رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخَائِن

بوابة الوفد الإلكترونية

دَقَّت عقارب الساعة لتشير للثانية بعد منتصف الليل، خيم الهدوء على المنزل، خلَد زوجها إلى النوم، وهى لم تذق عيناها النوم، جلست خلف جدران غرفتها تفكر فى تغيير أحوال زوجها الذى اعتاد العودة للمنزل كل ليلة متأخرًا، والنوم بمفرده وخلافاتهما التى لا تنتهى بسبب إهماله لها ونزواته الأخرى، التى كان ينكرها دائماً، هذا حالها كل ليلة السهر والدموع والوحدة، وليس ذلك فحسب.. بل رأت خيانته لها على فراش الزوجية فطردها، ومن ثم قررت الطلاق. 

 

وقفت «مها» صاحبة الـ27 عامًا، أمام محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق للضرر ونفقة بأنواعها ضد زوجها لخيانته لها وطردها من المنزل، وبدأت فى سرد تفاصيل قصتها قائلة: «تعرفت على «شهاب» فى حفل زفاف إحدى صديقاتى، تبادلنا أطراف الحديث معًا، طلب مقابلتى وافقت من دون تردد وأنا أشعر بجاذبية شديدة تجاهه، واستمرت المحادثات والمقابلات بيننا ونشأت قصة حب كانت بالنسبة لى أجمل من الخيال، طلب مقابلة والدى لخطبتى، وبعد اللقاء الأول له مع أسرتى نال إعجابهم جميعًا، فرحت حتى كادت الفرحة أن توقف قلبى، واستمرت خطبتنا عامًا، كان خلاله هادئ الطباع ذا خُلق، لم يرتب له قلبى أبدًا». 

تابعت حديثها قائلة: «أثناء حفل زفافنا لاحظت أنه يتبادل النظرات مع إحدى الفتيات اللاتى يحضرن ولم أعرفها، وعندما سألته أخبرنى بأنها صديقته من أيام الجامعة تجاهلت الأمر، وبعد مرور أشهر قليلة لاحظت أنه يتحدث فى الهاتف لفترات طويلة ويغلق الغرفة عليه بحجه العمل، وعندما سمعته ذات مرة سألته مع من يتحدث رد قائلًا: (مجرد صديقة)، لم أصدق كلمه واحدة من كلامه فأخبرنى بالحقيقة، قال لى إنها قصة انتهت منذ سنوات وهى تحاول الاتصال به وإنها إنسانة مريضة تريد فقط أن تفسد علينا أجمل لحظات حياتنا وصالحنى بكلامه المعسول».

وأضافت: «بعد أيام بدأت تظهر على أعراض الحمل ذهبنا للطبيب الذى أكد لنا فرحتنا، وبعد فترة بدأ زوجى يعود للمنزل متأخرًا ثانيةً، وفى كل مرة أسئلة عن سبب التأخير، فيخبرنى بأن ضغط شغل هو السبب، وفى تلك الفترة كان قليل الحديث معى، وبات يخلد للنوم بمفرده فى غرفة المعيشة بحجة أننى حامل وأنه خائف علىّ».

وذات ليلة دخلت عليه الغرفة سمعته يتحدث معها، تشاجرنا ونهرنى وسبنى وأهلى، وقال لى إنها حياته ولا يحق لى التدخل فيها، هو رجل حر يفعل ما يشاء، تركنى أبكى حتى شروق الشمس ولم يخشَ على من الحزن وأنا حامل، ذهبت لأهلى وأخبرتهم، ونصحتنى والدتى بالحفاظ على بيتى اتصل به والدى وتحدث معه أنكر كل كلامى وأن كل ما حدث أوهام من وحى خيالى، وأنى مريضة بالشَّك، وجاء لبيت أهلى حاول تهدئتى وطلب منى نسيان كل ما حدث بيننا وفتح صفحة جديدة من أجل طفلنا الذى لم يرَ النور، وتركنى عند والدتى لمراعاتى خلال فترة الحمل، وعندما ذهبت للمستشفى للولادة لم يحضر زوجى بحجة سفره لشغل، وبعد فترة عدت لبيتى واستمرت حياتنا ولكننى كنت أشعر دائمًا بالريبة تجاهه، بسبب تصرفاته واعتياده على التأخر خارج المنزل بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.

وفى يوم قررت أن أعاقبه على تجاهله وخيانته التى ينكرها دائمًا، فتركت له المنزل وذهبت وطفلى لعائلتى كنت أتألم وظننت أنه سيفتقدنى وصغيره، ولكنه لم يسأل علينا، ازدادت وطأة الآلام فى قلبى، وكنت فى حيرة بين كرامتى والحفاظ على بيتى، وعندما قررت العودة لبيتى من أجلى طفلى ليعيش حياة طبيعية بيننا، رأيت بعينى خيانته لى بغرفة نومى وعلى فراشى، انهرت وصرخت فتعدى علىّ بالضرب خشية افتضاح أمره، طلبت منه الطلاق ولكنه رفض وطردنى فما كان أمامى غير أبواب محكمة الأسرة للخلاص منه.