رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ مستور العسال يكشف فضائل رمضان شهر القرآن

الشيخ مستور العسال
الشيخ مستور العسال مدير عام بوزارة الأوقاف

تحدث الشيخ مستور_متولي العسال وكيل وزارة الأوقاف وأمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق ببسيون عن رمضان شهر القرآن.

 

وقال:"- إنَّ الحمدَ للهِ نَحمدُه، ونَستعينُه ونَستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ -تعالى- من شُرورِ أنفُسِنا، وسيئاتِ أعمالِنا، من يَهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إلَهَ إلّا اللهُ وَحدَهُ لاشريكَ لَه، جَلَّ عنِ الشبيهِ والـمَثيلِ، والنِّدِّ والنظير، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه، وصَفِيُّهُ وخليلُه، صلى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ عليه، وعلى آلهِ الطيبين، وأصحابِهِ الغُرِّ الـمَيامين، ما ذكرَهُ الذاكِرونَ الأبرار، وما تَعاقَبَ الليلُ والنهار، ونَسألُ اللهَ أن يَجعَلَنا مِن صَالـِحي أمَّتِه وأن يَحشُرَنا يومَ القيامَةِ في زُمرَتِه، أما بعدُ:

 لقد شَرَّفَ اللهُ هذا الشهرَ العظيمَ الـمُبارك بأن أنزَلَ اللهُ -تعالى- فيهِ أعظَمَ كُتُبِه، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) ومَدَحَ اللهُ مَن يَتلونَهُ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ)[فاطر: 29].

 وبَيَّنَ اللهُ -جَلَّ وعلا- تَزكِيَةً لأولئِكَ الذينَ يَحفَظونَه، فقالَ سُبحانَهُ وتَعالى: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) وبَيَّنَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ القرآنَ يَرفَعُ صاحِبَهُ في الدُّنيا، وينفَعُهُ يومَ القيامة، فأما رَفعُهُ في الدنيا فلقد قال عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ"(رواه مسلم).

وقال عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ" رواه أبوداود؛ فَبَيَّنَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-كَرامَةَ أهلِ القرآنِ باهتِمامِهِ بهم وتَعظيمِهِ لِشأنِهم، وإكرامِهم مِن دونِ سائِرِ الناس.

 وبَيَّنَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ القرآنَ يَنفَعُ صاحِبَهُ يومَ القيامة فقال: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا"(رواه مسلم).

 وبَيَّنَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أنَّ الرِّفعَةَ يومَ القيامةِ تكونُ بالقرآنِ، فقالَ عليه الصلاة والسلام: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا"(رواه الترمذي وأبوداود).

 

 أيُّها المتابعون الكرام : لقد تَعاهَدَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- القرآنَ سواءً في رمضانَ أو في غيرِ رمضان، وكانَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وأصحابُهُ والتابِعونَ يَهتَمونَ بالقرآن؛ تِلاوةً ومُراجَعَةً وتَدَبُّراً، وكانوا يَهتمونَ بهِ في رمضانَ أكثرَ من اهتِمامِهم بهِ في غيره، بل إنَّ

جبريل -عليه السلام-، كانَ يُدارِسُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- القرآنَ في كُلِّ رمضان ،لم يُذكَرْ أنَّهُ يَنزِلُ عليهِ في شهرِ مُحرَّم لمدارَسَةِ القرآنِ كاملا، أو يَنزِلُ عليهِ في شهرِ شعبانَ أو شوال، وإنَّما جاءَ الحديثُ أنَّهُ ينزلُ عليهِ في شهرِ رمضان، يُراجِعُ معهُ القرآن، يُدارِسُهُ القرآن، حتى إذا كانَ الرَّمَضانَ الأخيرَ لهُ عليهِ الصلاةُ والسلام الذي تُوُفِّيَ بعدَهُ بأشهر، نزلَ إليهِ جبريلُ فراجَعَ معهُ القرآنَ ودارَسَهُ معهُ مَرَّتَينِ في رمضانَ واحِد (رواه مسلم)، ولقد كانَ عليهِ الصلاةُ السلامُ يَتلو القرآنَ طِوالَ أيامِه، ويَهتَمُّ بهِ اهتماما عظيما في رَمَضان.

 لقد أدركَ السَّلفُ الصالِح، والتابعون لهم بإحسان سِرَّ عظمةِ القرآن، فطاروا بعجائبه، وعاشوا مواعظَه، وفي المواسم الفاضلة يَزداد التعلُّق به، ويشتدُّ التسابُق إلى قراءته؛ فإذا قِرأتَ في سِيَرِهم وجدتَ أنَّ الواحِدَ منهم كانَ يَقرأُ في رمضانَ الشيءَ الكثير، حتى إنَّكَ لَتَعجَبُ هل يستطيعُ أن يَصنعَ ذلك؟!

 يقول عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: "يَنبغي لحاملِ القرآن أن يُعرفَ بلَيلِه إذ الناس نائِمون، وبنهارِه إذ الناس مُفطِرون، وبحُزنِه إذ الناس يفرحون، وببكائِه إذ الناس يَضحكون، وبصَمتِه إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون".

 وكان الزهريُّ -رحمه الله- إذا دخل رمضان يقول: "إنَّما هو قراءة القرآن، وإطعام الطعام"، وكان الإمام مالك -رحمه الله -: "إذا دخل رمضانُ ترك قراءة الحديث وأقبل على القرآن"، وقال عبدالرازق: "كان سفيان الثوريُّ إذا دخل رمضان تَرَك جميعَ العبادة، وأقبل على قراءة القرآن".

 نسألُ اللهَ -تعالى- أن يَجعَلَنا جميعاً من أهلِ القرآنِ الذينَ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه، وأن يَرزُقَنا فيهِ التلاوَةَ والإخلاصَ للهِ وَحدَه.

جاء ذلك خلال لقائه بالقناة الأولي ببرنامج القول الحق