مظاهر وحدانية الله وعدله ورحمته

توجد الكثير من الأدلّة التي تُثبت وحدانيّة الله -تعالى-، ووحدانيّة الله -سبحانه- يعني أنّه واحدٌ لا شريك له، ومن الأدلّة العقليّة التي تُثبت وحدانيّته -سبحانه-؛ هو أنّ كُلّ شيءٍ في الكون مخلوق، والمخلوق لا بُدّ له من خالق، وبما أنّ الفاعل واحد ولا يُصدرُ الفعل عن فاعلين، فيثبُت بذلك أنّ الخالق واحدٌ وهو الله -تعالى-، لِقولهِ -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ) وكُلَ شيءٍ غيرُ الله مخلوق، والمخلوق لا يُمكن له أن يكون شريكاً لِخالقه لأنه يحتاج لغيره، والخالق لا يحتاج لغيره، لِقولهِ -تعالى-: (قُل أَغَيرَ اللَّـهِ أَبغي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ).
وكذلك من المستحيل أن يكون هناك خالقين؛ لاستحالةِ تنفيذ إرادتين في نفس الوقت، لأنَّ ذلك يؤدي إلى تنازُعِهما وتخاصُمهما، لِقولهِ -تعالى-: (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا)، ولو افتُرِض وجود إلهين؛ لكان هُناك اختلافٌ في الخلق، ولكن
هناك الكثير من المظاهر التي تدلّ على وحدانية الله في الكون والطبيعة، منها: انتظام الكون: لقوله -تعالى-: (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا)،[٥] فلو كان هناك إلهين يتّصفان بصفات الألوهية كالقدرة والإرادة، وأراد الإله الأول أمراً ما، فالإله الثاني إن قام بمساعدته فهو عاجر وهذه ليست من صفات الإله، وإن كان قادراً على مخالفة أمر الإله الأول فيكون الإله الأول ضعيفاً، وهذه أيضاً ليست من صفات الإله، لذلك استحال اجتماع إلهين، لأنَّه لو كان ذلك لفسد انتظام الكون، ولظهر الخلل فيه.