تحيا مصر بطول قناة السويس الجديدة وعرضها وكل قطرة ماء تتدفق فيها من البحر الأحمر للبحر الأبيض حاملة سلام جنوب الكرة الأرضية إلي شمالها.
تحيا مصر بكل دقة قلب الثلاثين مليون مواطن الذين خرجوا في ثورة 30 يونيه يهتفون بأعلي أصواتهم «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية» واستجاب لهم الحاكم بأول مشروع عملاق يجلب الخير العميم علي مصر والمصريين ويحقق آمالهم بإذن الله.
تحيا مصر بتعداد شعبها الذي لبي نداء الرئيس بالمساهمة المالية في حفر القناة، فسارعوا إلي البنوك ودفعوا أربعة وستين مليار جنيه في ثمانية أيام، وكل جنيه فيها يهتف حباً في مصر.. لبيك يا مصر لبيك.
تحيا مصر عدد ملوك ورؤساء وزعماء العالم الذين تدفقوا عليها يوم الخميس قبل الماضي، ملبين الدعوة للاحتفال بالافتتاح العظيم لشريان الحياة الجديد في أعظم آليات المواصلات البحرية في العالم.
تحيا مصر المبهرة بأعظم إنجاز في التاريخ إذ تحفر قناة تربط بحرين عظيمين بعمق ست وستين قدماً لتتحمل عبور أضخم وأثقل السفن العملاقة.. يا سلام!
تحيا مصر التي شاهدنا شعبها يصفق فرحاً بعبور سفينة الحاويات العملاقة منذ أسبوع إعلاناً بنجاح مشروع القناة بعون الله الحامي لمصر الطيبة.
تحيا مصر بكل طلعة طيرانها فوق القناة الجديدة احتفالاً بيوم ميلادها ومحرراً اسمها بالألوان الزاهية في سمائها.
تحيا مصر بطول وعرض اليخت التاريخي العظيم الذي كان شاهداً علي نجاح ثورة 23 يوليو 1952 مودعاً الحكم الملكي إلي الأبد، وترتفع الأيادي مصفقة لزعيم الثورة في 26 يوليو 1956 معلناً تأميم قناة السويس التي كانت عاصية علي العدوان الثلاثي من جانب إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، وشهدت انسحابها تجر أذيال الخيبة، وتبقي مصر حرة مستقلة وتصبح القناة يوم الخميس قناتين والحمد لله.
تحيا مصر مع كل صافرة أطلقتها سفن العالم يوم الخميس قبل الماضي مشاركة لمصر وشعبها في احتفالهم بقناتهم الجديدة التي تم حفرها وتعميقها لعبور أضخم السفن في إعجاز وإنجاز لم يشهدهما العالم في أي قارة من قاراته.
تحيا مصر بكل نقطة دماء زكية عطرت رمال سيناء شرق القناة وغربها في حروبها منذ عام 1948 حتي يوم الخميس قبل الماضي.
تحيا مصر بكل دقة قلب أم يوم الخميس قبل الماضي انهمرت دموعها غزيرة يوم استشهد ابنها دفاعاً عن مصرنا حماها الله.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. يوم الخميس وكل خميس علي طول العمر المديد بإذن الله.