رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأزمة الأوكرانية الروسية.. هل يكون تبادل القذائف بداية لحرب عالمية ثالثة ؟

الصراع الروسى الأوكرانى
الصراع الروسى الأوكرانى

بعد أحداث الساعات الماضية من قصف مدفعى واستهدافات عسكرية بين جيش الأوكرانى والأقاليم الانفصالية شرق البلاد، دخل الصراع الروسى- الأوكرانى، مرحلة جديدة  ما ينذر باشتعال فتيل حرب عالمية ثالثة، وسط حالة الاستقطاب الدولى للأحداث الجارية.

 

ووسط الأنباء المتسارعة حول الأزمة، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن السلطات المحلية فى جنوب غرب روسيا، أن قذيفة أصابت منزلا بقرية روسية قرب الحدود الأوكرانية، وأحدثت أضرارا فى سطحه من دون أن يصاب أحد بأذى.

 

ونفت أوكرانيا بشدة تقريرين سابقين عن سقوط قذائفها على الأراضى الروسية قرب الحدود، ووصفتها بأنها أنباء زائفة.

 

وقالت كييف إن قوات الحكومة الأوكرانية لا تطلق النار، وإنها لا مصلحة لها فى تصعيد التوتر المرتفع بالفعل.

 

القوات الأوكرانية

ومن جهة أخرى، سقط عدد من قذائف الهاون داخل الأراضى الأوكرانية، السبت الماضى، وفق وكالة "فرانس برس".

 

وسقطت القذائف على بعد مئات الأمتار من مكان تواجد وزير الداخلية الأوكرانى دينيس موناستيرسكى، حيث التقى صحفيين خلال جولة قام بها لجبهة القتال ضد المتمردين المدعومين من روسيا.

 

وأُجبر الوزير على الاختباء لدى انفجار القذائف، وذلك بعد وقت قصير من إدلائه بتصريحات لوسائل إعلام دولية، وفقما أفاد مراسلو "فرانس برس"، فيما لم يسجل سقوط أى ضحايا، كما تعرض مسؤولين عسكريين أوكرانيين لقصف على جبهة الصراع مع الشرق.

 

وقالت قوة العمليات المشتركة التابعة للجيش الأوكرانى،إن جنديين قتلا فيما أصيب أربعة آخرون، فى قصف استهدفهم شرقى البلاد، بينما يتأجج الوضع يوما بعد الآخر على الحدود مع روسيا المجاورة.

 

وأضافت القوة أنها سجلت 70 خرقا لوقف إطلاق النار حتى الساعة الخامسة مساء السبت بالتوقيت المحلى.

 

وقال رئيس برلمان أوكرانيا، إن قصفا روسيا على نواب وقع فى مدينة "نوفولوجانسكوى".

 

وقالت رئيسة حزب "خادم الشعب" الأوكرانى، إن "روسيا تهاجم بشكل نشط مواقع تابعة لنا فى شرق البلاد".


وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن إرسال أول قطار ينقل لاجئى لوغانسك ودونيتسك الإنفصاليتين الموالية لروسية، من منطقة روستوف إلى فارونيج.

 

قال القائم بأعمال وزارة الطوارئ فى روسيا، ألكسندر تشوبريان، إن أول قطار يقل لاجئى جمهوريتى لوغانسك ودونيتسك، قد غادر بالفعل إلى منطقة فارونيج.

 

وأضاف تشوبريان للصحفيين: "اليوم أرسلنا أول قطار من روستوف وفيه 500 شخص، إلى نقطة إقامة مؤقتة فى فارونيج".

 

واحتدم الوضع فى دونباس، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتا دونيتسك ولوجانسك الشعبيتان المعلنتان من جانب واحد اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.

 

وكان الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، قد وجّه القائم بأعمال وزارة الطوارئ، ألكسندر تشوبريان، بالتوجه إلى منطقة روستوف فى روسيا لتهيئة ظروف إيواء اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من إقليم دونباس، بالإضافة لصرف مبلغ 10 آلاف روبل روسى (نحو 130 دولار) لكل لاجئ قادم من دونباس إلى روستوف الروسية.

 

وطالب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى القوى الغربية بالتخلى عن سياسة "مهادنة موسكو"، فيما تتصاعد المخاوف من احتمال غزو روسيا لبلاده.

فولوديمير زيلينسكى  

 

وقال زيلينسكى خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، السبت: "تلقت أوكرانيا ضمانات أمنية للتخلى عن ثالث أكبر ترسانة نووية فى العالم. لا نملك أسلحة لكن لدينا الحق فى المطالبة بتغيير سياسة المهادنة إلى أخرى تضمن الأمن والسلام".

 

كما عرض الرئيس الأوكرانى لقاء نظيره الروسى فلاديمير بوتين، بهدف منع أى غزو روسى لبلاده.

 

وقال: "لا أعرف ما الذى يريده الرئيس الروسى. لهذا السبب أقترح أن نلتقى".

 

ومن جهة أخرى، تمسك زيلينسكى برغبة بلاده فى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى (ناتو).

 

وطالب الرئيس الأوكرانى بإطار زمنى "واضح" لانضمام بلاده إلى الحلف، رغم الرفض الروسى الصارم.

 

وتابع: "ما الذى يمكننا القيام به؟ يمكننا دعم أوكرانيا وقدراتها الدفاعية بقوة عبر تقديم جداول زمنية واضحة وعملية لانضوائها فى الحلف".

 

وأعلن وزير الخارجية الأمريكى، أنطونى بلينكن، أن بلاده على استعداد للرد على أى "اعتداء من روسيا" فى حال دعت الضرورة لذلك، مشيرا إلى أن الوضع فى أوكرانيا يتطور وفقا للسيناريو الذى توقعته واشنطن.

أنطونى بلينكن

 

وقال بلينكن: "إن الولايات المتحدة واثقة تمامًا من البيانات الاستخباراتية التى تحصل عليها بشأن الموقف بين روسيا وأوكرانيا".

وأضاف أن الوضع فى أوكرانيا يتطور وفقا للسيناريو الذى توقعته واشنطن.

 

وقال إن "بلاده على استعداد للرد على أى "اعتداء من روسيا" فى حال دعت الضرورة لذلك".

 

وفى السياق، أشار بلينكن إلى أن بايدن (الرئيس الأمريكى) مستعد دائمًا لمقابلة بوتين إذا كانت هذه الاتصالات تساعد فى تعزيز السلام.

 

وحذرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، السبت الماضى، روسيا من غزو أوكرانيا.‏

 

وقالت فى كلمتها بمؤتمر الأمن فى ميونيخ بألمانيا: "اسمحوا لى أن أكون واضحة، يمكننى أن أقول على وجه اليقين المطلق أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإن أمريكا جنبا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، ستفرض تكاليف اقتصادية كبيرة وغير مسبوقة".

 

 كامالا هاريس

كما أكدت هاريس خلال لقائها بالرئيس الأوكرانى، فلاديمير زيلينسكى، فى المؤتمر، أن أمريكا ملتزمة بسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.

 

 

وقالت عبر حسابها على موقع "تويتر": "فى مواجهة التعزيزات العسكرية الروسية، تقف أمريكا إلى جانب أوكرانيا. كما أخبرت الرئيس زيلينسكى فى ميونيخ، نحن ملتزمون بسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية".

 

ودعا رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الحلفاء إلى "الوحدة" فى مواجهة التهديدات الروسية بغزو أوكرانيا، مؤكداً أن الحشود الروسية على حدود أوكرانيا تهدد أوروبا.

 

وقال جونسون "يجب أن نتّحد لمواجهة هذه التهديدات" مشيرا إلى أن العقوبات التى ستفرضها بريطانيا على روسيا فى حال هاجمت أوكرانيا ستجعل "مستحيلا" على موسكو الوصول إلى الأسواق المالية فى مدينة لندن، مبيناً أنه لابد من ضمان وجود بدائل للغاز والنفط الروسى لأوروبا.

بوريس جونسون

 

كما أضاف جونسون أمام القادة والوزراء المجتمعين فى هذا المؤتمر السنوى الذى تقاطعه روسيا "هناك مخاطر كبيرة على العالم إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا" مشيرا إلى أن روسيا تواصل خنق أوكرانيا بحريا، كما قال "مستعدون للتأكيد لبوتين أننا جاهزون للرد".

 

كذلك، أشار إلى أن أكاذيب روسيا حول أوكرانيا مستمرة وهدفها تبرير الغزو، وبين أن أوكرانيا كبيرة ومن الصعب إخضاعها ومغامرة روسيا الكارثية ستفشل.

 

وأشار إلى أنه "فى حال غزو أوكرانيا، فإن الصدمة ستتردد فى كل أنحاء العالم"، محذرا من تأثير ذلك على تايوان خصوصا، بعد وقت قصير من كلمة وزير الخارجية الصينى وانغ يى خلال المؤتمر.

 

كما بين جونسون أن الحشود الروسية على حدود أوكرانيا هى تهديد لأوروبا، وأشار إلى أن نجاح روسيا فى هذا الغزو سيوجه رسالة إلى كل القوى الأخرى مفادها أن "العدوان يؤتى ثماره" وحض أوروبا على التزام "الثبات الاستراتيجى" فى سياسات الطاقة والدبلوماسية والميزانيات العسكرية.

 

 

كما أكد جونسون أن من مصلحة أوروبا مواجهة خطط روسيا لتهديد شرق أوروبا، مشددا أن الناتو يلعب دورا أساسيا فى الدفاع عن أوروبا.

 

فيما أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، ينس ستولتنبرج، أن الوقت لا يزال متاحا أمام روسيا لتتراجع عن قرار الحرب فى أوكرانيا، مشددا على أنه على موسكو أن تعرف جيدا حجم التداعيات التى ستحدث إذا غزت كييف.

 

وقال ستولتنبرج خلال كلمة ألقاها فى مؤتمر ميونيخ للأمن: "روسيا تصر على مطالبها رغم أنها تعرف أننا لن نوافق عليها"، مُجدِدا الالتزام الثابت لأعضاء الحلف بحماية بعضهم البعض.

 

ومع هذا النزاع بين الجانبين الروسى والأوكرانى، يطرح كثير من المراقبين السياسيين والمهتمين  بالشأن الدولى، سؤالا وهو هل تكون هذه هى البداية لانضمام أطراف أخرى لهذا الصراع ما يكون بذرة لحرب عالمية ثالثة؟.. ولعل إجابة هذه السؤال ستجيب عنها الأيام المقبلة.