رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد خمسة أعوام من النجاح.. شبح الموت يعود إلى الدقهلية بـ11 غريق غير شرعي

 رحلة هجرة غير شرعية
رحلة هجرة غير شرعية

بحثًا عن الثراء السريع، ما زالت بعض القرى المصرية تسيطرعلى أبنائها أوهام الهجرة غير الشرعية، وكانت قرية تلبانة التابعة لمركز المنصورة بالدقهلية، آخر القرى التي دفعت ثمنًا باهظًا من أرواح أبنائها الجمعة الماضية، حيث لقي 11 شاباً مصرياً مصرعهم، وهم من قرية واحدة، قبالة شواطئ ليبيا بعد غرق القارب الذي كان يقلهم مع آخرين باتجاه إيطاليا.

 

اقرأ أيضًا: 

أهالي ضحايا غرق مركب قرب سواحل ليبيا للرئيس السيسي: عاوزين ولادنا حتى لو جثث

 

غرق 11 مصريين مهاجرين

 

وخرج هؤلاء الشباب فى رحلة هجرة غير شرعية؛ بواسطة البحر باتجاه إيطاليا عبر ليبيا عن طريق مركب شراعية صغيرة لا تتسع الاعداد، وتحطمت المركب التى كانت تقل الشباب وغرقت وراح 11شابًا ضحية الهجرة غير الشرعية بينما نجا 22 آخرين.

 

بكاء واستغاثات:

 

طالب أهالي الضحايا السلطات المصرية ووزارة الخارجية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتدخل لمعرفة مصير أبنائهم وإعادتهم سواء المتوفين منهم أو المختطفين، قائلين: "عاوزين ولادنا حتى لو جثث".

 

 

خطف وفدية:

 

وأشار أهالي قرية تلبانة، أنهم فقدوا الاتصال بأبنائهم منذ عدة أيام بعد وصولهم لبعض تجار الهجرة غير الشرعية، ووردت أنباء بغرق مركبهم ومصرع 11 منهم، كما اتصل بعض الأشخاص بالأهالي وطلبوا فدية لتحرير عدد من المخطوفين، على حد قولهم.

هجرة غير شرعية

صغار السن:

 

وللأسف الكثير من المهاجرين غير الشرعيين صغار السن، ومع ذلك لم يجدوا رادعًا من الأسرة لكي تحميهم من هذا المصير المجهول، ولا من حيل سماسرة الموت عديمي الضمير والإنسانية.

 

جهود الدولة:

 

وعلى الرغم من نجاح الدولة في القضاء تمامًا على ظاهرة الهجرة غير الشرعية بتأمين المنافذ والحدود البحرية والبرية، إلا أن أوهام البعض لا تتوقف عند حد معين، والنتيجة استمرار ظاهرة الموت في عرض البحار على أسطح المراكب المتهالكة، والتي كان آخرها حادث ضحايا قرية تلبانة بالدقهلية أول أمس الجمعة.

 

اتبعت مصر استراتيجية قوية في السنوات الأخيرة لمنع الهجرة غير الشرعية والتي نجحت فيها بالفعل ولم يخرج أي مركب هجرة غير شرعية من المياه المصرية منذ عام 2016، وأحكمت مصر عمليات ضبط الحدود البرية والبحرية، ووضع إطار تشريعي وطني لمكافحة تهريب المهاجرين.

 

استراتيجية الدولة :

 

فمنذ أكثر من 7 سنوات أصبح ملف "الهجرة الغير شرعية" ضمن أولويات الحكومة، لانتشارها في الكثير من القرى والمناطق بمختلف محافظات الجمهورية، وإقدام الكثيرين على الهجرة الغير شرعية سعيًا للحلم أو للهرب، ومن ضمن المبادرات التي كلف بها الرئيس عبد الفتاح السيسي هي "مراكب النجاة" التي أعلن عنها في ختام النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، بعد أن كانت تحت عنوان "مراكب الموت والهلاك" والتي تتصدى لعصابات الاتجار بالبشر ومواجهة الهجرة غير الشرعية من خلال حملات التوعية والمبادرات والندوات التي تقام بمختلف المحافظات، وأهمها 10 محافظات هي الأكثر من حيث انتشار فيروس "الهجرة غير الشرعية"، بين عقول شباب القرى وذويهم دون توعية لمخاطر وأعباء تلك الجريمة.

 

بداية المكافحة:

 


البداية عندما تم إطلاق أول استراتيجية وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية (2026-2016)، بالإضافة إلى إصدار قانون 82 لعام 2016 لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والذي وضع عقوبات رادعة لهذه الظاهرة بتجريمه لكافة أشكال تهريب المهاجرين، وفي حالة القبض على مهاجر غير شرعي يعتبر مجني عليه ولا يتم محاكمته بل يتم معاقبة السمسار فقط، حيث نصت العقوبة بالسجن المؤبد وغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تزيد على 500 ألف جنيه.

واتخذت مصر عدة خطوات لمنع الهجرة غير الشرعية، فوجه الرئيس بإنشاء اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر والتابعة لوزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والتي تضم في عضويتها وزارة الخارجية، القوى العاملة، الهجرة، التعليم العالي، الإعلام، التربية والتعليم، والتنمية المحلية، وتقوم اللجنة بحملات التوعية ضد الهجرة غير الشرعية للشباب المصري بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية في مصر.

مركب غير شرعية
مراكب النجاة:


وأطلقت الحكومة عدة مبادرات ركزت على توفير فرص عمل للشباب، في مناسبات عدة للشباب بالقرى والمحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، ومنها مبادرة "مراكب النجاة" في ديسمبر 2019، التي كلف بها الرئيس وزارة الهجرة والجهات المعنية، بتنفيذ تلك المبادرة والتي تهدف إلى توعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية مع توفير فرص عمل بديلة لهم وقروض لإقامة مشروعات صغيرة، وتضمنت

توعية المجتمع بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وسبل الهجرة الآمنة، بالإضافة إلى توفير البدائل الإيجابية من تدريب وفرص عمل وريادة الأعمال للشباب، في حين تم تخصيص 250 مليون جنيه بميزانية الدولة 2021 لدعم تنفيذ المبادرة في 70 قرية على مستوى الجمهورية، هذا وساهمت المبادرة في إطلاق مشروعات بقيمة 55 مليون جنيه.


الاتفاقيات الدولية :


ووقعت مصر العديد من الاتفاقيات الدولية لمنع الهجرة غير الشرعية، ففي أكتوبر 2018 وقعت مصر اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب الأشخاص والاتجار بالبشر، وتضمنت الاتفاقية 7 مشروعات في 15 محافظة بقيمة 60 مليون يورو، لمعالجة الأسباب الرئيسية المسببة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، وفي ٢٠١٩ استضافت مصر المنتدى الإقليمي الأول لهيئات التنسيق الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين في إفريقيا، وفي العام الماضي تم إطلاق المكون المصري من مشروع تفكيك شبكات الاتجار بالأشخاص، وتهريب المهاجرين في شمال إفريقيا بالتعاون من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

وزيرة الهجرة

وزارة الهجرة:

 

اتفاقيات كثيرة واجتماعات عدة عقدتها وزارة الهجرة المصرية، تحت قيادة السفيرة نبيلة مكرم، على مدار السنوات الماضية، لمتابعة تنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وجاءت تلك الاتفاقيات لتضافر الجهود والتعاون بين كافة الجهات في الدولة، لخدمة وتلبية احتياجات المواطن المصري، وفقا لتكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للوزارة، بالتنسيق بين الجهات المعنية، والعمل على تنفيذ المبادرة وإيجاد الفرص البديلة الآمنة، وإعطاء رسالة للشباب المصري بأن الدولة تقف بجواره وتنقذه من مراكب الموت، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة للأسف لا يزال الشباب يفكر في حلم الهجرة والسفر إلى الخارج، متوقعًا أن ينتظره المستقبل الباهر والأموال الطائلة، دون الأخذ في الاعتبار لخطورة ما يقدمون عليه، والعبرة لما حدث من حوادث شبيه من قبلهم.

 

المركز القومي للبحوث:

 

ووفقا لدراسة بحثية أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بين الشباب المصري الذي يرغب في الهجرة بصورة غير شرعية، فإن هناك 11 محافظة مصرية كانت تضم أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين وهي الشرقية، والدقهلية، والقليوبية، والمنوفية، والغربية، والبحيرة، وكفر الشيخ، والفيوم، وأسيوط، والأقصر، والمنيا.

 

استمرار المعاناه:

 

وسوف تستمر قصص الفشل، وحكايات المعاناة التي لا يتحملها بشر، والألم الناجم عن تحطم حلم الثراء وضياع "تحويشة عمر" ، فيبدو أن الأمر لن ينتهي على ذلك وسنفاجأ باستمرار مشهد وفاة شباب خلال رحلة هجرة غير شرعية، بشكل غير عادي وتكون النتيجة هي الغرق والموت وسط أمواج البحار، تاركين حسرة وألم في قلوب الأهل والأصدقاء.

 

موضوعات ذات صلة:

فيديو يوثق اللحظات الأخيرة لحياة 11 مصريًا قبل غرقهم قرب سواحل ليبيا

 

تفاصيل غرق 11 شابا مصريا في عرض البحر قرب سواحل ليبيا

 

أهالي ضحايا غرق مركب قرب سواحل ليبيا للرئيس السيسي: عاوزين ولادنا حتى لو جثث