رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رشَاشَات النور

د. مجدى إبراهيم
د. مجدى إبراهيم

 

من خطأ الرأى أن يُقال أيهما الأكمل: محمد النبيّ أم محمد الوليّ؟ لأن كمال نبوته عليه السلام ليست بالمفصولة مطلقًا عن كمال ولايته (صلوات الله وسلامه عليه). وحقيقته الروحيّة مددُ حقيقته الزمنية، ولولاه، صلوات ربى وسلامه عليه، لم تخلق الدنيا من العدم كما قال البوصيرى حقًا وصدقًا طيّب الله ثراه. ولكن السؤال ينبغى أن يتقرّر هكذا: أيهما الأبقى محمد النبى أم محمد الوليّ؟

وهو بلا شك سؤالٌ مشروع، والإجابة عليه من جهة الواقع الفعلى مشروعة أيضًا؛ لأن النبوّة انقطعت بوفاته، فلم يبق بعده نبيّ، ولم تنقطع الولاية بوفاته عليه السلام؛ فمدد الأولياء موصول منه على الدوام بغير انقطاع، فالأبقى من جهة (البعد الروحي) ولايته بعد انقطاع فترة نبوته فى بعدها الزمني. وكلتاهما–ولايته ونبوته–من الكمال الذى لا يقدح فيه سوى مخبول عقيم البصيرة.

أمّا أبقاهما من جهة الواقع الفعلي، فالولاية. ولا يفهم من هذا تفضيل الولاية على النبوة، فمثل هذا التفضيل فهم مغلوط لا يجوز ولا يصح على الإطلاق.

فالإشارة هنا إلى الحقيقة المحمديّة، والرمز مقصود واضح لمن يفهم الإشارة (أول ما خلق الله نور نبيّك يا جابر) وجابر هذا هو الصحابى الجليل جابر بن عبدالله الأنصارى الذى سأل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عن بدء الأمر.

والحقيقة المحمديّة غير الشخصية المحمديّة، الحقيقة لا

تشخّص، بينما الشخصية النبويّة تتحقق فى الواقع الفعلي، والشخصية المحمديّة أى (شخص محمد عليه السلام) لها بعد زمنى ككل الأشخاص، لها بداية ونهاية، مولد فحياة فموت، وجدت فى التاريخ فوجودها محدود بزمان ومكان. أمّا الحقيقة المحمديّة فلها بعد روحى مطلق غير محدود ولا مقيّد لا بالزمان ولا بالمكان. نعم قد تتحقق «الحقيقة» فى «الشخصية»، فتحوز آيات الكمال وذروته من حيث كونه إنسانًا له معدن النور الإلهي. وكل إشارات العارفين ورموزهم تنصرف إلى هذا البعد الروحي؛ لأنه هو سر مددهم الشريف وإمدادهم اللطيف سواء.

صلوات الله وسلامه على سيدنا محمد النور الذاتى والسّر السارى سرّه فى سائر الأسماء والصفات. وسريانُ السّر السّارى فى سائر الأسماء والصفات الإلهية لطائف لا يدركها المحجوبون، ولا يعلمها متعلم عاجز عن فقه الإشارة؛ ليقال فى إشارته هلاويس، لا بل مواهب وتوفيقات من رشاشات النور.