عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأيت فيما يري النائم، غابة متسعة الأطراف، يوجد بها خير كثير، أشجارها عالية، تثمر من كل أنواع الفاكهة، يوجد في هذه الغابة مجموعة من الحيوانات التي تعيش معاً في سلام وهدوء، كل في حاله، يؤدي الجميع عمله تماماً كما اتفقوا عليه أمام سيدهم.

الجميع راض عن عمله وعن سيده، لا يعلمون شيئاً عن كيف تدار الغابة، ولكنهم جميعاً يثقون في عدل سيدهم، ويعلمون تماماً أنه ضد الفساد ولن يسمح به.

وذات يوم جلس مجموعة من الثعالب في كهف  مهجور واتفقوا جميعاً علي الاستحواذ والسيطرة علي طعام الغابة، فلا يوجد من هو أقوي منهم، والغابة يمكن أن تكون تحت سيطرتهم تماماً دون أن يعلم أهل الغابة شيئاً، وكان السؤال كيف تحدث هذه السيطرة دون عقاب أو مساءلة إن كشف أحد أمرهم.

قال الأول: أنا أمتلك من المال الكثير، وفي استطاعتي أن أهدي ما أشاء كيفما أشاء بلا حدود، وأستطيع أن أشتري ضمائر كثيرة لتنفذ ما نريد، وتيسر لنا أمورنا، بشرط أن أكون بعيداً عن العيون، ولا أظهر في الصورة تماماً، أظل دائماً خلف الستار، خلف المرآة، لا أريد أن أري أحداً ولا يراني أحد.

وقال الثاني: وأنا أمتلك فن صناعة الكلام والدفاع عنكم، وتحسين الصورة العامة لكم، فأستطيع أن أقلب الحق باطلاً، والفاسد شيخاً، وأجعل أهل الغابة ينظرون لكم نظرة التبجيل والاحترام، ولا يصدقون عنكم شيئاً أبداً.

وقال الثالث: أما أنا فأعلم قواعد الغابة جيداً، ودهاليز الطرقات التي ننجو منها إذا حدث أي مكروه لنا، فأضمن لكم الحماية من الوقوع في الخطأ، وكل ما سنفعله سيسير وفقاً للقواعد التي يسير عليها الجميع، وأضمن لكم أن لا أحد يمكن أن يتخذ عليكم الحجة أبداً، فهذه صنعتي  لا يوجد أحد أفقه مني  فيها.

وقال الرابع: وأنا أعرف الحمار الذي سيظهر في الصورة، ويفعل لنا ما نريد، ونكسب من ورائه ما نشاء، دون أن يتعرف علينا، ولن يعى حجم المخاطر التي سيتحملها، والمهم في هذا الشأن أنه لا يملك المال، فرد الأول مقاطعاً: أنا سأغريه بالمال، وأكمل الثانى: وأنا سأتحدث معه وأقنعه فالجميع يعرفون أني شريف، وكلامي دائماً يصدقه الجميع، فأطمئنه وأجعله مشهوراً يشار إليه بالبنان و يعرفه أهل الغابة كافة، وقال الثالث: وأنا أحميكم جميعاً ولن أحمي الحمار ههههههه.

اتفق الأربعة علي مقابلة الحمار المعروف بطيبته وعمله الجاد دون كلل أو ملل، وكان هذا الحمار يحمل كل يوم  طعام من في الغابة ويأتي به من منبعه إلي أماكن تخزينه، إلي حيث يؤمن لهم طعام الغد.

جلس الذئاب معه وأقنعوه بالمال والكلام أن يختلس لهم كل يوم حمولة طعام ويضعها لهم في مكان اتفقوا عليه، ولن يشعر بهم أحد، فوافق الحمار بعد أن هز ذيله للمال، وتحركت أذناه فرحاً بالشهرة والمجد، وظل الحمار ينقل لهم الطعام كما اتفقوا عليه أياماً طويلة، وجمعوا طعاماً كثيراً يكفي أهل الغابة جميعاً ليس لهم فقط، حتي امتلأت المخازن بالطعام الكثير و فسد من كثرته وظهرت رائحته.

ولأن الذئاب يملكون حاسة الشم القوية، فاكتشفوا هذا الطعام الفاسد قبل الحمار، واجتمع الذئاب مرة أخري في الكهف المهجور يتدبرون أمرهم، وماذا سيصنعون، وإذا وصلت هذه الرائحة لسيدهم فماذا سيفعلون.

فقال الثالث: سأبلغ أنا عن الحمار أثناء رحلته وهو ينقل الطعام، وقال الثاني وأنا سأتحدث لأهل الغابة وسأقول إني أشتم  رائحة طعام فاسد، وسأعرفها قريباً وسأكشفها لكم، وقال الأول وأنا سأشتري لكم حماراً آخر، وقال الرابع وأنا أعرف حماراً جديداً يمكن شراؤه.

ونفذ الذئاب ما اتفقوا عليه، وأمسك أهل الغابة بالحمار متلبساً بجريمته، وتم نفيه من الغابة وحيداً وأصبح مكروهاً منبوذاً لا يريد أحد أن يعرفه أو يقترب منه أو يستمع إليه، ونال الحمار جزاءه،  وظل الذئاب في الكهف يضحكون ويضحكون، ويرددون كلمة واحدة.... لأنه حمار .. لأنه حمار هههههههههه.

[email protected] .com