل حل الأزمة السورية..ويظل القياس مع الفارق بين الطرفين. أمريكا بوجهها الاستعمارى الخبيث، وروسيا التى عادت إلى المنطقة كطوق انقاذ لدول عربية حاولت أمريكا تحت دعاوى إنسانية ومع تغييب الوعى التدخل عنوة فى شئونها من أجل استئصالها. إنها جريمة العصر التى تنفذها أمريكا فى غياب المجتمع الدولى لتنفيذ مخططها الآثم الذى يرمى إلى اعادة رسم خريطة شرق أوسط جديد يعزز مصالحها ومصالح الكيان الصهيونى فى المنطقة.ولكن ستبوء محاولاتها بالخسران بعد أن ظهر المارد الروسى وفرض وجوده على الساحة...