رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا بعد نبيل العربي؟!

 

الآن.. وبعد أن استقر الدكتور نبيل العربي، علي رأس الجامعة العربية، أمينًا عامًا، لخمس سنوات مقبلة، فإن علينا أن نسأل أنفسنا بصراحة، عما إذا كان وجود مرشح مصري علي قمة الجامعة، هو وحده الذي سوف يصنع الدور المصري في المنطقة، ومن ورائها العالم، أم أن هذا الدور تصنعه أشياء وحقائق أخري، لا علاقة لها بمصرية  الأمين العام، أو عدم مصريته؟!

علينا، إذن، أن نصارح أنفسنا، وأن نجيب بصدق، وأمانة.. ولابد أن أمانة من هذا النوع، مع النفس، تجعلنا نتذكر في هذه اللحظة، أن الأمين العام للجامعة، علي مدي عشر سنوات مضت، كان رجلاً محترمًا، وصاحب مقام، ومكانة، هو السيد عمرو موسي.. ومع ذلك، فقد كانت الشكوي قائمة طوال السنوات العشر نفسها، من تراجع الدور المصري، ومن انحساره، ومن ضعفه!.. ولا أريد أن أضيف وأقول أن السنوات العشر السابقة عليه، كانت أيضًا من نصيب أمين عام مصري آخر، هو الدكتور عصمت عبدالمجيد، ومع ذلك، فقد كانت الشكوي ذاتها قائمة، ولا تتوقف!

فما معني هذا؟!.. معناه أن دور البلد، أي بلد، في محيطه، وفي اقليمه، وفي دائرته، لا علاقة له بمثل هذه الأشياء في الأساس.. وإنما هناك علاقة طول الوقت، بين وجود ديمقراطية حقيقية لديك، كبلد، واحترام حقيقي لحقوق الإنسان، وقيام اقتصاد متماسك علي أرضك، وحضور حكم القانون، و.. و.. إلي آخره، وبين قدرتك علي ممارسة دور مهم، وفاعل، ومؤثر، وواصل، في المنطقة عمومًا!

إننا، علي مدي عمر الجامعة، ابتداء من عام 1945، إلي العام الحالي، كنا نتمسك بأن يكون الأمين العام مصريا، دون مبرر معقول، ودون حتي أن يكون ميثاق الجامعة ينص علي ذلك، وكان يتحقق لنا ما نريده، في كل وقت من عمر الجامعة، باستثناء المرة الوحيدة التي انتقلت فيها

الجامعة، إلي تونس، في أعقاب كامب ديفيد، فكان أمينها العام تونسيا، هو الشاذلي القليبي، ومع ذلك فإن مصر إذا كانت قد لعبت دورًا مهمًا، في أي فترة، منذ نشأة الجامعة عام 1945، إلي الآن، فإن لعب هذا الدور، لم تكن له علاقة مباشرة، أو غير مباشرة، بمصرية الأمين العام، أو عدم مصريته، وإنما كانت له علاقة بحقائق أخري راسخة علي الأرض، من النوع الذي أشرت إليه حالاً.

وعلينا في المقابل، أن نذكر أن الأمم المتحدة التي نشأت في العام نفسه تقريبًا مع الجامعة العربية، تقوم بمبناها وملحقاته علي أرض أمريكية في نيويورك، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة لم تنافس في أي يوم، علي أن يكون الأمين العام، أمريكيا، وإنما كانت تلعب دورها في العالم، ولا تزال، من خلال اقتصادها، وديمقراطيتها، وحقوق إنسانها، وسيادة قانونها، وكل هذه العناصر التي تؤلف دورًا ينطوي علي مضمون، وجوهر، ومحتوي، وليس مجرد دور شكلي يقوم علي مظاهر خادعة وفارغة!

دورنا لن يتجسد في المنطقة من حولنا، كما نحبه ونتمناه، لمجرد إن أمين عام الجامعة مصري، وإنما سوف يتجسد دوره، ودورنا بالتالي، عندما تسعفه أحوال البلد، وتسعفنا علي كل مستوي!