عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تطوير الآثار والكنوز الإسلامية فى المدينة المنورة

قامت لجنة المواقع التاريخية الإسلامية فى برنامج خدمة ضيوف الرحمن «أحد البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030م» بجولة ميدانية الأسبوع الماضى فى المواقع والآثار التاريخية الإسلامية فى المدينة المنورة، بحضور رئيس اللجنة، نائب وزير الثقافة، حامد بن محمد فايز، يرافقه أعضاء اللجنة، بهدف متابعة التطورات والمنجزات المتعلقة بإنجاز مشروعات تطوير المواقع الإسلامية الأثرية.

واستمع أعضاء اللجنة خلال الجولة إلى شرح قدّمه الباحث المتخصّص الدكتور عبدالله كابر، الذى تناول الأهمية التاريخية للمواقع الإسلامية, وارتباطها بالسيرة النبوية, وأبرز الأحداث التى شهدتها تلك المواقع.

وأكد نائب وزير الثقافة رئيس اللجنة أن الزيارة تأتى ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله- التى تولى أهميةً كبيرة للمواقع والآثار الإسلامية فى المدينة المنورة، وبمتابعة من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، لما تشكله هذه المواقع من إرثٍ تاريخى كبير, يعكس المراحل التى مرّت بها منذ العصر النبوى وحتى عصرنا الحالى.

وأكد معاليه أهمية رعاية التراث الوطنى وحمايته من الاندثار وتطويره, وضمان تقديم كل الدعم من الجهات ذات العلاقة، كى تسير عملية التطوير فى الإطار الزمنى المخطط له، وبما يضمن إعادة تأهيل وتطوير جميع المواقع الإسلامية الأثرية لتكون مناسبة لاستقبال الزوار.

وبيّن رئيس اللجنة أن المدينة المنورة غنيّة بالمواقع الأثرية والأثار الإسلامية التى تعكس الحضارة الكبيرة للمنطقة الضاربة فى جذور التاريخ، وتمثّل مخزوناً كبيراً للحضارة الإسلامية, مؤكداً حرص اللجنة على صون هذا الإرث التاريخى والمحافظة عليه، وإبراز الكنوز التراثية لمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزائرين, وقاصدى المسجد النبوى الشريف من ضيوف الرحمن بمختلف جنسياتهم وأجناسهم، إلى جانب تعريف الأجيال الحالية بآثارها الموغلة فى القدم.

من جهته, أفاد الرئيس التنفيذى لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن الدكتور رامى بن عبدالرحيم كنسارة، أن الزيارة تهدف إلى الوقوف على المواقع التاريخية الإسلامية ذات الأولوية فى المدينة المنورة والتى تشرف عليها لجنة المواقع التاريخية الإسلامية, والاطلاع على سير الأعمال على الأرض وجهود الجهات الحكومية فى تنسيق وتنفيذ أعمال التطوير والتأهيل.

يذكر أن الجولة الميدانية لأعضاء لجنة المواقع الإسلامية التاريخية فى المدينة المنورة شملت موقع معركة أحد «ميدان سيد الشهداء» والمعالم المحيطة, والخندق «المساجد السبعة»، وبئر الصحابى الجليل عثمان بن عفان - رضى الله عنه - وبئر غرس، ومسجد الفسح.

وتزخر المدينة المنوّرة بالعديد من المساجد التاريخية التى جاء فى الأثر أن النبى عليه أفضل الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم أدوا الصلاة فيها، أو كانت عامرة بنزول الوحى، أو كونها مُصلى أو مقيلا أو مبيتا للنبى صلى الله عليه وسلم أو كونها معلما تراثيا تاريخيا وطرازا معماريا متفردا. ويحرص زوار المدينة المنورة من ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها على التجول فى تلك المعالم حيث يفوح عبق النبوة وبما يعيد إلى أذهانهم الذكريات العطرة، والصور الرائعة للسيرة النبويّة على هذه الأرض المباركة. ويأتى فى مقدمة تلك المساجد مسجد قباء الذى يعد أول مسجد أسس عـلى التقـوى وأكبر المساجد بالمدينة المنورة بعد المسجد النبوى ويقع فى الجنوب الغـربى من المـدينة المنـورة، وكـان على شكل مـربع طول ضلعـه 40 متـراً وفيـه قبـة يقال إنه مكان مـبرك نـاقـة رسول الله صلى الله عليه وسـلم.

وتحتضن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً، مسجد الصحابى الجليل أبى ذر الغفارى أو مسجد السجدة الواقع فى الجهة الشمالية من المسجد النبوى، وسمى بمسجد السجدة

لسجود الرسول صلى الله عليه وسلم فيه سجدة طويلة، كما يقال له مسجد الشكر لسجود النبى فيه سجدة الشكر.

ويعد مسجد الغمامة أو مسجد المصلى الواقع بالقرب من المسجد النبوى وبالتحديد الجنوب الغربى منه من أبرز مساجد المدينة المنورة، ويبعد نصف كيلو متر من باب السلام فى المسجد النبوى، ونحو 305 أمتار من التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوى، وكان يصلى فيه صلاة العيدين حتى أواخر القرن التاسع، ثم نقلت إلى المسجد النبوى الشريف.

ومن أهم المعالم التى يزورها القادمون إلى المدينة المنورة من ضيوف الرحمن زوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كل عام المساجد السبعة التى هى وفقا للروايات ستة مساجد وليست سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم وتقع فى الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذى حفره المسلمون فى عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة 5 للهجرة. ويروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة فى تلك الغزوة وسمى كل مسجد باسم من رابط فيه، عدا مسجد الفتح الذى بنى فى موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعد مسجد الفتح أكبر تلك المساجد وسمى بهذا الاسم لأنه وفقا للروايات كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، أو لأن تلك الغزوة كانت فى نتائجها فتحاً على المسلمين. وقد بناه الخليفة عمر بن عبدالعزيز فى فترة إمارته على المدينة بالحجارة ثم جدد مرة أخرى بأمر الوزير سيف الدين بن أبى الهيجاء ثم أعيد بناؤه فى عهد السلطان العثمانى عبدالمجيد الأول، وفى القرن الـ14 الهجرى سميت بالسبعة المساجد بعد أن أعيد بناء مسجد بنى حرام الأثرى فى امتداد ساحة جبل سلع وفى الجهة الجنوبية من المساجد الستة وذلك فى النصف الثانى من القرن الـ14 الهجرى. #10# ومن المساجد السبعة مسجد سلمان الفارسى الذى يقع جنوبى مسجد الفتح مباشرة وعلى بعد 20 متراً منه فقط فى قاعدة جبل سلع، وسمى باسم الصحابى سلمان الفارسى صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزوة الأحزاب.

ومن هذه المساجد السبعة مسجد أبى بكر الصديق ومسجد على بن أبى طالب ويقع شرقى مسجد فاطمة على رابية مرتفعة.