رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معركة مكتومة وغير معلنة.. تدور رحاها الآن بين مؤسسة الرئاسة وبين وسائل الاعلام.. خاصة برامج التوك شو ما لها وما عليها.

وأسباب المعركة.. المعلن منها بشكل غير مباشر على الأقل.. هو عدم ارتياح مؤسسة الرئاسة لما تبثه القنوات الفضائية خاصة برامج التوك شو.. لما للبعض من مقدميها من جماهيرية لا بأس بها، وهو أن تلك البرامج تصر على مناقشة العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بشكل يظهر وكأن المجتمع المصري كله غاضب على الحكومة والرئاسة وأنه كان ينتظر تحقيق وعود لم تتحقق والضرب على وتر الغضب الشعبي المكبوت الذي ربما يتحول في القادم من الأيام الى ثورة ثالثة قادمة!

وأنا أعتقد أنه لو صحت تلك الأسباب عن الجفاء البادي بين بعض الاعلاميين والقنوات الفضائية وبين مؤسسة الرئاسة.. فأظن أن هناك تهويلاً للأمر فلا برامج شكوى المواطنين ولا آراء بعض الاعلاميين المتحولين.. ولا حتى التوجهات الجديدة لبعض أصحاب القنوات الخاصة يمكن أن تحرك الشعب المصري.. الذي وضع رهانه على الرئاسة منذ 30 يونية وما قبلها.. فهى الأمل والرجاء.. والكل يدرك أن المشاريع التي بدأت في عهد السيسي ستستغرق وقتاً الى أن تحقق عائداً اقتصادياً يشعر به المواطن العادي.. وإذا كان ثمة غلاء وارتفاع في الأسعار فليخبرني أحد منذ متى وفي أي عام خلال العشرين سنة الماضية لم يكن هناك ارتفاع أسعار شهري.. واحيانا اسبوعي أيضاً!

ولكن ما الذي يجعل مؤسسة الرئاسة التي اعتبرت الاعلام شريكا لها في عهد السيسي.. لدرجة أن ثلاثة أو اربعة لقاءات جمعت السيسي برموز الاعلام سواء صحافة أو قنوات فضائية في الاسابيع الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية.. فما الذي جعل ذلك الود وطلب المشاركة أن يتحول الى ذلك الاستياء والغضب المكتوم؟

والاجابة من وجهة نظري تكمن في عدة أمور.. أولها أن بعض الاعلاميين وقد أخذته نشوة انه «شريك» في ادارة الامور.. راح يصول ويجول سواء في فضائياته أو جرائده.. وكأنه الخبير ببواطن الأمور والعليم باتجاه الريح والبعض الآخر ظن أن هناك مكاسب في الانتظار.. وعندما لم تتحقق تلك المكاسب انقلب غاضباً مهاجماً الرئاسة والحكومة بدعوى أنه يتحدث باسم الشعب!

أما البعض الثالث وهو الاخوان.. فلم يكن سوى اداة في يد صاحب قناته الفضائية.. وهنا يكمن الداء الأكبر.

فبعض أصحاب هذه القنوات.. وقد اكلوا على كل الموائد.. ونافقوا كل الأنظمة حتى نظام مرسي.. فانهم قد احتفوا في البداية بحكم السيسي ورأوا فيه أو هكذا توهموا انه صورة بشكل أو بآخر لما كان قبل قيام ثورة يناير.. تلك السنوات الذهبية لبعض رجال الأعمال ومنهم بعض اصحاب القنوات الفضائية بسبب حصولهم على آلاف الافدنة من الاراضي بملاليم اضافة الى قروض بنكية بالمليارات.. حتى تحول كل رجل اعمال منهم الى امبراطورية اقتصادية، وفي نفس الوقت حصلوا على كارت الأمن والامان من نظام مبارك.. فلا تحقيق ولا مساءلة ولا نائب عام ولا من أين لك هذا وهم ارادوا نفس عهد الامان مع السيسي.. ونفس الامتيازات السابقة.. ارادوا ان يواصلوا النهب والسلب وأن ينعموا بدفء الامان بعيداً عن مساءلة أي قانون.. غير أنهم وبالتجربة ادركوا أن الزمن لم يعد للوراء. وأن السيسي ليس كمن سبقه وأنه لا حصانة لأحد فوق القانون.. وأن اراضي الدولة لم تهد لمن ينهبها ويسرقها بل وربما بدأت نذر مراجعات لثروات البعض ومن أين حصل عليها.. ونذر اخرى لاستعادة الدولة لاراضيها المنهوبة وملياراتها المسروقة.

كل ذلك جعل هؤلاء وأقصد بعض رجال الأعمال اصحاب بعض القنوات الفضائية ينتفضون خوفاً وذعراً وكغريزة انسانية وتحولوا من موقف الخائف المدافع الى موقف المهاجم فالهجوم خير وسيلة للدفاع وكان هذا الموقف منهم له هدفان أساسيان أولهما اظهار تلك القنوات التي يملكونها بأصولها ومذيعيها وكأن لها الفضل في شحن الجماهير وقيام الثورة مرة واثنتين والهدف الثاني التلويح للنظام بأنهم لايزالون قادرين على الفعل وشحن الجماهير وربما للقيام بثورة ثالثة وهم واهمون غارقون في احلامهم وأمنياتهم فاذا كان ثمة ضرورة لثورة ثالثة فهى ثورة لاقتلاعهم هم وليس أي أحد آخر!!