كافر عامل.. ومؤمن خامل
قالت الباحثة الإسلامية سميرة عبد المنعم لقد قدر الله سبحانه وتعالى الأرزاق ، فلا تموت نفس حتى تستوفي رزقها ، فكل مخلوق سيصل إليه رزقه ، يقول تعالى:"وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم" ، ويقول تعالى:"وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" ، وعن أبي الدرداء قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله".
ولقد جعل الله للرزق أسباب حسية مادية كالعمل بإتقان والاجتهاد ، فمن أخذ بها مؤمن أو كافر وفقه الله.
أن العمل هو أساس الحياة وأساس تقدمها لذلك حث عليه الإسلام واهتم به كثيرا ، يقول تعالى:"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين" ، كما حذر من الكسل والتواكل وسؤال الناس والبطالة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأخذ حزمة من حطب فيكف الله به وجهه خير من أن يسأل الناس أعطى أو منع" ، وقال صلى الله عليه وسلم:"من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو يستكثر" ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتى يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم".
ولقد فضل الإسلام المعطى على الآخذ ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اليد العليا خير من اليد السفلى وأبدأ بمن تعول".
والعمل يعد عبادة يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى بنية كف احتياجاته واحتياجات من يعول ، ويفضل العمل على النوافل
ولابد من متابعة المستجدات فى حياتنا ومواكبتها لكي لا نتأخر عن العالم من حولنا. ولقد أمرنا الإسلام بالعمل يقول تعالى:"هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" ، ونظر الإسلام للعاملين نظرة تقدير ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له" ، ويقول صلى الله عليه وسلم:"اللهم بارك لأمتى فى بكورها".
والكسب الحلال يؤدي إلى إستقامة الحياة ، والعمل قد يكون بدنيا أو ذهنيا ، المهم أن يراد من ورائه هدف مشروع ولا يكون للتسلية.
إذا فليس العابد المنقطع للعبادة خيرا من العامل ، وليس المؤمن الخامل أفضل من الكافر العامل فكلا حسابه واجره على الله ، أما فى مجال العمل فهناك تساوي فى الفرص إذا أخذت بالأسباب ، ولا شك أنه ليس هناك أفضل من المؤمن العابد العامل.