الأوروبي: الحلول الجزئية في سوريا لن تنهي الأزمة
أكد الاتحاد الاوروبي ان لجوء الرئيس السوري بشار الاسد الي الحلول الجزئية بهدف ترضية الشعب وانهاء المظاهرات ، ليست الطريق الصحيح الي انهاء الازمة الدائرة والطاحنة بالبلاد ، وقال اعضاء البرلمان الأوروبي إن الأسد يقوم باتخاذ قرارات جزئية، متشبها في ذلك بالرئيس السابق المصري حسني مبارك ، والذي كان يخرج علي الشعب بين وقت وآخر إبان اندلاع المظاهرات لاصدار قرار او اكثر بغية التهدئة ، متجاهلا ان الشعب يسعي للتغيير الديمقراطي الكامل . واكد البرلمان ان الشعب السوري يحتاج حلولاً جذرية لانهاء الاوضاع المتردية ، وعلي رأس ذلك انهاء العنف والقمع السياسي ، واطلاق الحريات ، واخلاء سبيل المعتقلين ، ووقف اعمال التعذيب ، واجراء تحقيقات عاجلة فيما جري للمتظاهرين علي مدي الايام الماضية من قتل وتعذيب . فيما كشف تقريرسياسي هولندي ان بشار الاسد علي يقين بأن وضعيته في سوريا تختلف عن وضعية القذافي في ليبيا ، وهي فروقات يعتمد عليها الاسد كدعائم لضمان استمرار بقائه في السلطة رغم اعمال العنف الدموي التي يواجه بها الثوار والمعارضين ، وتتمثل هذه الفروقات في :
اولا: قيام الاستخبارات السورية ورجال الأمن السري بالسيطرة عبر الرقابة علي الدبلوماسيين السوريين بالخارج ، وبالتالي يسود الرعب لدي هؤلاء الدبلوماسيين ، ولا يجرؤ احدهم علي اعلان انشقاقه عن الاسد كما حدث مع القذافي ، والا ستتم تصفيته بسرعة والانتقام من عائلته.
ثانيا : وجود انشقاقات في صفوف المعارضة السورية ، كما تفتقر المعارضة الي وجود قائد فذ ، كما ان الاوضاع في اكبر مدينتين في البلاد ، دمشق وحلب ، لا تزال هادئة نسبياً وهي عوامل مبشرة للاسد بأنه سيستعيد زمام الأمور بيده.
ثالثا : نظام الاسد " وفقا للتقرير " ليس مكروهاً تماما من كل الشعب السوري بذات القدر الذي كانت
رابعا : وجود ضمانات لدي الأسد بأن الغرب لن يستخدموا معه الضغوط العسكرية علي غرار ما يحدث الآن في ليبيا ، وضماناته يستمدها من ثقته ان الغرب يخشون رحيله ، كما تخشي اسرائيل تماما رحيله وتراقب بقلق الاحداث ، حتي لا يخلفه نظام راديكالي اسلامي ، وان يسعي النظام الجديد الي تعزيز العلاقات مع ايران العدو اللدود لاسرائيل والغرب ، كما ان الترسانة الكبيرة من الصواريخ والاسلحة الكيماوية السورية ، يمكن أن تقع في أيدي رئيس سوري جديد أقل دقة وحكمة من الاسد ، كما ان رحيله سيؤدي الي انتقال الاضطرابات إلي الأردن ولبنان والاراضي الفلسطينية، لذلك لا يوجد في الواقع مؤامرة صهيونية لإخراج الاسد من الحكم.