رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا قرضاوى ..كفاك تحريضا

تابعت باهتمام حالة الهلع التى أصابت من يسمون أنفسهم بأصدقاء سوريا فى بلاد العرب والغرب ، وما يسمى باتحاد علماء المسلمين ، بعد الضربة القوية التى وجهها الجيش السورى لمقاتلى جبهة النصرة والقاعدة فى مدينة "القصير" السورية والإنتصارات المتالية للجيش السورى فى كثير من نقاط الإشتباك الأخرى ، ونحن هنا لا ندافع عن "بشار الاسد" حتى لا يساء فهمنا وتوجه ألينا التهم الجاهزة  ، ولكنها كلمة حق نقولها.

فقد شهدت بعض العواصم الغربية والعربية وعلى رأسها الدوحة والرياض وعمان وباريس وأنقرة وواشنطن ولندن وتل أبيب حراكا مكثفا ، وزيارات ولقاءات على مستوى السياسين ورجال المخابرات ورجال الدين وأنطلقت التصريحات من وشنطن ولندن والدوحة ، تحذر وتتوعد وتدعو الى تسليح لمعارضة السورية بأحدث انواع الأسلحة الفتاكة ، وانتفضت المخابرات السعودية والقطرية والإسرائيلية والتركية وطبعا كبيرهم (سى أى يه) الأمريكية ، بحثا عن طرق بديلة لإنقاذ رجالهم وأذنابهم على الأرض السورية ، وإنقاذ أنفسهم أولا من الهزيمة المفاجئة .
وعقدت اللقاءات والمشاورات وتعالت الإستغاثات من الداخل والخارج ، خوفا من هزيمة كل هؤلاء المتآمرين على تفتيت سوريا لمصلحة اسرائيل ، وليس لمصلحة الشعب السورى ، شماعتهم الكاذبة.
وإذا كانت أمريكا والغرب لديهم ما يبرر أفعالهم فى التآمر على العرب والمسلمين لمصلحة إسرائيل ، وإذا كانت قطر والسعوية ، لديهم ما يبررأفعالهم بإشعال الحرب والقتل فى سوريا وغيرها من الدول العربية باعتبار البلدين رأس حربة الغرب واسرائيل فى إنهاك الأمة وتدميرها ، فأن المؤسف أن يخرج علينا هؤلاء الذين يقولون أنهم اتحاد علماء المسلمين وعلى رأسهم هذا الشيخ " يوسف القرضاوى" ليتجولون فى القاهرة والدوحة وغيرها من المدن العربية والغربية ويطلقون الفتاوى التى تبيح قتل المسلمين الموحدين بالله ويهدرون دم هذا وذاك ، ويحرضون على الفتنة ويطالبون الشباب الساذج بالجهاد والذهاب الى سوريا وليس اسرائيل .
ونسأل الشيخ "القرضاوى" القابع فى دولة قطر المريبة منذ سنوات ، أليس هذه سوريا التى قلت عنها يوما ما أنها قائد الأمة ومنقذها وحامية الإسلام والمدافع الأول عن المسلمين أمام اليهود ، أليس هذا هو "بشار الأسد" الذى أهدرت دمه ابن الراحل حافظ الأسد الذى قلت أنه القائد المغوار ، أليس هذا هو الشيخ "حسن نصرالله" زعيم حزب الله ، الذى وصفته يوما ما بالبطل العربى ، والآن أصبح خائن وعميل وأهدرت دمه .. هل أصبح اليهود أصدقائك والإمريكان إحباءك ، حتى أنك لم تعد تدعوا عليهم فى خطبك كما كنت تدعو من قبل ، وأصبحت دعوتك الأساسية على "بشار" ، ولماذا لن نسمع رأيك عندما قتل أصدقائك فى سوريا بدم بارد العلامة السنى الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطى" رئيس اتحاد علماء الشام وهو فى حلقة علم بالمسجد ، أم أنك كنت المحرض على قتله ، ولماذا لم نسمع إدانتك لما يقوم به أصدقائك من تنظيم القاعدة من أكل أكباد وقلوب الجنود السوريين ، والتباهى بهتك أعراض السوريات ونحر الأطفال

، تحت راية "لا إله ال الله محمد رسول الله " ، والله ورسوله برىء منهم ومن أفعالهم.
الحقيقة أنك أنت وغيرك ممن يتاجرون بالدين أكثر خطرا على الإسلام والمسلمين بدعواتكم للقتل وسفك الدماء والتحريض .. وللأسف أنك وغيرك من أئمة المساجد فى مصر من السلفين المتشددين الذين سيطروا على الزوايا والمساجد  ، تدعون الى الفتنة ، وتستغلون الدين لأهداف سياسية ، حتى أننا لم نعد نسمع خطيب الجمعة يدعو على اسرائيل واليهود وامريكا كما كان يحدث سابقا ، بل أصبحت الدعوة الأساسية فى كل خطبة جمعة هى الإنتقام من "بشار" ونصرة أصدقائكم فى سوريا ، وكأن "بشار" ليس موحدا بالله وليس مؤمنا برسوله ، بينما صديقكم "نتنياهو " موحد ومؤمن  ونحن لا ندافع عن "بشار" أو افعاله وأخطائه ومعتقداته الدينية ، بقدر ما نحن مصدومون من مواقفكم المتناقضة والغريبة .
والمؤسف أن أئمة الحرم الشريف بمكة المكرمة الذين نكن لهم كل تقدير واحترام ، يسيرون على نفس نهج قادتهم وحولوا خطب الوعظ والارشاد الدينى الى خطب سياسية وأصبح همهم الأول فى الدعاء "بشار"  وسوريا وهو ما يؤكد التعصب الدينى للمذهب وتكفير كل من يختلف معهم فى الفروع وليس الأصول ، وقسموا المسلمين إلى سنة وشيعة وغيرها من المسميات والفرق ، رغم أن الكل موحد بالله ومؤمن بالسنة النبوية ، واختلاف الفروع لا يستوجب إراقة الدماء وإهدارها مهما كان الأمر ، لأن من يقتل فى سوريا سواء من فريق "بشار" أو فريق المعارضة يوحد بالله ويؤمن برسوله ، وحتى إذا كان ليس من المسلمين فهو إنسان كرمه الله وحرم دمه .
وعليكم يا من تدعون أنكم علماء المسلمين أن توقفوا فورا دعواتكم للتصعيد والقتل والجهاد ، وأن تدعوا إلى وقف القتال واللجوء الى السلم لحل المشاكل ، وإن كان لابد من الجهاد والدعوة للقتل فعليكم بأعداء الأمة الحقيقيين الذين هم أصدقائكم الآن ، فأديروا إليهم بنادقكم ورماحكم وابتهالاتكم ودعواتكم .