رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

في الأدبيات الدستورية الثلاثة مفاهيم أساسية تقول إن الشعب هو مصدر السلطات، التي يباشرها بنفسه في صورة الديمقراطية المباشرة أو أن ينيب عنه من يمارسها باسمه في الديمقراطية النيابية الشائعة هذه الأيام لأنها الأسهل من الديمقراطية المباشرة.

ولكن شعب مصر ركب الصعب ومارس الديمقراطية المباشرة في ثلاث صور فارقة في التاريخ الحديث عندما ثار في 25 يناير 2011 لإسقاط نظام حكم استمر في فشله ثلاثين سنة وأراد أن يورثها لأبنائه، فهب الناس ثائرين ثورة عارمة كسحت النظام وألقت رموزه أمام محاكم الجنايات، وحل محلهم آخرون لم يصبر عليهم شعب مصر فخرج ثلاثون مليوناً في 30 يونية 2013 يصرخون في وجهه «ارحل» واضطر للرحيل والإحالة إلي محكمة الجنايات كسابقه في صورة ثانية من صور ممارسة الديمقراطية المباشرة في الشوارع والميادين من جانب الملايين.

ولم يكد العالم يفيق من ذهوله بعبقرية شعب مصر السياسية بثورتيه الكبيرتين حتي فاجأته ممارسة المصريين للصورة الثالثة من الديمقراطية المباشرة الاقتصادية عندما ذهبت ملايينه إلي البنوك لتوريد أربعة وستين مليار جنيه لحفر قناة السويس الجديدة وتفلح تلك الملايين في توريد المبلغ الكبير في ثمانية أيام فقط في أروع صورة من صور الديمقراطية الاقتصادية المباشرة التي أثارت الهمم العالية لتنفيذ المشروع الضخم في سنة واحدة فقط لنشاهد عجب العجاب والسفن العملاقة تعبر القناة الجديدة عبوراً مباشراً أمام أعين العالم في أكبر ترجمة عملية معاصرة لحق الشعوب في تقرير مصيرها selfdetermination بنفسها سياسياً واقتصادياً.. فثورة 25 يناير كانت ممارسة مصرية عظيمة لحق تقرير المصير.. وثورة 30 يونية ممارسة ثانية لذلك الحق، ثم الهبة الشعبية الاقتصادية في ثمانية أيام لحفر قناة السويس الجديدة ولو بأظافره وأسنانه.. تمثل جميعها صوراً رائعة للديمقراطية المباشرة لشعب مصر.. وكلها كانت ولا تزال صوراً ناجحة ستتبعها إن شاء الله الصورة الناجحة الرابعة عندما يذهب الشعب لصناديق انتخاب البرلمان القادم قبل نهاية هذا العام.

برلمان ما بعد ثلاثية الديمقراطية المباشرة لشعب مصر.

برلمان ما بعد ثورتين عظيمتين تلتهما ثورة حفر قناة السويس الجديدة.

برلمان الإعجاز والإنجاز المبهر الذي احتفلنا به في السادس من أغسطس الحالي.

برلمان الأمل في نقل البلاد من موات السنين السابقة إلي آفاق العهد الجديد بالرخاء المنتظر بإذن الله.. والله مع الصابرين.