مقاصد سورة ص
مقاصد سورة ص تتمحور حول ثلاث قضايا رئيسة تشترك فيها جميع السور المكية وهي: قضية الوحي وقضية التوحيد وقضية الحساب يوم القيامة، وجاء عرض هذه القضايا في بداية السورة، أما مقاصد سورة ص بشكلٍ عام فتبدأ أولًا بتوبيخ المشركين لأنهم كذبوا لرسول -عليه السلام- وتكبروا على رسالة الإسلام، فهدّدهم الرسول بأن الله سيفعل بهم كما فعل بالأمم السابقة، إذ يقول -تعالى-: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ * إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ *وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاء إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ}.
ومن مقاصد سورة ص أيضًا تسلية الرسول -عليه السلام- خصوصًا بعد تكذيب المشركين له، وذلك للاقتداء بالأنبياء من قبله مثل: داوود وأيوب، الذين جازاهم الله على صبرهم، ومن مقاصد سورة ص الدعوة للحكم بالعدل بين الناس وعدم اتباع الشهوات، توجيه للرسول -عليه السلام إلى الصبر، وفيها أيضًا ذكر لقصة أيوب -عليه السلام- وكيف جازاه الله -تعالى- على صبره، وذلك في قوله -تعالى-: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ}.
ومواساة للرسول -عليه السلام- والمؤمنين عما لاقوه من أذى.
من مقاصد سورة ص عرض مصارع الأمم السابقة التي طغت وتجبرت على الأنبياء فدمرهم الله، وعرض
وختام مقاصد سورة ص يأتي ببيان أن دعوة الرسول -عليه السلام- لا يطلب عليها الرسول أي أجر أو منصب، وهذا في قوله -تعالى-: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}.