صدق أو لا تصدق .. المنصورة عاصمة الطب لا يوجد بها سوى جهاز واحد لعلاج الأورام

من المؤسف حقا أن تجد المنصورة عاصمة الطب في مصر لايوجد بها سوى جهاز واحد للعلاج الاشعاعي لمرضى الأورام على الرغم من وجود مركز هائل للأورام تابع لجامعة المنصورة وقسم كامل بمستشفى المنصورة الجامعي وهو القسم الذي يوجد به الجهاز الوحيد الذي انتهت صلاحيته رسميا في العام الحالي وهو يتكلف أكثر من مليون جنيه سنويا لصيانته وكان من المنطقي أن يتوقف الجهاز عن العمل نظرا لأنه يعمل بفوق طاقته اليومية بستة أضعاف .

تلك هي المشكلة التي يتحمل نتائجها مرضى الأورام بمحافظة الدقهلية وأيضا بعض المحافظات المجاورة ، لكن هل تتحمل مراكز ومستشفيات جامعة المنصورة تلك المشكلة أم تشترك وزارة الصحة ومستشفياتها التخصصية ومستشفى التأمين الصحي في تلك المشكلة ونتائجها ؟ بالطبع تتحمل فلا يعقل أن نحمل مستشفيات جامعة المنصورة عبء انتهاء صلاحية جهاز يعمل بسة أضعاف طاقته فيتعرض لأعطال معظم أيام العام بينما لايوجد جهاز واحد في أي مستشفى تخصصي من مستشفيات وزارة الصحة والتي تم انفاق الملايين عليها دون أن تفكر وزارة الصحة في توفير جهاز واحد يخفف الضغط الهائل الذي يشهده قسم علاج الأورام بمستشفى المنصورة الجامعي ، وحتى هذه اللحظة لاتوجد بوادر على تفكير الوزارة في هذا الأمر .

عمليا دخل الجهاز الوحيد بقسم الأورام والطب النووي بمستشفى المنصورة الجامعي عام 2006 واستمر في الخدمة حتى عام 2022 لتنتهي صلاحية الجهاز ويخرج من الخدمة في نهاية الشهر الجاري .. فماذا سيفعل مرضى الأورام حتى يتم حل هذه المشكلة ؟ حيث يتم فعليا تحويلهم لعدد من المحافظات للقيام بجلسات على أجهزة هذه المستشفيات .

التقت " الوفد " مع الأستاذ الدكتور محمد حجازي المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية بالمنصورة الذي أكد أنه لايجب تحميل مستشفيات ومراكز جامعة المنصورة مسئولية وجود مشكلة في أجهزة العلاج الاشعاعي لمرضى الأورام ، ويجب أن تشارك مستشفيات وزارة الصحة بالمنصورة في هذه المسئولية ويتم دعم مستشفياتها بالأجهزة لتخفيف الضغط على مستشفيات ومراكز الجامعة ، وأضاف بأنه تم التعاقد فعليا على توريد جهاز جديد لمستشفى المنصورة الجامعي حيث سيخرج الجهاز القديم من الخدمة في نهاية الشهر الجاري بالإضافة إلى شراء جهاز أخر ، وأشار د. حجازي إلى أن الضغط الهائل على مستشفيات

جامعة المنصورة لا يمكن تصوره حيث تؤكد الأرقام أن المستشفى يستقبل سنويا كمتوسط حوالي 2 مليون شخص في العام وهو رقم كبير جدا ومع ذلك نستمر في رسالتنا لتقديم الخدمة الطبية لكافة المرضى ، وأضاف د. حجازي أنه يوجد مركز للأورام تابع لوزارة الصحة في ميت غمر ومحافظة الدقهلية تحتاج مركز أخر نظرا للأعداد الكبيرة من مصابي الأورام بالدقهلية والمحافظات المجاورة .

أما الأستاذ الدكتور الشعراوي كمال مدير مستشفى المنصورة الجامعي فيقول بأنه من الخطأ الكبير أن نحمل قسم الأورام  والطب النووي بمستشفى المنصورة الجامعي المسئولية في مشكلة أجهزة العلاج ، ومن الطبيعي أن يتعرض الجهاز الوحيد بالقسم لأعطال مستمرة فطاقة الجهاز 20 جلسة يوميا وعمليا هو يجرى 120 جلسة في اليوم ويعمل حوالي 16 ساعة يوميا وأحيانا 24 ساعة في اليوم ، حيث أن القسم يستقبل آلاف المرضى سنويا سواء من الدقهلية أو المحافظات المجاورة ، ونظرا لخروج الجهاز الحالي من الخدمة في نهاية الشهر الحالي فقد قمنا بتحويل كافة المرضى إلى المستشفيات في بعض المحافظات ونقوم بإجراءات التحويل لهم ، وتم التعاقد على الجهاز الجديد بتكلفة قاربت 80 مليون جنيه وبدأت ألمانيا في تصنيعه وسيستغرق تجهيزه حوالي 3 أشهر ومن المنتظر أن يدخل الخدمة في أول أكتوبر القادم ، ويشير د. الشعراوي إلى أن توفير أجهزة لعلاج الأورام بمستشفيات وزارة الصحة بالدقهلية سيخفف أعباء كبيرة على قسم الأورام بمستشفى المنصورة الجامعي وكذلك مركز الأورام .