رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بقيع مصر| هنا يرقد أبطال غزوة بدر و5000 من الصحابة (فيديو)

بقيع مصر
بقيع مصر

إذا أردت أن تزور حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وتستأنس بالجلوس إلى عدد من صحابة النبي.. فإذهب الى البهنسا بالمنيا، ففيها استشهد 5 آلاف من الصحابة، ومدفون بها محمد بن أبي ذر الغفاري وعبدالرحمن بن أبي بكر، وعدد من أبناء عمومة رسول الله والصحابية خولة بنت الأزور ، و70 صحابياً شهدوا غزوة بدر ، وبها قبر حفيد الرسول، واطلقوا عليها بقيع مصر.

 

 

 وكما يؤكد السلف الصالح ، أن زيارة البهنسا ، استجابة للدعاء وخوض في الرحمة ، وخروج من الذنوب وذهاب للهموم ، وقضاء للحاجات ، الأهالي يعتقدون أن المبيت في خلوة " أبي سمرة " حفيد رسول الله يشفي الأمراض.. و"الدحرجة" عند أضرحة السبع بنات تجلب الرزق ، و " شجرة مريم " التى استظلت بها العذراء وابنها المسيح فى أثناء رحلة العائلة المقدسة ما زالت باقية ، ومسجد الحسن الصالح من أقدم مساجد مصر  .. وكانت كسوة الكعبة تأتي من البهنسا فى العصر الفاطمى.

 

 

فمدينة البهنسا ، إحدي قرى مركز بني مزار ، شمال المنيا ، هي احدى اشهر المناطق الأثرية ، وتعد من أجمل القرى ، وهي مدينة اثرية عثر فيها على الكثير من البرديات التي ترجع الى العصر اليوناني الروماني، وعنها يقول المؤرخون العرب إنها كانت عند فتح مصر مدينة كبيرة حصينة الاسوار لها أربعة أبواب ، ولكل باب ثلاثة أبراج ، وانها كانت تحوي الكثير من الكنائس والقصور، وقد ازدهرت في العصر الاسلامي وكانت تصنع بها أنواع فاخرة من النسيج الموشي بالذهب، وتحتوي مدينة البهنسا على الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والاسلامية حتي آثار التاريخ الحديث متواجدة متمثلة في المباني والقصور التي يرجع عمرها الى أكثر من مائة عام.

 

 

كانت البهنسا قديما ذات أسوار عالية ، وحكمها حاكم روماني جبار يسمى البطليموس، وكانت له فتاة ذات حسن وجمال، ومن شدة جمالها أطلق عليها بهاء النساء، ومن هنا سميت البلدة بـ «البهنسا» ومن المعالم التاريخية الموجودة فيها شجرة مريم، وسميت كذلك لأنه يقال ان السيدة مريم جلست تحتها والسيد المسيح عليهما السلام، عندما كانا في رحلة الى صعيد مصر.

 

وقد شهدت البهنسا ، صفحات مجيدة من تاريخ الفتح الاسلامي لمصر، حيث يطلق عليها مدينة الشهداء لكثرة من استشهد فيها خلال الفتح الاسلامي، ففي عام 22 هجرية أرسل عمرو بن العاص جيشاً لفتح الصعيد بقيادة «قيس بن الحارث» وعندما وصل الى البهنسا، كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة مما ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس اهلها الذين اطلقوا عليها «مدينة الشهداء» تبركا والتماسا للكرامات.

 

وفي البهنسا غرب بجوار مسجد «علي الجمام» ، تقع جبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها عدد كبير من القباب والأضرحة ، والتي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر «مقامات» لشهداء الجيش الاسلامي الذين شاركوا في فتح مصر واستشهدوا على هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد المصري ويفخر أهلها اليوم بهذه القرية لاحتواء ترابها على أجساد هؤلاء الشهداء من الصحابة بل والبدريين.

 

ومن المعالم التاريخية الإسلامية بالبهنسا مسجد القاضي علي الجمام ، وتحتوي القرية ايضاً على مسجد ، ومقام الحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أي حفيد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يعتبر من أقدم المساجد في القرية بل في مصر فهو أقدم من الأزهر الشريف إذ يزيد عمره على 1200 سنة.

 

وأهل الصعيد يعتبرونها،  أرضاً لا تأكل أجساد الموتي .. ولأنها أرض مبروكة كما جاء في القرآن.. زادت قدسيتها بعد فتح مصر ، عندما استشهد علي ارضها 5 آلاف من كرام الصحابة والتابعين ، من بينهم  70 صحابياً حاربوا مع النبي عليه الصلاة والسلام ، في موقعة بدر الكبري ، ولذلك أطلق عليها الكثيرون  " بقيع مصر " نسبة إلي أرض البقيع بالمدينة تشبها بكثرة الصحابة المدفونين بها ، حديثنا عن قرية البهنسا التى تبعد عن القاهرة 200 كيلو متر وتقع بمركز بني مزار في محافظة المنيا.. والشرط الوحيد قبل دخول المكان هو أن " تخلع حذاءك " .. فأنت في أرض مباركة .

 

ويقول سلامة زهران، مدير تفتيش الآثار الإسلامية بالبهنسا ، أن معركة فتح البهنسا جعلت منها ملحمة شعبيها ترويها الأجيال حتى اليوم .. وكانت البهنسا حامية عسكرية رومانية قبيل الفتح الإسلامى ، وعندما انتهى سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه من فتح القاهرة والوجه البحرى وأراد السير إلى بلاد الصعيد أرسل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فأشار إليه بفتح مدينتين هما إهناسيا والبهنسا بشمال صعيد مصر لأنهما كانتا تضمان أهم معاقل الرومان ، وأرسل سيدنا عمرو بن العاص جيشا من المسلمين لفتح البهنسا بقيادة قيس بن الحارث في عام 22 هجرياً .

 

لافتا زهران ، ان هذا الجيش ضم مجموعة من الصحابة ممن حاربوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،  فى غزوات عديدة ، مثل،  عبدالله بن عمرو بن العاص أمير الجيوش علي مصر ، وأخيه محمد وخالد بن الوليد ، وابنه سليمان ، وقيس بن هبيرة المرادي ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وميسرة بن مسروق العبسي ، والزبير بن العوام الأسدي ، وابنه عبدالله ، وأبان بن عثمان بن عفان ، ويحي بن الحسن البصري ، وأبو ذر الغفاري وابنه محمد ،  وهذا الجيش عسكر فى قرية قبل البهنسا ، سميت بعد ذلك بقرية " القيس" نسبة لقائد الجيش ، ثم تبع قيس بن الحارث سيدنا عبد الله بن الزبير بن العوام ، وعبد الله بن الجموح ، وزياد بن أبى سفيان رضي الله عنهم ، وكانت معركة الفتح شديدة القسوة على جيوش المسلمين ، وسقط منهم شهداء كثيرون  .

 

ومضيفا سلامة ، استمرت جهود الفتح مابين 4 إلى 6 أشهر متواصلة، وكان الرومان فى ذلك الوقت يتحصنون خلف أبراج المدنية العالية وحصونها القوية وأبوابها الأربعة  "قندس" شمالا و "توما" جنوبا و"الجبل" غربا وباب "البحر" على بحر يوسف، وعندما تمكن جيش المسلمين من فتح البهنسا استقرت القبائل العربية بالمدينة مثل قبيلة بنت غفار وبنى العوام ، وقبائل تنتسب لسيدنا أبى بكر الصديق ، إلى أن جاء العصر الفاطمى فأصبحت البهنسا من أهم مدن مصر،  وازدادت رقعتها ومساحتها حيث كانت بمثابة ولاية كبيرة ثم تضاءلت أهميتها فى العصرين المملوكى والعثمانى .

 

ومشيرا زهران ، ان كل مكان في البهنسا ارتوي بدماء شهداء المسلمين من الصحابة والتابعين ، وبها عدد كبير من المقامات للشهداء مثل محمد بن ابي ذر الغفاري ، وعبدالرحمن بن أبي بكر ، ومجموعة من أبناء عمومة رسول الله ،مثل ، الفضل

بن العباس ، وأبناء عقيل ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن عمر بن الخطاب ، وابان حفيد عثمان بن عفان ، والصحابية الجليلة الفارسة الشجاعة التي كان لها صولات وجولات في معركة أجنادين (خولة بنت الأزور)، و التي نزلت فيها سورة المجادلة بالقرآن الكريم ومقام وخلوة أبي سمرة حفيد الحسين بن علي بن أبي طالب ، والذي يعتقد الناس عن خلوته أن من بات فيها وكان مريضا شفي بإذن الله  .

 

ومدفون بها 70 صحابياً ممن شهدوا غزوة بدر ، ويطلق عليهم في التاريخ " البدريون ".. إلي جانب مشهد الحسن بن صالح المنتهي نسبه الي الحسين بن علي بن أبي طالب والذي بني بها مسجدا كبيرا،  وقال السلف الصالح في فضلها ممن زاروا البهنسا ، أن من أتاها خاض في الرحمة حتي يعود ، ومن زارها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وأنه لا يزورها مهموم إلا وفرج الله همه، ولا مغموم إلا أذهب الله غمه، ولا صاحب حاجة إلا قضيت بإذن الله عز وجل،  وزارها جماعة من العراق مثل ، بشر الحافي، ،  وسري السقطي ومالك بن دينار ، وسحنون، وزارها من أقصي المغرب أبو مدين ، وشعيب وأبو الحجاج، وأبو عبدالله ، وزارها الفضيل بن عياض، وروي أن إقليم البهنسا كثير البركة .

 

وتتمتع المدينة بقدسية شديدة ، لأن ثراها المبارك يحتضن الشهداء من آل البيت الأطهار ، ومن امراء الصحابة وفرسان العرب، وهذه القدسية التى تتمتع بها البهنسا جعلت لها مكانة خاصة فى قلوب العلماء ، لدرجة ان الشيخ عبد الحليم محمود عندما نزل البهنسا خلع حذاءه وقال وقتها "كيف لا أخلع نعلى على أرض قد وطأتها أقدام ودماء الصحابة والشهداء" .

 

وكانت كسوة الكعبة،  تذهب من البهنسا فى العصر الفاطمى ، وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " ليس بعد مكة والمدينة والأرض المقدسة والطور أرض مباركة إلا أرض مصر ، والبركة هي في الجانب الغربي " قال: ولعلها البهنسا ، وكان علي بن الحسن يقول، إنه ليس بأرض مصر بالوجه القبلي أرض مباركة ، ولا أكثر بركة من أرض البهنسا.

 

وكان أبو علي النوري ، إذا أتي أرض البهنسا وأتي الجبانة ، ينزع ثيابه ويتمرغ في الرمل ، ويقول، يا لكِ من بقعة طالما ثار غبارك في سبيل الله، وكان أبو علي الدقاق إذا مر بجبانة البهنسا يقول، يا لك من بقعة ضمت أعضاء رجال وأي رجال .. طالما عرقت وجوههم في سبيل الله وقتلوا في سبيل الله ومرضاته  ، وسألوا الحسن بن صالح ((حفيد رسول الله))، لم اخترت هذه البلدة علي غيرها، قال، كيف لا آوي إلي بلد أوي إليها روح الله وكلمته وينزل علي جبانتها كل يوم ألف رحمة ، ولما ولي عبد الله بن طاهر مصر تجهز وأتي إلي البهنسا، فلما قرب من الجبانة ترجل عن جواده وترجل من معه.

 

وكان الوالي عليها عبدالله بن الحسن الجعفري ، فخرج ماشياً وسلم عليه، ولما وصل إلي الجبانة قال،  السلام عليكم يا أحياء الدارين وخير الفريقين، ثم التفت إلي أصحابه وقال: إن هذه الجبانة ينزل عليها كل يوم مئات الرحمات وأنها تزف بأهلها إلي الجنة، ومن زارها تتساقط عنه ذنوبه كما يتساقط الورق من علي الشجر في يوم ريح عاصف، فكان عبدالله بعد ذلك كل يوم يخرج حافياً فيزورها حتي مات ودفن فيها .

 

وقد شهدت البهنسا صفحات مجيدة من تاريخ الفتح الاسلامي لمصر، حيث يطلق عليها مدينة الشهداء لكثرة من استشهد فيها خلال الفتح الاسلامي، ففي عام 22 هجرية أرسل عمرو بن العاص جيشاً لفتح الصعيد،  بقيادة «قيس بن الحارث» وعندما وصل الى البهنسا، كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة مما ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس اهلها الذين اطلقوا عليها «مدينة الشهداء» تبركا والتماسا للكرامات.

 

وفي البهنسا غرب بجوار مسجد «علي الجمام» ، تقع جبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر «مقامات» لشهداء الجيش الاسلامي الذين شاركوا في فتح مصر ، واستشهدوا على هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد المصري ، ويفخر أهلها اليوم بهذه القرية لاحتواء ترابها على أجساد هؤلاء الشهداء ، من الصحابة بل والبدريين.

 

شاهد..