اللص والدجاج.. طرائف خلف القضبان

الخميس 02/مارس/2023 - 02:30 م

أطلق العنان لشيطانه فأغواه بأنه لم يعد في جُعبة الفقر المدقع منزع، ثم كانت النتيجة في النهاية، أن آلت أهواؤه خلف القضبان، وسطّر قصة تهافتت عليها المواقع والصحف بطلُها "لِصٌّ ظريف".

اقرأ أيضًا: الحنة لا تزال في يدي

قصة أثبتت أنّ في الفقر توجد رفاهية الاختيار، إما أن تظل سجين فقرك وتجعله «شمّاعة» لأخطائك وتبرير أهوائك، أو أن تكون فردًا ضمن أناسٍ لم يملكوا من حُطام الدنيا نقيرًا ولا قطميرًا، دائمًا ما يخشون أن تتوق أنفسهم يومًا إلى طعام الأثرياء فتقصر عنه أيديهم، يخافون أن يطمعوا في رداءٍ حسن فيعجزوا عن شرائه، واثقين أنهم ذات يوم ستقلب لهم الدنيا ظهر المِجن، وستتوالى عليهم المِنح بعد المحن!

أفواه وأرانب.. كلاكيت تاني مرة:

ففي واقعة يكتنفُها غموض كبير وتلفّها السخرية، دارت أحداثها بإحدى قُرى محافظة الدقهلية، حيث أقدم رجل أربعيني على سرقة 10 دجاجات من محل لبيع الطيور، وحتى لا يفتضح أمره ويسمع الأهالي صياحهم ذبحهم في الحال، ذكرتنا تلك الواقعة بـ"حرامي الفراخ" الدور الذي جسده الفنان محمد السقا في شخصية «خليل» بفيلم (أفواه وأرانب).. بِيد أن الدجاج صار مُغريًا للسرقة في وقتنا هذا!

اللص الشريف.. يغسل ذنوبه بالمال الحرام:

ولم يكتفِ لص الدجاج بما فعله، بل تمادى في إثمه وانتهج مبدأ «البحر يحب زيادة»، حين لمح نافذة صغيرة تؤدي لسوبر ماركت، فتسلّل إليه وفتّش هنا وهناك حتى عثر على مبلغ مالي قيمته 112 ألف جنيه فسرقه، وخصّص منه جزءًا لفعل الخير ليطرق باب «التوبة النصوحة»، ويغسل ذنوبه من جرائمه الماضية بجُرمه الأخير! على حد قوله! وفكّر تفكير الذي جنّ أو طاش عقله، فاشترى عجلًا ووزّع لحمه بالمجان على الفقراء والمحتاجين وكميات كبيرة من الأرز.. مُدعيًا أن شخصًا ما وكّله بفعل ذلك ووعد أهل قريته بحياة رغدة وعيش هنيء، وظنّ أنه فلت بفِعلته، ولكن ليس كل ما يتمناه المرءُ يُدركه!

كاميرات المراقبة شهدت مُسارقة على الواقعة بأكملها، ووقع اللص الشريف في «خير أعماله!»، حين اصطدم بصخرة واقعه، وتكالبت عليه جرائمه، وكابد مساوئ أفعاله، حال إقبال سيارة الشرطة بصافرة أيقظت النائم ونبهت اليقظان، واصطحبته القوات الأمنية إلى مركز شرطة المنزلة، ومثَل المتهم "ك. م" أمام النيابة ليقرّ بما كان منه.

"الشيطان جعلني أفعل هذا".. هكذا قال اللص وهو يواجه بعيون زائغة عدسات الصحافة، مؤكدًا عدم ندمه على ما ارتكبه، وأنه مستعد لدخول السجن من جديد، ووعد بأنه سيرد المبلع الذي سرقه لصاحب المحل فور خروجه مباشرةً، وأعرب عن سعادته البالغة كونه أدخل الفرحة والبهجة في نفوس أهالي قريته، وستتضاعف سعادته حال خروجه من السجن ورد المبلغ المسروق.