رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

قصة شيخ حلم به الشعراوي فوجده بالجزائر.. الإمام بلقايد توأم الروح

 الشعراوي وبالقايد
الشعراوي وبالقايد

 "اعتاد رؤية وجهه الأبيض في أحلامه، وكأنه مصباح يضيء له أفكاره، فأحب الحديث معه والأخذ بنصائحه، وإذا به يلقاه بعد سنوات في الواقع، ولم يكن يعلم أن صديقه في الحلم إنسان على الأرض، وأن الذي اعتاد لقاءه في عالم الأشباح سيقابله ويصبح أعز صديق له"، هذا ما حدث للإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، قبل أن يلتقي الشيخ الراحل محمد بلقايد الهبري، أحد علماء الدين وشيوخ الطريقة الشاذلية في الجزائر، ومثلما تصادف ولادتهما في العام نفسه، توفيا في العام ذاته وكأنهما أرادا ألا يفترقا في الدنيا والآخرة.

 

اقرأ أيضًا: هنغيّر التريند.. مبادرة بوابة الوفد الإلكترونية لإحياء القيم وإنقاذ المجتمعات

 

الزائر صاحب الملامح السمحة:

 احتار الشيخ الشعراوي في رؤيته لشخص تكررت لقاءاته معه، وهو شخص ذو ملامح سمحة، كان يشعر بالراحة كلما رآه في منامه، فحفظ ملامحه وكأنه يعرفه من سنين، فقرر الشيخ الشعراوي أن يترك الأمر للأيام، إلى أن جاء عام 1963، وكان من المقرر أن يترأس في هذا العام الشعراوي بعثة الأزهر الشريف في الجزائر، لكنه اعتذر عن الرحلة.

 

 

أمره في الحلم بالذهاب للجزائر:

 جاءه الشخص ذو الوجه السمح في المنام وسأله لماذا لا تريد القدوم إلينا؟ وطلب من الشيخ الشعراوي أن يتراجع عن اعتذاره ويأتي مع بعثة الأزهر الشريف إلى الجزائر، فاستيقظ الشعراوي من نومه وقرر أن يتراجع عن اعتذاره، وبلغ المشيخة أنه ذاهب مع البعثة للجزائر، وبالفعل سافر الإمام، وطلب من البعثة وهي في الجزائر أن تذهب لحفل الذكرى الثامنة لاستقلال الجزائر، في القصر الرئاسي، وهناك تفاجأ الشيخ الشعراوي بما لم يتوقعه، عندما شاهد الراجل الذي اعتاد رؤياه في منامه مع مجموعة من العلماء.

 

 

الحلم يتحول لحقيقة:

 من دون تردد توجه الشيخ الشعراوي إلى الرجل وألقى على المجموعة السلام، وسأل عنه اسم الرجل، فعرف أنه الإمام محمد بلقايد، عالم دين وأحد شيوخ الطريقة الشاذلية في الجزائر، فجلس معه طوال وقت الاحتفال في القصر الرئاسي، وامتدت العلاقة بينهما، بعدما استمر الشيخ الشعراوي في بعثته بالجزائر لمدة 7 سنوات.

 

 

أنت لا تغيب عن فكري:

 واظب الإمام الشعراوي في حضور دروس الشيخ بلقايد التي كان يلقيها في المساجد، وحتى بعد عودة الإمام الشعراوي لمصر، استمرت الصداقة بينهم، لدرجة أن الشيخ الشعراوي أرسل له رسالة بعنوان "رسالة الشيخ متولي الشعراوي إلى سيدي الشيخ محمد بلقايد"، وقال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، سيدي محمد بلقايد، وأقول له إذا صفى الود، حمل فراق البعد، والذي يشتاق إلى رؤية أحد، هو من غاب عن فكره، وأنت والحمد لله لا تغيب عن فكري، وأشهد الله أنك معي في كل لحظة، لأن الذي تحاببنا فيه هو الله، ومادمنا قد تحاببنا فيه فنحن في محبته، ومحبته لا تعرف الأزمان المتعددة، ولا الأماكن المتشتتة، وأسأل الله أن يجمعني بك، جمعًا فوق جمع الأشباح، حتى تتفانى الأرواح، وتصبح مؤهلة إلى ربها خالق الأرواح، نفع الله بك يا سيدي، وزاد جاهك وزاد مددك، حتى يستوعب من الناس ما يتسع له أمرك عند الله، وحتى تصبح مدعوًا لإمامة من أحب الله فيك، وتبع الله بخضوعه إلى سلوكك الحسن، بالأسوة الحسنة، يوم ندعوا كل الناس بإمامها، وسنكون إن شاء الله من المدعوين لك، يا إمام الطريق في هذا العصر، والسلام عليكم ورحمة الله".

 

وُلدا معًا وماتا في العام نفسه:

 من المفارقات العجيبة أن الإمامين ولدا في العام نفسه وهو 1911، وتوفيا في العام نفسه 1998.

 

فيديو رسالة الإمام الشعراوي للشيخ بلقايد: